عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درس أحمد مجاهد

أعطي أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب والمسئول عن معرض الكتاب درسا بليغا للمسئولين المرتعشين الذين يرضخون للابتزاز والضغوط ولدعاة المنع الذين يطالبون الدولة بأن تكون سلطة منع اعلي من السلطات التي اعطاها القانون والدستور للأفراد.

لم يتصرف احمد مجاهد تصرف المسئول صاحب العزبة يفعل ما يشاء وقتما يشاء ولكنه احترم الدستور والقانون حتي لو طالته اتهامات أو مزايدات من البعض.
والحكاية بدأت حينما اعترض بعض المثقفين ورواد المعرض لوجود كتب القرضاوي في دار الشروق وطالبوا أحمد مجاهد ان يقوم بمنع الكتب، وهو للأسف مطلب سلطوي وغير رادع بل كان سيكلف مصر الكثير من الشجب والادانة والشوشرة في هذه الظروف الصعبة التي يتربص بنا اعداء من اتجاهات شتي تتصرف بحماقة وسفالة لم تتعرض لها مصر من قبل بمثل هذه الشراسة حتي من أعدي أعدائها، لكن احمد مجاهد رفض وصرح بأن كل الكتب الدينية قد اجازها الأزهر وهو يحترم الدستور والقانون وهو موظف لايستطيع تجاوزهم حتي لو كان يرفضهم بشكل شخصي.
في نفس الوقت تصرفت دار الشروق بحكمة ورفعت كتب القرضاوي المرفوضة شعبيا!! فلا يوجد ناشر او منتج ثقافة يخاصم جماهيرية ويغضبها، بل هو يعمل من أجلها واذا تعارضت الاتجاهات والمصالح اختار ما تمليه الجماهير.
لقد كشفت هذه الازمة ان الرفض المجتمعي والرقابة الشعبية هي اقسي ما يتعرض له الناشر، وان الرقابة الحكومية مهما كانت ضراوتها وجبروتها لاتصمد أمام الناس في رؤية فيلم أو قراءة كتاب، بل إنه في أحيان كثيرة تسببت الرقابة الحكومية بغبائها في الترويج للمنتج بشكل اكبر وعلي نطاق أوسع.
وكشفت أيضا أن الفئات التي تطلب الحكومة بالمنع والاجراءات غير الدستورية انضمام بعض من النخب التي يطلق عليها ليبرالية الي دعاة المنع بعد أن كانت مطالبات المنع حكرا علي المتمسحين بالدين، فإذا بنا نكتشف من خلال أزمة فيلم (حلاوة روح) وكتب القرضاوي المرفوض

شعبيا، أنها تعيش في مأزق حقيقي حيث يصرخون ويطالبون الحكومة بمنع كل ما هو ضد قناعاتهم شخصيا في حين أن المواجهة بالعمل هي الإنجاز الحقيقي.
وكشفت أيضا أزمة كتب القرضاوي تسلط وتعنت التيار الذي يتمسح بالدين فالبرغم أنهم الفصيل الأكبر في مصر الذي يطالب الحكومة طول الوقت بالمنع، والذي يكفر ويتوعد بالنار وجحيمها لم يتصوروا انه سيأتي يوم تطلب الجماهير بهذا الاصرار منع كتب شيخ من شيوخهم.
وكم أتمني ان تتعلم النخبة السياسية والفنية والثقافية الا تتحدث وتصرخ باسم الشعب المصري، انه شعب قادر علي الفهم والفرز والاختيار فقط اعطوه الفرصة للفهم والفرز وكفاكم التصرف بأنكم اوصياء عليه وعلي اختياراته تحت دعاوي انه لايعرف أو لايفهم. لقد تعرض المثقف المصري لقهر سنين طويلة من السلطات المتعاقبة فكان رد فعله انه اصبح هو ايضا يمارس سلطة قهر ثقافية علي الشعب المصري.
أرجوكم ابعدوا عنه وارفعوا وصايتكم عليه فقد آن الأوان بعد أن ضحي شبابه وجنوده ودفعوا ضريبة الدم حتي يتقدم هذا الوطن أن نحترم الدستور والقانون، وأن يكون الشعب سيد نفسه وسيد قراره بجد وليس علي طريقة مجلس فتحي سرور.
إن تصرف أحمد مجاهد وتصرف دار الشروق يثبتان أن الثورة نجحت وأن مصر ناجحة أيضا.