رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هو مين «جدا» ده؟

«رائع جدا، مرسى جدا، ممتاز جدا، حلو جدا، أنا متشكر جدا، بليد جدا، الدنيا برد جدا، الدنيا كحل جدا، البحر جميل جدا، دماغى مصدع جدا، البلد حاله سيئ جدا، ده فيلم رعب جدا، الوزير ده ضعيف جدا، أنا مشغول جدا، كان ماتش حلو جدا..».

من زمان جدا وأنا نفسي أعرف ما هى حكاية «جدا» دى، تقول لازمة، لبانة، كل كلمة والثانية نضيف لها كلمة «جدا»، بصراحة الموضوع بقى ممل جدا، ما هو معنى «جدا»؟، ولماذا نسرف جدا فى استخدام «جدا»؟، ومتى بدأ لساننا يستخدمها بهذا الشكل المسرف؟، هل يعود استخدامنا لـ «جدا» إلى العصر المملوكى أو العباسي أو الطولوني أو العثماني؟، هل استخدمناها فى العصر الحديث؟، هل «جدا» دى قديمة فى لهجتنا وثقافتنا المصرية أم مستحدثة ودخيلة عليها؟، وهل مرتبطة بلهجة وجغرافية وثقافة أم بلغة وجنسية؟، هل الأشقاء العرب يسرفون مثلنا بمصر في استخدام «جدا»؟، وهل تستخدم بنفس الحجم فى المغرب العربي أو فى بلاد الشام أو منطقة الخليج؟، من هو أول من أدخل « جدا» للهجتنا ولغتنا؟، وما هو معنى جدا في اللهجة المصرية؟، وهل تختلف عن معناها فى اللسان العربى؟، ومتى سنتخلص من «جدا»؟، وهل ستظل من لازمات لساننا وثقافتنا وقاموسنا؟.
تعرفون هذا الموضوع كبير جدا، ويحتاج لدراسة عميقة جدا، نقوم فيها بمسح أقدم الكتب التى وصلتنا، بداية من الشعر الجاهلى مرورا بالأدبيات الإسلامية، كتب الحديث النبوى، التفاسير، الأخبار، القصص الشعبى، إضافة إلى ذلك يجب ان نعود إلى معاجم اللغة العربية، والوقوف على أقدم من استخدم «جدا» فى معجمه، بعد ذلك نبحث فى أدبيات العصر الحديث جغرافيا، فى

مصر، والشام، والخليج، والمغرب العربى، وبالطبع دراسة مثل هذه تحتاج إلى وقت كبير جدا، ومستقبلا يمكن انجازها فى فترة قصير جدا وذلك من خلال الحاسوب، بعد أن ننتهى من ميكنة تراثنا العربي، نستطيع من خلال الحاسوب إعداد إحصائية باستخدامات جدا فى الموروث العربي.
على أية حال فقد عدت للكتاب المقدس واتضح استخدام كلمة جدا 487 مرة فى العهد القديم والعهد الجديد، بينما لم تستخدم جدا ولا مرة في القرآن الكريم، واستخدمت بشكل متفاوت في كتب الأخبار والأحاديث النبوية.
بعيدا عن كل ما سبق أحب أن ألفت انتباهكم لاستخداماتنا فى حديثنا اليومي، حيث نجمع بين الفرنسية والعربية فى جملة واحدة، ذلك عندما نقول: مرسى(يعنى شكرا بالفرنسية) جدا، فكيف يستقيم الأمر، وفى أى بلد أو لغة تجمع الشعوب فى لهجتها العامية بين لغتين فى جملة واحدة.
أظن أن الذي جمع بين مرسى وجدا احدى السيدات، لأن معظمهن يستخدمن الكلمة الفرنسية حتى اليوم، وأظن كذلك أن هذه السيدة من طبقة صلطح بابا، لكن متى أضافت لها جدا؟، وفى أى سياق أو ظرف أو واقعة؟، الله أعلم.

[email protected]