عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكلمات المتقاطعة للانتخابات..

أردد اليوم أغنية أمير النغم رياض السنباطي:
فاضل يومين.. وحنبقي اتنين
ارتاح يا قلبي.. ونامي يا عين
نعم.. باق من الزمن يومان ونصبح اثنين شعب ورئيس. وبعد نتائج تصويت المصريين في الخارج التي اعتبرها البعض مفاجأة واعتبرها آخرون اشارات بينما قلل فريق ثالث من دلالتها مما زاد من حيرة الناس بين المرشحين.

عن نفسي فقد اخترت منذ زمن مرشحي وكتبت عنه في هذه الزاوية ثلاث مرات كما كتبت له توكيلا. وأنا لست ضد حرية المذيع في انتماءاته واختياراته ولكني ضد ان يعلن المذيع في برنامجه الإذاعي أول التليفزيون عن مرشحه المفضل، وذلك بعكس الصحفي. فالقاعدة المهنية الإعلامية تقول إنه جاز للكاتب الصحفي ان ينحاز ويفصح عن اختياره في مقالاته بحرية فذلك لانه لا يمثل إلا نفسه، أما المذيع فلا يجوز له ذلك لأنه لا يمثل نفسه وإنما يمثل شعبه.. ومهمته تنحصر في إتاحة الفرص المتساوية لكل الآراء ويقف هو علي الحياد.
وأعود إلي أغنية السنباطي الجميلة وأتساءل: هل حقا فاضل يومين وحنبقي اتنين شعب ورئيس أم أننا سنضطر - وهذا اعتقادي - إلي اللجوء إلي جولة إعادة؟ واعتقادي في الإعادة سببه حالة السيولة الإعلامية والإعلانية والاستقطاب الدعائي الحاد الذي فرق المصريين مؤخرا بين أربعة أو خمسة مرشحين يتبادلون الصعود والهبوط مثل اسهم البورصة المصرية! لم نر من قبل مثل هذه الحملات المكثفة والمليارات المصروفة في القنوات والإذاعات والشوارع والميادين والمدن والقري من إسكندرية لأسوان والمؤتمرات الانتخابية والبوسترات والإعلانات التليفزيونية والسرادقات الضخمة والسلاسل البشرية والحوارات والندوات والمناظرات وغيرها.
وقد فرح المصريون انهم لأول مرة أصبحوا محور هذه الحملات، وأن المرشحين يحاولون استقطابهم واستمالتهم واسترضاءهم لأول مرة وبشتي الوسائل، مما بعث في نفوسهم شعورا بالحمية الوطنية والعزة الإنسانية، وأن لهم رأيا

آن له ان يحترم، وصوتا حق له أن يعمل له حساب. بيد أن مشكلتهم الحيرة إزاء الكلام المعسول والوعود البراقة من المرشحين حتي ان حوالي خمسين في المائة من شعب مصر لم يحزم أمره بعد ولن يحزمه إلا علي أبواب اللجان!
والحقيقة اني أعذرهم فقد أصبحوا أمام مرشحين كثر.. يتقاطعون وكأنهم علي مربع الكلمات المتقاطعة:
ثوار يتقاطعون مع فلول أفقيا وليبراليون يتقاطعون مع إسلاميين رأسيا وتحريريون يتقاطعون مع متسلقين أفقيا ورأسيا! والناخبون أيضا: ثوار يتقاطعون مع أعداء الثورة أفقيا وتقدميون يتقاطعون مع رجعيين أفقيا أيضا وتحريريون مع كنباويين رأسيا.. وهكذا. وعليك عزيزي الناخب ان تدخل هذه الفسيفساء وأن تحل الكلمات المتقاطعة وتحدد اختيارك النهائي الآن وليس علي باب اللجنة بعد يومين. حتي لا تضطر إلي اختيار قد تندم عليه قادك إليه الزهق أو مظاهرة حماسية أمام اللجنة. فإن رأيك صارت له قيمة، واختيارك أصبح فارقا في ترجيح كفة رئيس سيحكمنا.
وأخيراً أرجو من كل زوج ألا يقمع زوجته ومن كل زوجة ألا تنكد علي زوجها ليختار كل منهما ما اختاره الآخر. فإذا كنا نطالب بديمقراطية الحكم فيجب ان نبدأ بأنفسنا وبديمقراطية البيت!
[email protected]