رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجاد يا عرب أمجاد


 

أخيرا تحققت الوحدة العربية الحقة بين الشعوب من القاعدة، بعيدا عن جامعة الدول العربية وبعيدا ايضا عن الحكومات أو الكيانات المتعارف عليها التقليدية، إنها وحدة قامت بها شركات الاعلانات بنجاح ساحق علي كل الشاشات العربية يتجمع حولها الملايين كل أسبوع كلهم يطمعون ويداعبهم الأمل في الفوز الأكبر العظيم.

فقد أهدوا الي الامة العربية برامج ترفيهية تبحث عن المواهب وتقدمها لجمهور المشاهدين وهي برامج متنوعة بين راقص وراقصة العرب الأولي ومغني العرب ونجم العرب ومذيع العرب وشاعر العرب ومضحك العرب؟
إنها وحدة عربية حقيقية نشيطة وفاعلة، ويقدمها باقة من المغنين والمغنيات والراقصات والممثلات والمضحكين والمضحكات ويلعب الأدوار فيها شباب العرب من المحيط الي الخليج يغنون ويرقصون ويمثلون بكل اللغات ويتابعها الجمهور لكي يتفرج وينحاز ويتصرف وينفق أمواله في التصويت الكثير والمكثف حتي يقوي ويعضض محبوبه ابن بلده الحبيبة ويصبح هو الأول والنجم.
ويحكم عليهم ويشجعهم ويقومهم ويهديهم إلي طريق الفن الحق نجوم صاعدة ونجوم غاربة وصاعدة.. المهم نجوم حتي يكتمل عنصر الجذب الجماهيري.
وعلي المشاهدين في البيوت أن يعيشوا ويتفاعلوا مع راقص العرب ونجمة التمثيل العربية ومغني العرب؟ والموهوبين في كل المجالات: رسوم وألعاب سيرك وأكروبات، والحقيقة أنهم يتفاعلون ويشجعون ويتلذذون بخروج وطرد أي متسابق طالما لا ينتمي الي بلده.
فهي برامج رغم مظهرها المبهر البراق الوحدوي إلا أنها في الحقيقة تعتبر حلقة من حلقات التفكيك والتشرذم العربي؟ فهي تعزز وترسخ مبدأ، أنا وأخويا علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب والناجح من بلدي فقط سأعطيه صوتي فقط.
إنها برامج لا تشجع اللعبة الحلوة بل هي تشجع اللي يرمي بياضه وأمواله أكثر وأكثر.
وهي من أجل تشجيع الاغنية الخليجية واللبنانية حتي تتفوق علي الاغنية المصرية التي كانت سائدة ومسيطرة؟ فكيف يتساوي ثراث صغير مثل الأغنية الخليجية أو تراث حديث مثل الاغنية اللبنانية بالأغنية المصرية ذات التراث العريق والممتد والتي كانت تجمع كل مطربي

العرب وتجمع كل ألوان الطيف؟
وهم يصرحون ويصدعون رؤوسنا طول الوقت وبكل الطرق: إننا نريد الأفضل اننا نريد الأشطر والأنجح، ولكن الهدف التجاري هو الأبقي والأوضح.
إنها شعوب تعاني أغلبها من الهزيمة في حياتها فتجد غايتها في الفوز في الأغاني والرقص وهي الوسائل الأسهل والأسرع من الصرف علي الابحاث العلمية أو البحث عن المواهب في العلوم أو حتي في الألعاب الرياضية، أو في نظرية فلسفية جديدة؟ أو اتجاه جديد في الفن أو الأدب؟
وللأسف فهذه البرامج ليست من بنات أفكارنا بل هي منسوخة ومنقولة من أصول أجنبية بشكل حرفي فهي اذا قورنت بالأصل الأجنبي وهو غالبا امريكي يكون المستوي المقدم مثيراً للشفقة والرثاء، فحتي الغناء والرقص والموسيقي وعروض القدرات تحتاج إلي التدريب الشاق والعرق وليست فهلوة وشطارة؟ والأهم أن المنافسات تكون بين أبناء البلد الواحد فلا تؤدي إلي التعصب والفرقة، مثلما يحدث عندنا؟
ويقدم هذه البرامج شباب من لبنان ومصر وهم مختارون بعناية فائقة فهم يتمتعون بالجمال والأناقة، مع اكبر قدر من ثقل الظل والأداء المفتعل يتحركون ويتكلمون مثل الآلات الالكترونية ليس فيها أي روح ولا تتمتع بأي حضور لغتهم يغلب عليها اللهجة اللبنانية مع بعض الكلمات المصرية والأجنبية يجعلك تتساءل أين لسان العرب؟
وأمجاد يا عرب ياعرب أمجاد؟