عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حوار العز .. سقطة إعلامية أم مادة إعلانية

تعلمت فيما تعلمت مع ألف باء صحافة، أنه لا صوت فوق صوت العدالة، وأن أى قضية تحال الى النيابة العامة او جهات التحقيق المختصة، يجب أن يقف منها الاعلام المحترم  موقف الحياد والا يحاول التأثير على العدالة او اى جهة من جهات التحقيق ، او حتى على الرأى العام بالاستقطاب او الاستعطاف مع المتهم أو ضده ، هذا فى الجرائم العادية،  فما بال لو كان المجرم او قل المتهم متهما بسرقة قوت ودماء الشعب ومتهما بتضخم الثروة والاحتكار  واللعب بكل القوانين والاجراءات المشروعة فى مصرنا الحبيبة  وأقصد هنا المهندس ..رجل الأعمال ..عضو مجلس الشعب .. الرجل الذى يحمل صفا من الألقاب ويحمل فى رقبته جبلا من الذنوب عليه إثبات براءته منها أمام جهات التحقيق الرسمية وحدها ..أقصد أحمد عز.

لقد فاجأتنا قناة العربية أمس الاثنين فيما تفاجأ به المشاهدون بمصر والخارج بين فينة واخرى بحوار او سبق اعلامى مع داهية هذا الزمان "عز" ، وأفردت له الزميلة الاعلامية راندا أبو العزم مساحة اعلامية لا يمكن ان يحلم بها متهم اخر فى العالم  باستثناء "طبعا الملياردير أحمد عز " وهى 40 دقيقة كاملة، إضافة إلى دقائق أخرى ناظر بها عز عددا ممن استضافتهم العربية فى البرنامج أو النشرة "سمها كما تسمها"  وعلى رأس هؤلاء طلعت السادات  والذى سبق وهاجم عز اكثر من مرة تحت قبة البرلمان وواجهه بفضائحه وأسرار تضخم أمواله الى درجة ان خلع طلعت السادات حذاءه وهجم به على عز ذات مرة ، بعد ان استنفد كل الطرق الطبيعية فى المكاشفة بالفضائح دون أن يستجيب أحد من سادة البرلمان فى حينه ويكلف نفسه بفتح هذه الملفات العفنة.

ومما يؤسف له أن راندا التى يفترض أنها إعلامية واعية تعايش مرحلة شعبية مصرية حساسة، يغلى فيها الشعب غضبا على الفساد ورؤوسه  وعلى اموالة المنهوبة فى خزائن عز وغيره، اذا بأسئلتها لعز  تخلو من الموضوعية والأرقام  وتخلو من الوثائق والحقائق والأرقام  وتاتى أسئلتها تعميما بالعموميات،  فى صورة جمل وعبارات فضفاضة أشبه بها إلى حوار " تلميع احد المسئولين"  وتركت لضيفها العزيز العنان ليدافع عن نفسه فى استماتة، لدرجة أنى نفسى كدت أصدق هذا الرجل وكلماته ودفاعاته عن نفسه ، فما بال غيرى من المواطنين البعيدين عن بؤرة الإعلام وبعيدا عن قلب الأحداث وهو ما وصفه طلعت السادات بأنه احتكار للحوار كما احتكر عز حديد مصر ورؤوس أموالها.

وانطلاقا من الحياد الإعلامى المفترض، كنت انتظر من العربية ان تفرد لضيوفها الاخرين ممن لديهم وثائق الاتهام والادانة ضد عز، ذات مساحات البث التليفزيزنى فى برنامجها، ليقدموا للشعب عبر الشاشة أيضا

ما لديهم، غير أن العربية افسحت صدرها للمتهم عز من منطلق المتهم برئ حتى تثبت إدانته ، ولم تفسح صدرها للآخرين ممن لديهم وثائق الادانة والاتهام ضد عز ، وكانت علة ضيق الوقت بالنسبة للعربية       مكشوفة وغير مقبولة تماما، لقد بدت استضافة عز وكأنها مادة اعلانية مدفوعة، وأنا أطالب  العربية أن تجيبنا بصراحة، هل كانت استضافتها لعز  مساحة اذاعية مدفوعة  وان لم تكن كذلك، فإن ما حدث يعد سقطة إعلامية رهيبة لن تغتفر ولن نعفى منها العربية فى هذا التوقيت المصرى الحرج .

واذا كانت العربية تتمسك بشعار الحياد الذى يكرره مذيعوها فى برامج البث إبان تغطية ثورة مصر، ألم يكن من باب أولى لهذا الحياد أن تتخلى العربية عن هذا السبق الوهمى  الإعلامى المزعوم باستضافة عز، أو تتيح الفرصة للاخرين كما اتاحتها للمتهم الماثلة ملفاته امام جهات التحقيق ، أو تتخلى عن هذا وذاك وتترك الأمر لأولى الأمر من جهات التحقيق المصرية،  دون محاولة التأثير على الرأى العام بهذه الصورة المفضوحة .

لقد نصبت العربية نفسها بوقا لإذاعة دفاعات عز عن نفسه، نصبت نفسها فى توقيت أعلن فيه كل الشعب المصرى اتهاماته لعز ولن أقول: إدانته من منطلق الحيادية الإعلامية ، فإدانته هذه ستثبتها النيابة بالأدلة والوثائق قبل قرارات الاتهام  ومن بعدها القضاء .

علينا كإعلاميين أن ندرك خطورة اللحظة التى نعيشها جميعا فى مصر وعلى الفضائيات أيا كانت توجهاتها أن تحترم معطيات تلك اللحظة، فأى نوع هذه من السبق الإعلامى يمكن أن أحققه وأتحدى فيه الحقائق وأتحدى فيه إرادة الشعب، على العربية أن تكاشفنا بصراحة، هل كان حوارها مع عز مادة  إعلانية مدفوعة، وإن يم يكن كذلك فإنها سقطة إعلامية خطيرة عليها تداركها لإثبات مصداقيتها وحيادها.