عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تمرد ضباط وجنود الشرطة

ماذا لو استيقظنا صباحا وفوجئنا بتمرد ضباط وجنود وأمناء الشرطة بسبب الهجوم الدائم عليهم واتهامهم بالفساد والعنف؟، ماذا لو رفضوا النزول لمواجهة إرهاب الجماعة؟، ماذا لو قالوا:

سنكتفي بالعمليات الجنائية ونمتنع عن التصدي للعمليات الإرهابية؟، ماذا لو قالوا لنا: نحن لنا أسر وأبناء مثلكم نريد أن نعيش لكى نرعاهم؟، ماذا لو رفعوا لافتة أكدوا فيها: أنا أرفض الموت من أجلكم، وأرفض أن أكون معاقا أو عاجزا لكي أحميكم؟، ماذا سيفعل أولادنا وزوجاتنا بلقب الشهيد وأنتم تسبوننا وتطالبون بمحاكمتنا وقتلنا إذا دافعنا عن أنفسنا في مظاهرة أو مداهمة لوكر إرهابي؟، لماذا لا تصدقوننا عندما نقول لكم: كان سيقتلنى فقتلته أو أصبته، وتصدقونهم عندما يقولون ضرب وسحل وأصاب وقتل؟، لماذا لا تصدقون عندما يقول بعضنا: إنني أخاف مثل أي إنسان من الإصابة والموت عند المواجهة؟.
فى الأسبوع الأول من شهر مارس عام 2013، كتبت هنا متوقعا اشتراك ضباط وأمناء وجنود الشرطة فى الإطاحة بحكم الرئيس مرسى وجماعة الإخوان، كتبت مقالا بعنوان» هل سيطيح الأمن المركزى بالرئيس مرسى؟»، وذلك بمناسبة اعلان جنود وضباط وأمناء الأمن المركزى فى بعض المحافظات عدم نزولهم إلى الشوارع لمواجهة الشباب والشعب الثائر ضد سياسة مرسى وعشيرته، وكانت وسائل الإعلام آنذاك تنشر أخبارا عن رفض نزول الجنود والضباط فى محافظات الإسماعيلية والغربية والدقهلية وبورسعيد إلى الشوارع.
وأكدت الأخبار أن بعض الجنود والأمناء والضباط رفضوا إطلاق النار على الشباب الثائر، وأن بعضهم رفض كذلك التصدى لهم بالضرب المبرح، وقد صرح البعض بأنهم يودعون أسرهم عند نزولهم إلى العمل، وجميعهم يصلون لله ويتلون الشهادة قبل خروجهم لمواجهة المظاهرات، وقيل أيضا إن معظمهم يترك وصيته مكتوبة لأنه أصبح على يقين أنه لن يعود مرة أخرى إلى المعسكر، بل سينقل إلى المستشفى أو إلى ثلاجة المشرحة.
ويومها كتبت وقلت: لو جمعنا الرسائل التى يكتبها الجنود والأمناء والضباط الشباب قبل خروجهم للعمل فى الشوارع سوف نتألم كثيرا لدرجة البكاء، وأستطيع أن أذكر لكم بعضا مما أوصى به أحد المجندين زملاءه، فقد حكي لي ضابط كبير أن المجند أوصى زملاءه أن يرسلوا راتبه إلى والدته لأنها فى حاجة

شديدة إليه لكي تنفق على أشقائه، وذكر لى أن أحد الضباط زوجته كانت على وشك الوضع.
وفى هذا المقال تمنيت على الله أن يتحول هذا التمرد إلى عصيان كامل لرجال وزارة الداخلية على مستوى الجمهورية، وتمردهم على وزير الداخلية فى حالة مساندته للرئيس مرسى وعشيرته، وتمنيت كذلك أن يتمسكوا بعصيانهم لإجبار الرئيس مرسى على التنحى،   وبحمد الله تحول التمرد إلى عصيان قاده أيامها وزير الداخلية بالاشتراك مع وزير الدفاع، وأعلنا اتحادهما ومساندتهما للشعب الثائر، لم أكن أتوقع أيامها أن يتم علينا الله نعمته بهذا الشكل وتنزل الشرطة تحرس المواطنين وتشجعهم وتساندهم فى 30 يونية.
هؤلاء الرجل والشباب من الضباط والأمناء والجنود هم أنفسهم الذين ينزلون اليوم إلى الشوارع لكي يتصدوا للعمليات الإرهابية، يكتبون وصاياهم أو يودعونها شفاهة مع زملائهم ويحملون معداتهم وينزلون إلى المناطق الموبوءة، يصاب بعضهم ويقتل بعضهم، ونقول هذا واجبهم وعملهم، وقد يخطئ أحدهم فيقتل أو يصيب مواطنا أو متظاهرا فنسب جميع رجال الشرطة ونتهمهم بالفساد والبطش، ونطالب بتطهير الوزارة، وهكذا ستظل الدائرة وتتكرر المشاهد إلى أن يرفع عنا الله مقته وغضبه وتجار الدم.
السؤال: ماذا لو أعلن ضباط وجنود وأمناء الشرطة رفضهم النزول لمواجهة إرهاب الجماعة فى الأحياء والميادين؟، ماذا لو رفعوا أيديهم عن الكشف عن المفرقعات وتفخيخ المنشآت والكباري ووسائل المواصلات؟، هل سيأتي اليوم الذي سيرفضون فيه النزول اعتراضا على الهجوم الدائم عليهم واتهامهم بالفساد والعنف؟.

[email protected]