رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إحنا آسفين يا ريس

الوضع أصبح غريبا لدرجة أن الكثير من المؤمنين بالثورة بدأوا التساؤل , هل كانت بالفعل ثورة ؟

أسوق إليكم موقفا رواه لي أحد شباب رجال الاعمال من قاطني مرتفعات القطامية و عضو فاعل في الحزب الوطني سابقاً و عضو مجلس محلي لمنطقة هو شخصيا لا يعرفها و كان مسئولاً في فترة عن أحد أكثر الملفات الاقتصادية حساسية (و للحق فلقد استقال قبيل الثورة بفترة لرفضه الفساد الذي هو في غني عنه)

والموقف هو أنه عند تفاوضه مع أحد التوكيلات الأوروبية العالمية للشراكة ( مثل شراكة توشيبا للعربي مثلاً ) و الذي انتهي في منتصف 2010 تقريبا بالفشل ,اجتاز التفاوض كل عقباته تقريبا ثم اصطدم بالوضع السياسي لمصر ( فكما نعلم التوكيلات العالمية أشبه بالدول الصغيرة )

فكان توقع هذا الكيان الاقتصادي هو عدم الانتقال السلس للسلطة في مصر لمعرفتهم يقيناً أن القوات المسلحة لن تقبل بجمال مبارك خلفا لأبيه في الحكم , و في نفس الوقت جمال مبارك متمسك بالتوريث بعند واستكبار و معه قوة الشرطة و أتباعهم من البلطجية و الحرس الجمهوري , فالسيناريو المتوقع عند وفاة مبارك الأب أو تخليه عن الحكم لابنه هو حرب حقيقية مابين الجيش و الشرطة في مصر , و الضحية سوف تكون الشعب المصري

و هو ما قدر الله برحمته أن يحدث بشكل أقل ضرراً علي الشعب المصري بقيام الثورة , فلقد استغل المجلس العسكري الثورة و انسحاب الشرطة لعمل ما كان محتوماً و هو الانقلاب علي مبارك و منع سيناريو التوريث , و للحق فالمجلس العسكري مشكور و دوره بطولي و تاريخي حتي قبل الثورة برفضه للتوريث

و نأتي  لتحليل الوضع الحالي (و الحديث لرجل الاعمال) الذي اعتقد بشدة بأنه أكثر من مجرد تحليل

فالمجلس العسكري دافع عن الثورة لأنها جاءت نجدة له من حرب أهلية , و الآن يبحث عن خروج آمن من الثورة نفسها بدون محاسبة له كأحد مؤسسات النظام السابق كان يصب بها المعونة الامريكية و أيضاً وزارة الانتاج الحربي و ما يشوبها من شوائب , هذا بخلاف الادعاءات الدولية علي بعض القيادات العسكرية المصرية بتجارة السلاح التي وصلت لعمل فيلم سينمائي أمريكي عن هذا الموضع وهو فيلم charlie wilson's war  لتوم هانكس و جوليا روبرتس

و الخروج الآمن يتلخص في (و الحديث ايضاً لرجل الاعمال) , حشد الرأي العام المؤثر ( الأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة كما يسميهم البعض ) ضد الثوار بعرض عينات من الانفلات الأمني و ضيق الرزق و عدم الاستقرار السياسي و عدم وضوح الرؤية للمستقبل و ربطها كذباً بحركات الثورة من مليونيات أو تعبيرعن الرأي , مع تفريق صفوف الشعب المصري و حشده بعضه ضد بعض بالتصنيف و إعطاء كل صنف أملا في أنه سوف يقود البلد , فهذا إسلامي سلفي و هذا إسلامي أخواني و هذا إسلامي جماعة إسلامية و هذا ليبرالي و الحقيقة اننا كلنا مصريون و تجمعنا مصلحة واحدة هي مصر

و هنا يأتي استئناس الشعب باستراتيجية الخطوات الأربع

1-  البعد عن التركيز في الهدف بعرض أخبار يومية عن أمور أكثر تشويقا من مستقبل مصر ( مبارك بكى , مبارك كح , مبارك سوف يحاكم , مبارك هرب , تكذيب كل ما سبق , ...... إلخ )

2- إصدار القوانين و القرارات المستفزة ( قانون مباشرة الحياة السياسية , قانون الجيش يحاسب نفسه علي الفساد المالي و لا يحاسبه جهاز الكسب غير المشروع , قرار بمنع ذكر مبارك بالمخلوع , الترفع عن استلام حسين سالم بعد القبض عليه أربع مرات متتالية , الترفع عن استرداد الأموال التي أعلن العديد من الدول تجميدها لرؤوس النظام الفاسد ,....... إلخ )

و هذا من وجهة نظري تأكيد علي سلطة القوات المسلحة و تأصيل لمبدأ أن الشعب ليس له حول و لا

قوة في بلده

3-  تعيين الدكتور عصام شرف رئيس وزراء الدراما المسرحية خلفاً لرئيس وزراء قتل الثوار احمد شفيق , و الزج بالمشاكل الكبيرة لإفشال أداء حكومة عصام شرف , حتي أن الوزير الوحيد الناجح فيها و هو الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية تم اقصاؤه ليكون كل الوزراء علي نغمة واحدة من الاداء الصفري , و ما ارتبط بها من انفلات أمني و ضيق الرزق و عدم استقرار

4- عرض مرشحي الرئاسة و علي رأسهم أحمد شفيق و نائب المخلوع  عمر سليمان و سكرتير الطغاة عمرو موسي , فأي واحد من هؤلاء سيضمن للمجلس الاعلي للقوات المسلحة خروجا آمنا إن لم يجعلهم سلطة فوق دستورية غير قابلة للمحاسبة

فبتفكير أي مصري عادي تم تشويشه عن هدفه  و يري أن ( العيال بتوع التحرير خربوها ) و رأى الفرق بين حكومة شفيق و حكومة شرف , التي يتم تصويرها علي انها الفرق بين القبضة الحديدية و القبضة اللينة , و تم اختباره و أثبت انه مستعد لقبول أي شئ مهما كان في مقابل أن يرجع الوضع الي ما كان عليه

ثم تعرض عليه أحمد شفيق أو عمر سليمان رئيساً فالنتيجة المنطقية هي النجاح الساحق لهم بالذات مع دعم الاخوان

هذا السيناريو كان خيالا حتي رأيت الاستفتاء علي الرئاسة الموجود علي الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة و علي رأس الاستفتاء الذي هو غير مرتب أبجدياً "أحمد شفيق" الصديق الصدوق لمبارك ابن المؤسسة العسكرية يا قلبي لا تحزن

لو أن هذا التحليل صحيح فالحل هو تسييس الثورة  و توحيد إئتلافاتها التي زاد عددها عن المائة و ثمانين ائتلافا في حزب سياسي أو جماعة ضغط واحدة تعبر عن رغبة الشعب المصري و بالذات الفقراء منهم و ليس رغبة هذه الائتلافات التي في عمومها تمثل الطبقة المتوسطة فقط

إن هذه الائتلافات منفردة ليست ذات قيمة إلا في تشويه الثورة , و هي حديثة عهد في العمل السياسي أمام مجلس عسكري وأحزاب مخضرمة وممولة جيداً و القوة الوحيدة التي تضمن لها النجاح أن تكون صوت الشعب المصري بحق

إما هذا أو الحل الأخير في أن نشارك في وقفات " إحنا آسفين يا ريس " قبل فوات الاوان  و نوثقها بالصور و الكلام  عميق النفاق لأن هذا هو طوق النجاة في حالة رجوع مبارك في شخص نائبه أو صديقه أو سكرتيره

و علي رأي اخونا الليمبي ... نصيحة لكل شاب و كل فتاة , الثورة لا تفيد وإحنا آسفين يا ريس و سمعني أغنية اخترناك اخترناك

Facebook.com/emad.m.saleh