رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعلمت المقامات الموسيقية بالفطرة.. وتقوى الله مفتاح السعادة

بوابة الوفد الإلكترونية

حفظت القرآن فى كُتّاب «الشلقانى».. ووالدتى سر نجاحى

الأذان بصوت «رفعت» كان سبباً فى اكتشافى.. ونشأت على أصوات الكبار

أطالب نقابة القراء بمحاسبة غير المنضبطين فى التلاوة

 

حين تسمعه يعود بك إلى زمن عباقرة التلاوة وفى مقدمتهم قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت وكأنما يعيش بيننا، امتاز قارئ الزمن الجميل محمود الطوخى عن أقرانه بأنه جمع بين القديم والحديث، يستطيع أن يطوف بك فى عالم التلاوة، متنقلاً فى أدائه بين أصوات العمالقة، وإذا أذّن تسمع صوت الشيخ «رفعت» وكأنه هو، وبالرغم من ذلك تظل بصمته الخاصة به ظاهرة جلية فى قراءته.

«الطوخى» نموذج للأصوات القوية الرخيمة وفى الوقت ذاته نموذج للأصوات الحنونة التى تشعرك بحلاوة القرآن وجماله، حباه الله عز وجل بصوت قوى يبهر من يسمعه للوهلة الأولى، ويجعل من ينصت إليه يحلق فى السماء خاشعاً متدبراً لآيات الله عز وجل، وفضلاً عن أدائه المتميز اتسم «الطوخى» بخلق طيب تقى نقى يرى أن تقوى الله أهم شىء يجب أن يتحلى به القارئ بعيداً عن السعى وراء الشهرة، فكل إنسان سيأخذ حظه من الدنيا، وعلى القارئ أن يتسم بصفات ربانية لأنه يحمل بين جنباته كلام الله عز وجل، «الوفد» التقت قارئ الزمن الجميل ـ كما يلقب ـ الشيخ محمود الطوخى فكان هذا الحوار.

< فى="" البداية..="" من="" قرية="" «سنديون»="" إلى="" عالم="" النجومية="" والشهرة="" فى="" مجال="" التلاوة..="" كيف="" بدأت="">

ـ نشأت فى أسرة متدينة، وولدت فى أول مارس سنة 1964، وتوفى والدى رحمه الله وعمرى وقتها كان عاما وشهرين، لكننى علمت عنه كل خير، وعرفت أنه كان يقيم سهرات رمضانية.. وقد عشت هذه السهرات عن طريق أخى الأكبر «حامد»، وكانت سنه فى ذلك الوقت «14 سنة» حين توفى والدى رحمه الله، حيث تولى شقيقى إدارة البيت وأصبح يقيم السهرات الرمضانية خلفاً لوالدى طوال شهر رمضان بالكامل لختم القرآن، حتى إن الناس كانوا يأتون من كل القرى المجاورة لسماع القرآن الكريم والإنصات لأحكام التلاوة، وتخلل هذه السهرات الرمضانية دروس علم، فكان يأتى علماء لتفسير القرآن بعد صلاة التراويح مباشرة، ويأتى شيخ من أبناء القرية يتلو جزءاً كاملاً من القرآن والكل ينصت إليه، ووقتها كنت طفلاً صغيراً أجلس معهم فى «المندرة»، كما كنا نسميها فى الريف وتتسع لحوالى مائة فرد، ونستضيف فيها الحضور، وتعلمنا ذلك أنا ورفاقى، وهكذا تعلمنا قبل أن نكتب ونقرأ، وكيف يتلى القرآن بأحكام جيدة ومخارج الحروف الصحيحة.

< وعلى="" يد="" مَن="" حفظت="">

ـ فى سن الخامسة دفعت بى والدتى إلى كتاب القرية وكان يعرف باسم كتاب الشيخ أحمد الشلقامى، حيث حفظت القرآن الكريم كاملاً فى الثامنة من عمرى، ثم جودته فى سن الحادية عشرة، وقد تعلمت رواية ورش على يد فضلة الشيخ حسن رجب بمسجد الخازندار بروض الفرج، وسجلت القرآن الكريم مجوداً لدولة الكويت ويذاع حتى الآن بالإذاعة الكويتية.

 < مَن="" أبرز="" القراء="" الذين="" تأثرت="">

ـ هذه نقطة لها تاريخ جميل الفضل فيها يعود إلى والدتى وأخى الأكبر، قد كان لدينا راديو كبير جداً يوضع على أحد الأرفف وسط الحائط، وكان دائماً مؤشر المذياع لا يتحرك عن إذاعة القرآن الكريم ولا يجرؤ أحد أن يدير المؤشر عن إذاعة القرآن التى تستمر على مدار الأربع والعشرين ساعة يومياً.

< إذن="" فقد="" تربيت="" على="" إذاعة="" القرآن="">

ـ بالفعل.. فهى إذاعة كل بيت فى مصر، ويمكننا أن نقول إنها إذاعة الشعب، والآن والحمد لله فقد امتدت إلى خارج الوطن العربى، وكانت والدتى منذ أن التحقنا بكتاب الشيخ حسن لشلقانى رحمه الله حيث حفظت القرآن، وقد كان رجلاً كبيراً فى السن وحكيماً تعلمنا منه الحكمة قبل حفظ القرآن واكتسبنا منه خبرة التجارب والسنين والحكمة فى التصرفات، وكانت والدتى تجمعنا صباح كل يوم جمعة من كل أسبوع لنسمع قارئ السورة فى التليفزيون سواء كان الشيخ البنا أو الشيخ مصطفى إسماعيل أو الشيخ عبدالباسط عبدالصمد أو الشيخ محمود المنشاوى أو القارئ الشيخ إبراهيم الشعشاعى، وقد تشربت من قراءتهم جميعاً، وكانت والدتى تحفزنا على الإنصات والتعلم، فأحببنا كل القراء، ولم نكن نقول إن هذا قارئ أفضل من آخر ولم نتعصب لأحد على حساب أحد، ما نرى اليوم من تعصب لبعض القراء، والذم فى آخرين فالكل ـ فى رأينا ـ يجتمع على شىء واحد هو قراءة القرآن، ولم يحدث أن فضلنا قارئا على آخر، فكلهم يقرأون القرآن كلام الله، كل بإحساسه والكل يجب احترامه.

< هل="" درست="" المقامات="">

ـ تعلمتها بالفطرة ومثلما قال الشيخ مصطفى إسماعيل فى حديث أجراه للكاتب الصحفى عبدالوهاب مطاوع رحمهما الله حين سأله هل درست المقامات، فقال أنه كان يقرأ فى مسجد الحسين أمام الناس، وحينما ينتهى من تلاوة الآية يطلب منه الجمهور إعادة الآية بمقام «البياتى» على سبيل المثال، فالجمهور أكثر معلم وهو مثقف ولديه حاسة الاستماع الصحيحة، ويعرف المقامات، وأنا تعلمت بهذا الشكل فهى موهبة أكثر منها تعلماً.

< متى="" تم="" اعتمادك="" بالإذاعة="" والتليفزيون؟="" ومن="" الذى="" شجعك="" للتقدم="">

- شرفت بالقراءة فى افتتاح أكاديمية مبارك للأمن بالتجمع الخامس يوم 24 يناير 2007 وبدأت بسورة الفتح، حيث طلب منى تلاوة القرآن فى صلاة الجمعة بتاريخ 25 يناير 2007 بالإذاعة والتليفزيون احتفالاً بعيد الشرطة فى مسجد

الشرطة بالدراسة، ووقتها قرأت من سورة الإسراء لنحو نصف الساعة وقد طلب منى وزير الإعلام وقتها التقدم للاعتماد بالإذاعة بناء على توصية وزير الداخلية، ولم يقبلونى وقتها رسمياً ووقتها فضلت السفر إلى الخارج مرة أخرى بالرغم أنهم لم يرصدوا خطأ واحداً فى التلاوة وعدت من سفرى عام 2012 ووقتها طلب منى أحد أصدقائى المخرجين بالتليفزيون فى ذلك الوقت أن أقرأ فى عزاء والدة رئيس التليفزيون فى ذلك الوقت عصام الأمير، وأعجب كل الحضور بالتلاوة، وتقدمت مرة أخرى للجنة الجديدة، وتم اختيارى فى الصوت ثم فى القرآن الكريم على يد فضيلة الشيخ العلامة عبدالحكيم عبداللطيف وسجلت تلاوات واعتمدتها لجنة الإذاعة والحمد لله صرت قارئاً معتمداً رسمياً.

< لقبت="" بقارئ="" الزمن="" الجميل="" فما="">

ـ الحمد لله كل ما أسعى إليه هو رضا الله عز وجل وأن يتقبل منى صالح الأعمال، الذى كان سبباً فى اكتشافى أننى كنت أؤدى الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء بمسجد الفتح برمسيس، ودعانى وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدى زقزوق لرفع الأذان الموحد فى مساجد القاهرة الكبرى، وهو ما حدث بالفعل لكننى تشربت من معين القراء الكبار ما يطلق عليهم قراء الزمن الجميل ولهذا لقبنى الكثيرون بأننى قارئ من الزمن الجميل.

< فى="" رأيك="" ما="" أهم="" مشكلات="" القراء="" فى="" الوقت="">

ـ أرى أن هناك بعض القراء غير الإذاعيين ينشرون بعض المقاطع غير المنضبلة لأدائهم أثناء تلاوة القرآن على الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى، ومع احترامى للجميع أقول أن القرآن كتاب هداية يقرأ بخشوع ويتلى بأحكام صحيحة وليس بنغمات راقصة، بالإضافة إلى ضعف الأحكام ومخارج الحروف غير المنضبطة، ولهذا أطالب نقابة القراء والشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية والشيخ محمد محمود الطبلاوى حفظهما الله أن يكون هناك عقاب وثواب، وأن تكون هناك سلطة قوية للنقابة على القراء جميعاً، فمن يخالف شروط التلاوة يحاسب من النقابة، فلابد أن يكون هناك مساءلة، ويسحب منه كارنيه النقابة بل من الممكن أن تصل العقوبة إلى السجن لأن القارئ غير المنضط يمتهن كلام الله وهذا خطأ فادح وكارثة كبرى.

< ما="" أبرز="" الدول="" التى="" سافرت="">

ـ سافرت دولاً كثيرة مثل أمريكا، وتركيا التى قمت بزيارتها أكثر من مائتى مرة دون مبالغة حيث قرأت القرآن الكريم فى جميع مدنها وجميع مساجدها العثمانية وغيرها، لكن نظراً للظروف السياسية، فأنا أحترم سياسة بلدى، ووطنى فوق الرؤوس ولذلك فضلت عدم السفر إلى تركيا، فأنا أُعلى من قيمة مصر والأزهر الشريف، فمصر وطن لا مثيل له وهو تاج فوق الرؤوس، أيضاً سافرت إلى قيزستان وتنزانيا وباكستان وجوهانسبرج، وفى كل سفرياتى أسعى إلى لقاءات خريجى الأزهر لنبين لهم أن الإسلام دين وسطى سمح وأسعد بلقاءات الجاليات الإسلامية هناك.

< ما="" نصيحتك="" للقراء="">

ـ تقوى الله، والإخلاص، وأن يكون قلب القارئ خاشعاً لله، ويعى تماماً أنه يقرأ كلام الله، «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله» وأن يكون القارئ متخلقاً بخلق القرآن الكريم، فهو سفير أيضاً لبلاده فى الخارج وليس هذا فحسب فهو سفير لدينه وإسلامه الوسطى المعتدل.

< أخيراً..="" ماذا="" عن="" أبنائك="" وهل="" ساروا="" على="">

ـ الحمد لله أكرمنى الله بثلاث بنات أكبرهن «أميرة» وهى طالبة فى الفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة القاهرة والثانية «منى» فى الفرقة الثانية بكلية طب علاج طبيعى والابنة الصغرى «مها» تدرس فى كلية الحقوق حالياً، إلا أنهن لم يكملن حفظ القرآن بسبب الدراسة.