الآثار الدينية فى فلسطين
الذي يتابع الصراع الدائر الآن بين المسلمين واليهود على الآثار والمقدسات الدينية في فلسطين المحتلة، يكتشف بسهولة انه صراع ايديولوجى في المقام الأول ، وليس له دخل بالعقيدة من قريب او بعيد ، خاصة من جهة العدو الصهيوني ، الذي كرس لهذا الصراع بهدف تهويد أكبر كم من المواقع العربية، وضمها إلى خريطة الاراضى المحتلة، لسد الطريق مستقبلا على الفلسطينيين، والخروج بأقل مساحات ممكنة في أى تسويات قادمة.
وأغلب الظن أن مسلمي سنوات المئات الأولى من الفتح الاسلامى لفلسطين وأيضا المؤرخين المسلمين، هم الذين أعطوا _ دون قصد _ الأداة أو السلاح لصهاينة اليوم ليدخلوا الصراع مع الفلسطينيين ، ويزاحموهم في امتلاك المواقع الأثرية الدينية.
فقد لعبت روايات المؤرخين المسلمين عن نشأة هذه المواقع، دورا كبيرا في التكريس لواقع غلف بهالة من التقديس، مع انه قد شيد في أغلبه على الوهم والخيالات الليلية، خاصة الروايات التي تناولت المواقع التي تخص أنبياء بنى إسرائيل.
وقد استغل الإسرائيليون المكرس الاسلامى لوضع أيديهم على العديد من المواقع التى نسبت لأنبيائهم، ليس حبا في هؤلاء الأنبياء، ولا حتى لشدة إيمان، بل لزيادة أكبر كم ممكن من الأراضى المحتلة، وتضخيم مساحة الخريطة التي تشير للدولة الزعيمة.
وأبلغ مثال على هذا ، القبران المنسوبان للنبي يوسف عليه السلام في الاراضى المحتلة، حيث يشير الواقع في فلسطين إلى قبرين احدهما في مدينة نابلس والآخر في مدينة الخليل، وفى كليهما قيل إن رفات النبي يوسف قد دفن فيه، وان كان الفلسطينيون ينحازون للقبر الموجود بجوار القبر المنسوب للنبي إبراهيم في مدينة الخليل، وعندما دخل الصهاينة فلسطين، وبعد ان هودوا معظم الاراضى المحتلة، بدأوا يلتفتون إلى الرقعة الصغيرة التي يسكن عليها الفلسطينيون ، فدفعوا العديد من الإسرائيليين المتطرفين دينيا إلى زيارة هذه القبور ، خاصة المقام المنسوب للنبي
[email protected]