رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رملة بنت أبي سفيان

بوابة الوفد الإلكترونية

أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنهما, حفظ التاريخ الإسلامى من مواقفها ما لا يُمكن استثناؤه أو نسيانه، اشتهر عنها حادثة نزع فراش النبى من تحت والدها أبى سفيان، وهو من سادات قريش، وبالرغم من أنه والدها؛ إلّا أنّها آثرت ألّا يجلسَ كافرٌ على فراش النبى صلى الله عليه وسلم؛ حتى إن كان والدها، تُكنّى بأم حبيبة نسبةً لابنتها من زوجها عبيد الله بن جحش، وهى زوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأم المؤمنين، أمها صفية بنت أبى العاص عمّة الصحابى الجليل عثمان بن عفان بن أبى العاص رضى الله عنه، ولدت رضى الله عنها قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم بسبعة عشر عاماً، كانت قبل زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم متزوّجة من عبيد الله بن جحش بن رباب بن يعمر الأسدى من بنى أسد بن خزيمة، أسلمت معه ثم هاجرا إلى الحبشة، فولدت ابنتها حبيبة وبها كانت تُكنّى، ارتدّ زوجها عبيد الله بن جحش عن الإسلام ودخل فى النصرانية حتى هلك، وتمسكت هى رضى الله عنها بدينها، كانت أقرب زوجات النبى صلى الله عليه وسلم نسباً إليه وأكثرهن مهرا.

تتضمن حياة أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان العديد من المواقف والمناقب، ولعلّ أبرز مناقبها ومواقفها, كانت ممن هاجر الهجرة الثانية والتى كانت وجهتها أرض الحبشة مع من هاجر من المسلمين فى تلك الرحلة؛ حيث هاجرت أم حبيبة -رضى الله عنها- فراراً بدينها هى وزوجها حين ذلك عبيد الله بن جحش؛ إلّا أن زوجها ارتدَّ عن الإسلام ودخل فى النصرانية ، ومات عليها، وقد عرض عليها زوجها بعدها ترك الإسلام والدخول فى النصرانية، فأبت ذلك، ورفضت إلّا أن تبقى متمسكة بدينها، ثابتة على إسلامها وهجرتها، حتى جاءتها البشرى على يد الجارية أبرهة تخبرها بخطبة النبى -صلى الله عليه وسلم- لها من النجاشى ملك الحبشة، فأبدلها الله سبحانه وتعالى زوجاً خيراً من زوجها.

ومن المواقف أيضاً فى حياتها

رضى الله عنها؛ إكرامها لفراش النبى صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها أبو سفيان عندما قدم إلى المدينة المنورة ليعقد هدنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش؛ لأنه كان يومئذ مشركاً؛ حيث أبت أم المؤمنين أن يُدنَّس فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجلوس كافرٍ مُشركٍ عليه؛ حتى لو كان ذلك المُشرك هو أقرب الناس إليها نَسَباً، وأحبُّهم إليها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحبُّ ما عند المرء الأب والأم؛ إلّا أنّها منعته من الجلوس على فراش النبى ونزعته من تحته، فقال لها أبوسفيان: يا بُنَيَّة، أرغبت بهذا الفراش عنى، أو بى عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ مشركٌ نجس، فلم أحبّ أن تجلس على فراش رسول الله، قال: يا بُنَيَّة، لقد أصابك بعدى شرٌّ، فقالت: بل هدانى الله للإسلام، وأنت يا أبتِ سيِّد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك الدخول فى الإسلام وأنت تعبد حجراً لا يسمع ولا يبصر! فقام من عندها.

وموقفها رضى الله عنها من غيرها من أمهات المؤمنين, حيث دعتهنّ عند موتها وطلبت المغفرة من الله لها ولهنّ؛ وتوفيت رضى الله عنها سنة أربع وأربعين من الهجرة فى خلافة أخيها معاوية بن أبى سفيان، ودُفِنَت فى البقيع فى المدينة المنورة.

 

[email protected]