رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إخوان اسرائيل.. وإخوان مصر!

ثلاثة مشاهد غريبة أطلت برأسها خلال احتفالات المصريين بثورة 25 يناير ولكن لم يلتفت إليها أحد، المشهدان الأوليان دارت أحداثهما في اسرائيل، بينما المشهد الثالث كانت خيوطه تنسج في اوربا ولكنه وثيق الصلة  ايضا باسرائيل، فبينما احتشد المصريون في ميادين مصر للاحتفال بثورة يناير واستكمال خارطة الطريق يوم السبت الماضي تصاعدت في ذات الوقت مظاهرات «إخوان تل أبيب» أمام مبنى السفارة المصرية فى الأراضى المحتلة، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى لسدة الحكم بمصر، وهاجم «إخوان إسرائيل» فى سلسلة وقفات احتجاجية أمام السفارة الفريق أول عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى!!

وكشفت هذه التظاهرات عن حركات طلابية و مؤسسات إسلامية شكلتها جماعة الإخوان من المصريين والفلسطينيين داخل إسرائيل عقب ثورة 30 يونية ويحركها الموساد الإسرائيلى والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان وعناصر من حماس، تهدف التظاهرات «الإخوصهيونية» إثارة القلق لدى الرأى العام الإسرائيلى من ترشح السيسى لخوض انتخابات الرئاسة فى مصر وتأثيرها على إسرائيل والشرق الأوسط.
وحتى يكتمل هذا المشهد قام المشاركون برفع شعارات رابعة وصور لقتلى ورددوا هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر» و«الشرعية للدكتور مرسى»، واذا كنا اعتدنا على رؤية هذا السيناريو في دولة مثل تركيا لارتباطها الوثيق بالتنظيم الدولي للإخوان، فالغريب والمدهش ان يتم استنساخه في إسرائيل.
المشهد الاسرائيلي الثاني ارتبط برابعة العدوية الذي ظهر فجأة خلال الأيام الماضية ولا ندري ما هي علاقة اسرائيل أيضا بهذا الامر، حيث تداولت المواقع الالكترونية مادة إعلامية مصورة تفيد إقدام بلدية الاحتلال على إطلاق اسم رابعة العدوية على أحد شوارع المدينة المقدسة، وحاولت الخارجية الاسرائيلية التنصل من ذلك مدعية ان هذا الوضع  قائم منذ سنوات ، وخرج علينا المتحدث الإعلامي باسم البلدية «يوسي جوتسمان» قائلا: «لا نطلق أسماء الشوارع، هنا بناء على الأحداث السياسية في الدول المجاورة»، وأن الشوارع في القدس، يتم تسميتها على أسماء أشخاص، لهم صلة، أو ارتباط، أو تاريخ مع المدينة، ولفت جوتسمان إلى وجود شارع بالفعل اسمه رابعة العدوية، يرجع تاريخه إلى 60 عاما مضت؟!.
أما المشهد الثالث فهو مشهد معبأ بالعديد من الألغاز، ففي الوقت الذي يستنفر فيه الاتحاد الأوروبي لمعاقبة

المصريين على تصحيح ثورتهم ويحاول بشتى الطرق عرقلة خارطة الطريق لأقدم دولة في التاريخ بدعوى حقوق الانسان تارة وحقوق الإخوان مرات ، في هذا الوقت نجد المجموعة الأوربية تكافئ دولة محتلة لا تحترم المواثيق والاعراف الدولية وليس لها دستور وترتكب المجازر ولا تعترف من قريب أو بعيد بحقوق الإنسان أو الحيوان، اذ إنه ولأول مرة تقبل المجموعة الاوروبية للأبحاث دولة غير عضو في الاتحاد الاوروبي مما سيفتح المجال أمام شركات اسرائيلية التنافس على عطاءات علمية وذلك بضم اسرائيل رسميا الى مجموعة الأبحاث العلمية الاوروبية «سيرن» التي تشغل مسرّع الجزيئات الكبير في جنيف. وقد حضر حفل رفع العلم الاسرائيلي في مقر تشغيل هذا المحفل وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ورئيسة الاكاديمية الإسرائيلية للعلوم البروفسور روت ارنون.
وكانت دول الاتحاد الاوروبي صادقت بالإجماع الشهر الماضي على ضم اسرائيل الى هذه المجموعة بعد فترة اختبار استمرت سنتين ، وتعد اسرائيل هي أول دولة غير عضو في الاتحاد الاوروبي تحظى بهذه المكانة ، ويفسح انضمامها المجال أمام شركات اسرائيلية للتنافس على عطاءات ستصدرها مجموعة الأبحاث العملية الاوروبية.
هذه المشاهد الثلاثة تخبرنا بأن المؤامرة الإقليمية والدولية أكبر بكثير من تصوراتنا، والأهم من ذلك هو أن الثورة المستمرة تكبدنا الكثير وعلينا ان نحشد طاقاتنا الثورية لبناء مصر الحديثة على اسس علمية فلا يمكن ان نحاكي العالم المتحضر ونحن نتعارك ليل نهار في الشوارع والميادين.

[email protected]