عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التدخين بين التحليل والتحريم في نهار رمضان

شرب السجائر -أرشيفية
شرب السجائر -أرشيفية

يعد التدخين من أسوأ العادات البشرية التي يفعلها بعض الناس وذلك بسبب الضرر الكبير التي تلحقه بصحة الإنسان، فضلا عن ضياع الأموال في أشياء ليست ذات نفع.   
وقد حرم التدخين سواء في شهر رمضان أو غيره بإجماع الفقهاء، بسبب المفاسد العظيمة التي يتسبب بها. 
إلا أن الفترة الأخيرة ظهر العديد من الفتاوي المثيرة للجدل، أبرزها ما أفتى به الدكتور جمال البنا، المفكر والباحث الإسلامي، بأن "التدخين" لا يفطر باعتباره يشبه البخور والعطور ونحوها، باعتباره غير مفطر للصائم على حد قوله.
وبرر البنا، فتواه بأنها تمثل حرية الاجتهاد فى فهم نصوص الشريعة وعدم الوقوف على ما استقر عليه بعض علماء الدين السابقين.

ولم تلاقِ هذه الفتوى استحسانًا عند علماء الدين في مصر، حيث افتو بنفي هذه الفتوى وعدم جواز التدخين للصائم وذلك لما في التدخين من شهوة وإحساس، وأنه بإجماع الفقهاء تأكد أنه من مبطلات الصيام، كما أن الدخان بجميع أنواعه من المواد العضوية التي تحتوي على القطران والنيكوتين، وهذه العناصر لها جِرْم يظهر جلياً في "الفلتر" وعلى الرئتين.

وعليه؛ فاستعمال الصائم له مفطر لأنه يدخل باختياره جرماً إلى جوفه، وذلك لقول الأطباء: إن الدخان يمر من الفم والبلعوم الفمي ثم ينزل جزء منه إلى البلعوم الحنجري، ومنه إلى الرغامي فالرئتين، وينزل الجزء الآخر إلى المرئ فالمعدة، كما ان الدخان يغير المزاج وله أثر على الجسم قوتاً وضعفاً مثله مثل الأكل والشراب، وعليه فالتدخين في نهار رمضان محرم ومن يفعل ذلك يفسد صيامه ويجب عليه قضاء الأيام التي حدث فيها التدخين.

هناك أدلة كثيرة على تحريم شرب الدخان والسجائر في نهار رمضان، نذكر بعضًا منها:

1- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف/157، ولا شك أن الدخان يصنف من الخبائث لا من الطيبات من حيث الطعم والرائحة والآثار في البدن.

2- حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ).  ولا أحد يجادل بأن الدخان مفتر للجسم.

3-  وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنْعًا وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ) والدخان فيه إضاعة للمال واستهلاك لمبالغ طائلة بلا فائدة.

4- قوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) رواه أحمد وابن ماجه، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرر سواء كان ضررا جسيما، أو ماديا، أو فكريا، والدخان ضار بكل ذلك.

5- وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه: (فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ) أخرجه مسلم، وفي الحديث أيضا أنه قال: (من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) رواه الطبراني في الأوسط، والمدخن يؤذي الناس برائحته سواء وقت التدخين أو بعد التدخين.

والواجب على المسلم أن يبتعد عن مثل هذه العادات السيئة سواء في شهر رمضان أو غيره من الشهور، وان كان من المدخنين فعليه استغلال الشهر الكريم، للإقلاع عن هذه العادة والتوبة عنها، وذلك لما فيه من إلحاق الضرر بالنفس، وحفظ النفس أحد ضرورات الشريعة الإسلامية وامر معلوم من الدين بالضرورة.