رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البروتوكول السري للتوريث

انتهيت في الأسبوع الماضي إلي انتزاع موافقة وزير الإعلام علي بث حواري التليفزيوني مع الرئىس السابق بما تضمنه من نفي صريح لنية التوريث وأذيع الحوار علي موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون ابتداء من ظهر 1 يناير 2004 إلي الساعات الأخيرة من الليل أذيع وأعيد وتكرر عشرات المرات، وانقلبت الدنيا! وكالات الأنباء العالمية تبث:

الرئيس المصري يقول نظامنا جمهوري ولا نية لتوريث الحكم

مصر ليست سوريا

نريد إرساء دعائم المجتمع المدني

التوريث كذبة أطلقوها وصدقوا أنفسهم!

كل عمل جمال ابني هو مساعدتي في إدارة شئون الحزب

أما القنوات الفضائية فقد سارعت بتقديم تحليلات للحوار والجديد فيه من ناحية الحميمية والمصارحة والجرأة.

ولم تتوقف تليفوناتي عن الرنين بمكالمات كلها تهنئ بالخبطة الإذاعية التي أعادت الإذاعة المصرية لمكان الصدارة الإعلامية وأيضاً الفرحة الواضحة والحفاوة الأكيدة بنفي الرئيس كابوس التوريث، والتي اتضح فيما بعد أنها فرحة وهمية! إذ إن مخطط التوريث كما رسمه «العتاولة» هو نفي التوريث رسمياً.. بمعني أنه لن يكون هناك ابن يرث أباه في الحكم بعد مماته، بينما يتم تفعيل التوريث واقعياً بأن يرث الابن أباه في حياته من خلال إطار ديمقراطي مزور وانتخابات مطبوخة محاطة بقوي أمن الدولة وتنظيمات الحزب الوطني وتأييد الأغلبية المزورة الكاسحة في المجالس التشريعية، ومباركة دهاقنة المنافقين في الإعلام والصحافة، وهكذا يكتمل السيناريو.. سيناريو التوريث دون توريث.. وكأنها ديمقراطية بجد وانتخابات حرة ومن لا يعجبه فليشرب من البحر! لذلك نفي الرئيس السابق عملية التوريث علناً بكل ثقة في حواري معه، فهذا هو البروتوكول المتفق علي إذاعته علناً، أما الفصل السري في البروتوكول، وهو الفصل المتفق عليه بينه وبين الوريث

جمال وزمرة الحزب الحاكم والمتحكم ومعهم من معهم من قيادات الداخلية وأمن الدولة ومجلسي الشعب والشوري وبعض رجال الأعمال الممولين وحفنة من الوزراء النافذين، وليس كل الوزراء، فهو الفصل الخفي غير المعلن حتي لأقرب الناس وأكبر المناصب.

وفي اليوم التالي لبث حواري الهاتفي مع مبارك الذي استمر ساعة إلا الربع تقريباً، خرجت الصحف تحمل المانشيتات العريضة الملونة والمقالات التي تشيد بحكمة وشفافية الرئيس وريادة مصر.

وطلبت وزير الإعلام فوجدت أن موقفه قد تبدل من الممانعة والتحفظ علي إذاعة ما جاء في الحوار عن عملية التوريث إلي الترحيب بما أحدثه بث الحوار من أصداء واسعة وارتياحية لدي الناس لنفي كابوس التوريث، كما أنه تجاوز عن ممانعته السابقة والتي كان سببها تحميل الرئيس السابق قيادات الحزب الحاكم (كان وزير الإعلام هو أمين عام الحزب الوطني) مسئولية إقناعه (أي الرئيس) بدفع جمال إلي الحزب وقالوا له «ياريت يكون فيه ميّة زي جمال»!!

هذه وقائع ما حدث.. ولكن هل انتهت كواليس تلك المكالمة المشهورة عند ذلك الحد؟

استكمل ذلك في الأسبوع القادم بإذن الله تعالي.

obattisha@yahoo.com