رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السادة الرجال.. فكروا قبل أن تطلبوا القانون الجديد «2»

عشت معكم الأربعاء الماضى «سيناريو» لن يختلف كثيرا عن واقع أى أب سيكون حاضنا لطفليه 7 و 9 سنوات حال تغير قانون الأحوال الشخصية الحالى، بخفض سن الحضانة عما عليه الآن،

وكيف سيعانى هذا الأب مع الطفلين فى الإجازة المدرسية، ولن يتمكن من «الاستمتاع» ببعض الراحة التى كان لا يرضى بها أيام عيشه مع «النكدية» مطلقته، أما الآن وقد انتهى شهر العسل «الأسود» بانتهاء إجازة الصيف، التى لم يخرج فيها مع طفليه فى نزهة ما أو زيارة لأقارب إلا ما ندر، لأن أى نزهة تطلب «تجهيز ملابس خروج للطفلين وبعض المأكولات» وهو ما كانت تعده «النكدية» فى بساطة للأولاد والزوج، لتوفر به بضعة جنيهات إذا ما تم شراء الوجبات جاهزة لزوم «النزهة».
ما علينا المهم أن الدراسة بدأت، وسيرفع الأب من على عاتقه عبء نصف يوم سيقضيه الأولاد بالمدرسة، ولكن قبل ذلك عليه اصطحابهما لشراء «الزى المدرسى» وسيختنق ويفقد أعصابه وقد يهم بضرب إحدهما وهما يغيران ويبدلان بمحل الملابس بحثا عن «المقاس» الملائم، وكانت «النكدية تقوم بهذا الدور كل عام وتعفيه منه ببساطة، ناهيك عن جولة أخرى لشراء الأحذية والحقائب وسائر المتعلقات الأخرى، وفى اليوم الأول من المدرسة قد ينسى شراء « الفينو» لزوم الساندويتشات، أو ينسى شراء ما يحتاجة «حشو» هذه الأرغفة، وسيضطر للاستيقاظ السادسة صباحا قبل موعد عمله بساعتين، ليجهز الطفلين وإفطارهما، وما سيحملانه من ساندويتشات» وكانت «النكدية» تفعل كل ذلك صباحا وهو لا يزال نائما يغط فى «شخيره»، لتوقظه بعدها إما للذهاب لعمله أو توصيل الطفلين للمدرسة، إن لم تفعل هى أيضا ذلك لتوفر له دقائق إضافية للراحة فى الصباح.
ونظرا لأنه فعل كل ذلك بمفرده وهو لم يعتده من قبل، سيذهب لعمله بقميص «مكرمش» وبدون إفطار، وسيعتمد على بعض أطعمة الشارع التى ستصيبه «بوعكة» فى معدته، وقبل انتهاء موعد عمله، عليه أن يستأذن دقائق، أو يتسلل دون استئذان ليأخذ الطفلين من المدرسة، خشية أن يصيبهما مكروه، أو قد «يجمد قلبه» لزوم الحاجة، ويطلب منهما العودة للمنزل بمفردهما إذا كانت المدرسة قريبة، أو العودة فى تاكسى أو ميكروباص توفيرا للنفقات، وسيضطر فى هذا إعطاءهما مفتاحاً للمنزل، وسيظل قلقا عليهما حتى يعود إليهما ويطمئن أنهما بخير، ولم يصب أحد منهما فى الطريق، ولم يدخل عليهما المنزل أحد.
وقبل أن يتلقط أنفاسه بعد عودته للمنزل، سيطلبان منه شراء كشاكيل وكراريس و«جلاد» للكراريس، وقائمة من طلبات الأدوات المدرسية، و.. و.. آه لقد نسى أن يعد لهما طعام الغداء قبل أن يذهب لعمله، وسيعتمد على أى وجبة جاهزة أو خفيفة، وكانت «النكدية» إما تطبخ فى المساء إذا ما كانت تعمل فى وظيفة ما، أو تطبخ فى الصباح قبل أن تذهب لعملها على التوازى أثناء إعدادها الطفلين للذهاب

للمدرسة، «يا الله» كيف كانت تفعل كل ذلك فى عفوية وبساطة تلبية لدورها ومسئوليتها كأم وراعية مسئولة عن طفلين أو أكثر، بينما هو منقطع لعمله ولتأففه من صوتها وكارها لبعض ضيقها أو متاعبها جراء تمزقها بين عمل وواجبات منزلية ورعاية طفلين أو أكثر فى هذا السن، والآن قد حمل وحده كل المسئولية، لا بد أن يسأل نفسه، كيف كانت تقتطع من راحتها ساعات لتصحو باكرا أو تسهر تعد الطعام وتنهى شئون البيت كلها دون أن يمد لها يد المساعدة، لأنه كرجل شرقى يرى أن هذا واجبها وحدها، سيسأل نفسه كيف كانت تصطحب الطفلين للمدرسة وتعود من عملها بسرعة لتصطحبهما للمنزل، أو تكلف إحدى الجارات الموثوق بهن لمساعدتها فى إعادة الأطفال للمنزل، أما هو فلن يجرؤ أن يطلب هذا من تلك الجارة، وإلا «ثارت الأقاويل» فهو أى كان «رجل مطلق» كما لن يثق فى جار رجل ليعود بطفليه للمنزل، وهكذا ستزداد الحياة تعقيدا.
إن كانت والدته لا تزال على قيد الحياة، سيرجوها للبقاء معه فترة المدارس لمساعدته فى إنجاز ما سيعجز عن إنجازه وحده مع أحفادها، كما لن يجد لديه من الجهد والصبر لأن يذاكر لهما فى المساء لحل تعقيدات المناهج، وكانت «النكدية» تفعل ذلك للطفلين، وكان هو يضيق بذلك لأنها منشغله عنه وعن حديث «الأنس المسائى» إذا ما اعتزلت بعض الوقت فى غرفة الأولاد لتذاكر لهم، وستقبل الجدة راضخة البقاء بعض الأسابيع برفقته، لكنها لن تحتمل المزيد، فسنها وصحتها لا يمكنها معهما مواصلة تربية أطفال من جديد، وهكذا ستنصحه فى جملة واحدة «وانت ايه اللى مصبرك على كده، اتجوز» وستلمع الفكرة الجنونية براقة فى ذهنه، وسيقرر الزواج، نكاية فى مطلقته «النكدية»، ولتساعده الزوجة الجديدة فى تربية الطفلين وتشيل عنه «همهما» وفى هذا حكاية أخرى.. وإلى الملتقى إن شاء الله.
[email protected]