حرية المبدع
ما حدود حرية المبدع؟، هل يجب ألا يتقيد بسقف؟، هل للمبدع أن يتجاهل المحرمات والمستقر عليه اجتماعيا؟
يحاول اليسار المصري منذ سنوات أن يؤصل لما اصطلح عليه بـ حرية الإبداع وحرية التفكير، بهدف منح بعض الذين يتجاهلون الدين والأعراف والتقاليد، صكوكا تعفيهم من المساءلة القانونية والاجتماعية والدينية، وهذه الصكوك اخترعها غير المتدينين داخل اليسار، وهؤلاء كانوا ومازالوا يتحدثون في الحريات ويهاجمون المستقر والمتفق عليه في البارات والحانات وهم يضربون البيرة والخمور المصنفة في الدرجة العاشرة، والطريف أن اغلب ما يقولونه من آراء أو أفكار يعود إلي الصيغ الإنشائية، ولا يستند إلي قراءات حقيقية في الشريعة أو القانون أو العرف الاجتماعي، وهذه الصيغ ترفع علي أسنة الرماح عندما يتجاوز أحدهم الأعراف أو المتفق عليه شرعا، يقتحمون الفضائيات ويحررون المقالات ويدلون بتصريحات، تخلو من كل شيء سوي الشعارات، وكأنه كتب علينا أن نظل أسري للذين يهرتلون في الأعمال الفنية وفي الكتابات التاريخية.
وعلينا أن نلتزم الصمت أو يتم تصنيفنا في فئة المتعصبين السلفيين المتطرفين المكفرين الوهابيين، تعالوا نحتكم إلي بعض الوقائع: إحدي الممثلات متجردة من ملابسها مع ممثل يمارسان الجنس في غرفة النوم أو في الحمام أو علي السلم.. ما الإبداع في هذا المشهد؟، كل النساء يفعلن ما تفعله الممثلة أمام الكاميرا، نفس الحركات والأصوات، وكل الرجال يفعلون ما يفعله الممثل، ما المبدع والمدهش والمستنير في المشهد؟، يقولون إنه يخدم السياق، أي سياق؟، ولماذا هذا السياق دائما يفضي بنا للمشاهد الجنسية؟، لماذا لا نستخدم الإيحاء والرمز الفني؟، نفس الفيلم نشاهده في الفضائيات العربية بدون المشاهد أو مشاهد القبلات ولا نشعر أنهم اخلوا بالنص، وبغض النظر، أليست هذه المشاهد تعد حسب القانون عملا فاحشا في الطريق العام؟، القانون يعاقب الذين يتم ضبطهم يتبادلون القبلات أو يمارسون في الطريق العام، حتي لو كانوا متزوجين، فما بالك إذا كانت الواقعة بين أغراب؟.
وماذا لو كانت الواقعة مسجلة علي شريط فيديو؟، هذا هو القانون فلماذا