رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما بكي رئيس الوزراء

بكي رئيس وزراء مصر علي الهواء وأمام العالم وبكينا معه، وقد تساءل البعض في استنكار، لماذا البكاء؟ وهل ياتري بكي من الفرح والسعادة، أم ماذا؟ والحقيقة انني وكل جيلي من اخوتي وأصدقائي بكينا ونحن في منازلنا نشاهد التليفزيون لم نتعب ولم نقم باتصالات

ولم نحسب المكسب والخسارة مثلما كان يفعل رئيس الجمهورية والحكومة، ومع ذلك بكينا بالدمع الغزير وبحرقة؟ علي وطن رأيناه عزيزا قويا في طفولتنا وشبابنا وحلمنا به في مصاف الدول الكبري، فإذا به يتعرض لأقسي هزيمة تلقاها في العصر الحديث وكانت من عدو طالما تصورنا انه عدو هش وانه مجرد عصابات مغتصبة؟ وكنا نتغني بهزيمته ليل نهار؟ ولكن في ارض المعركة اجتاح أراضينا في ٦ ساعات وبكينا وصرخنا، ولأننا شعب عظيم لم تنكسر إرادتنا ولم نستسلم وخرجنا نرفض الهزيمة وصبرنا وتسلحنا ثم حاربنا وانتصرنا وفرحنا، وشعرنا ان مصرنا ستعود لنا وستعود ايام المجد ولكن لم يحدث بل تعرضت لأزمات شديدة واغتيل الرئيس الذي حقق النصر وحقق السلام.
وبدأنا عهداً جديداً مع رئيس جاء بالصدفة والبلد مهيأه للنشوء والترقي فإذا بالمسيرة تتوقف وتتجمد، وتتراكم المشاكل، وتضعف قبضة الدولة في الظبط والربط، وتترك الشعب وحيدا امام جبروت الفساد والسلطة المتحالفة معه ويعاني الناس من أزمات في كل نواحي الحياة فيثور الشباب المصري الواعي المتعلم في ٢٥ يناير ويخرج الشعب معهم، وتظهر قوي الظلام مرة أخري لتسرق كفاح الشباب وتضحياتهم، وتستولي علي الحكم، ويشعر الناس بالخطر علي وجوده وتراثه ومصريته ودينه فيثور أكبر ثورة شهدتها مصر في ٣٠ يونيو، ونتخلص من حكم الاخوان ولكننا نتعرض لإرهاب غاشم من الجماعة المتحالفة مع كل قوي الشر في العالم.
ونعيش كابوساً لم نعشه أبداً من قبل، حيث تعرضت بلدنا لحملة دولية لم تشهدها طوال حياتها لفرض نوع الحكم وتمارس ضغوط علينا بوقاحة من أجل التركيع والإقصاء من المجتمع الدولي وحتي الافريقي؟ وتصمد

مصر ويرفض شعبها الوصاية ونستمر.
حتي جاء المؤتمر الاقتصادي ليعيد لنا الإحساس بالذات المصرية وبوجودنا الاقليمي والدولي وبحضارتنا وبأهميتها في العالم.
لقد بكي رئيس الوزراء وبكينا معه علي ظروف صعبة وقاسية لم نخترها ومؤامرات نقاومها طوال حياتنا وكفاح مستمر من سنين طويلة، بكي وبكينا معه علي أيامنا وليالينا وأحلامنا التي أهدرت وسرقت، ولكننا استرجعناها بإرادتنا حتي اعترف العالم بأن ثورتنا علي الاخوان حق مشروع. هل عرفتم لماذا بكي وبكينا معه؟
واليوم أدعو الله وأتمني ألا يبكي أولادنا وأحفادنا علي وطننا مرة أخري، وأتمني ألا تأخذنا النشوة بنجاح المؤتمر لنعود مرة اخري إلي ما قبل ٦٧ حينما كنا نغني ونحلم فقط.
إن المؤتمر الاقتصادي ليس نهاية المشوار بل هو البداية وعلينا ان نعمل جميعا ولكن يجب أن يكون أساس العمل العدل والعدالة الاجتماعية!! أعطوا فرصاً متساوية للجميع في العمل ومن ينجح ينطلق، لاتعطوا للفاشلين والمتملقين والشماشرجية والأقارب وأصحاب الحظوة الفرص مرة أخري ولاتتركوا الفقراء في العراء بمفردهم بل احموهم بالتعليم الجيد والحياة الكريمة، فإن عدم وجود عدل وعدالة اجتماعية هو إرهاب بطيء وصامت يؤدي إلي ارهاب أفظع.
ابعدوا عن الدعاية الفجة والزيطة والزمبليطة ففيها مقتلنا يكفينا اغاني ومهرجانات واحتفالات كدابة، ارحمونا فقد تكون الفرصة الأخيرة لهذا الوطن فلا تضيعوها وتفسدوها.