إياكم و فقدان الامل
اعترف اني وقعت في الخطأ الافدح و هو اني فقدت الامل في الثورة فلقد نجح المجلس العسكري فيما لم ينجح فية مبارك و نظامة , فرق الشعب بين نعم و لا و بين علماني و اسلامي ناهيك عن لغو الحديث عن عجلة الانتاج و رسائل التخويف مرورا بتفاصيل المحاكمات الهزلية
و التي كانت نتيجتها في النهاية عداء الشعب لنفسة و عداء الشعب للثورة , نعم رضينا ام ابينا يوجد اغلبية الان تتمني لو لم تقم ثورة من الاساس
و علي المستوي الرسمي فقد منع ذكر لفظ المخلوع او المتنحي في وسائل الاعلام و كان مبارك كان رئيساً ديموقراطيا ترك الحكم وفقا لمنظومة ديموقراطية و ليس بدماء الشهداء , و زاد علي ذلك عدم ذكر لفظ ثورة في التليفزيون الرسمي و بعض القنوات الفضائية الاعلي سبيل الخطأ غير المقصود او الضروره و نعتها ب " أحداث يناير "
اصبح ضباط الشرطة ابطال " و كلنا نعلم كيف يتم اختيار ضباط الشرطة الذين يعملون في الاقسام و كيف يمارسون عملهم "و اصبح الشهداء مطلوب منهم صحيفة الحالة الجنائية " و التي تصدر عن طريق الشرطة " لاثبات انهم بلطجية
كلما اعترضنا علي محاكمة المدنيين عسكريا يزيد الامر و كأنة عقاب او اقرار واقع حتي تعدي عددهم الاثنا عشر الف
و ايضا نظرة الارتياح و السعاده الغريبة علي وجة العادلي و مساعدينة داخل القفص , و التي اراها علي وجة كل من صرح بالعداء للثورة من اول لحظة , و كأن الانتصارات المتوالية علي الثورة هي انتصارات شخصية لهم
كل هذا و اكثر بكثير اصابني بالاحباط و سرق مني هذا المولود الذي لم اره قبل الاحدي عشر من فبراير الماضي .... "الامل" او في تعريف اخر " الايمان بان مصر لها غدٍ افضل "
بنظرة بسيطة علي اخر ثورات مصر الشعبية قبل ثورة 25 يناير و هي ثورة 1919 فقد فشلت لنفس الاسباب التي يحاولون ان تكون اسباب فشل ثورة 25 يناير , ثم ماذا ؟؟ لم يرجع الوضع الي ما كان علية قبل 1919 فقد تحرك الشعب و قال كلمتة .... يجب ان يتغير الوضع
و قد تغير بالفعل فكان دستور 1923 , و لولا ما افرزتة ثورة 19 من افكار و حراك سياسي و ايضا رجال و ابطال ما كان دستور 23 و الذي يعد بالرغم من ما يعيبة افضل دساتير مصر علي الاطلاق , ثم افرز جيل ثورة 19 جيل اخر قاوم الاحتلال و عمل بالسياسة
و في نفس السياق اذكر الرائع " فؤاد سراج الدين " الذي يعد نموذج للتمسك بالامل و الايمان بالقضية , فقد تم حل حزب الوفد بعد ثورة 1952
كل ما كان يملكة هو الامل , الايمان بالافضل لمدة خمس و عشرون سنة كاملة كل ما فيها لا يدعو للامل , فتخيلوا لو انه فقد الامل , ماذا كانسيتبقي لة من الحياة ؟؟؟
و لقد رأينا باعيننا الفرق ما بين من يملكون الامل و من لا يملكونة , في الفرق ما بين من تمسكوا بمطالبهم بدون تفاوض حتي سقط رأس النظام , و بين دعاة اليأس و " كفاية كده بقا "
فالامل وصل البعض ل " ارفع راسك فوق انت مصري " , و فقدان الامل وصل الاخرين ل " احنا اسفين يا ريس "
ان الخطيئة الكبري في حق انفسنا هي ان نفقد الامل في ثورتنا و في مصرنا الافضل , هذا هدف كل من يعاديناو يعادي ثورتنا و يجب ان يفشل لانة ليس لة سلطان علي ما في صدورنا
بالامل غداً ان شاء الله افضل , و بدن الامل لا يوجد غداً من الاصل
حفظ الله مصر بإيمان شعبها بانها تستحق الافضل
Facebook.com/Emad.M.Saleh