عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرية المبدع

ما حدود حرية المبدع؟،‮ ‬هل يجب ألا يتقيد بسقف؟،‮ ‬هل للمبدع أن يتجاهل المحرمات والمستقر عليه اجتماعيا؟

يحاول اليسار المصري منذ سنوات أن يؤصل لما اصطلح عليه بـ حرية الإبداع وحرية التفكير،‮ ‬بهدف منح بعض الذين يتجاهلون الدين والأعراف والتقاليد،‮ ‬صكوكا تعفيهم من المساءلة القانونية والاجتماعية والدينية،‮ ‬وهذه الصكوك اخترعها‮ ‬غير المتدينين داخل اليسار،‮ ‬وهؤلاء كانوا ومازالوا يتحدثون في الحريات ويهاجمون المستقر والمتفق عليه في البارات والحانات وهم يضربون البيرة والخمور المصنفة في الدرجة العاشرة،‮ ‬والطريف أن اغلب ما يقولونه من آراء أو أفكار‮ ‬يعود إلي الصيغ‮ ‬الإنشائية،‮ ‬ولا‮ ‬يستند إلي قراءات حقيقية في الشريعة أو القانون أو العرف الاجتماعي،‮ ‬وهذه الصيغ‮ ‬ترفع علي أسنة الرماح عندما يتجاوز أحدهم الأعراف أو المتفق عليه شرعا،‮ ‬يقتحمون الفضائيات ويحررون المقالات ويدلون بتصريحات،‮ ‬تخلو من كل شيء سوي الشعارات،‮ ‬وكأنه كتب علينا أن نظل أسري للذين يهرتلون في الأعمال الفنية وفي الكتابات التاريخية.

‬وعلينا أن نلتزم الصمت أو يتم تصنيفنا في فئة المتعصبين السلفيين المتطرفين المكفرين الوهابيين،‮ ‬تعالوا نحتكم إلي بعض الوقائع‮: ‬إحدي الممثلات متجردة من ملابسها مع ممثل يمارسان الجنس في‮ ‬غرفة النوم أو في الحمام أو علي السلم‮.. ‬ما الإبداع في هذا المشهد؟،‮ ‬كل النساء يفعلن ما تفعله الممثلة أمام الكاميرا،‮ ‬نفس الحركات والأصوات،‮ ‬وكل الرجال يفعلون ما يفعله الممثل،‮ ‬ما المبدع والمدهش والمستنير في المشهد؟،‮ ‬يقولون إنه يخدم السياق،‮ ‬أي سياق؟،‮ ‬ولماذا هذا السياق دائما يفضي بنا للمشاهد الجنسية؟،‮ ‬لماذا لا نستخدم الإيحاء والرمز الفني؟،‮ ‬نفس الفيلم نشاهده في الفضائيات العربية بدون المشاهد أو مشاهد القبلات ولا نشعر أنهم اخلوا بالنص،‮ ‬وبغض النظر،‮ ‬أليست هذه المشاهد تعد حسب القانون عملا فاحشا في الطريق العام؟،‮ ‬القانون يعاقب الذين يتم ضبطهم يتبادلون القبلات أو يمارسون في الطريق العام،‮ ‬حتي لو كانوا متزوجين،‮ ‬فما بالك إذا كانت الواقعة بين أغراب؟.

‬وماذا لو كانت الواقعة مسجلة علي شريط فيديو؟،‮ ‬هذا هو القانون فلماذا

ننكر علي الشرع أن يتنكر لهذه الوقائع؟،‮ ‬لماذا نتهم من ينكر هذه المشاهد شرعا أو قانونا بالرجعي والمتعصب والمتطرف والمتخلف والوهابي،‮ ‬أين حرية الفكر التي تنادون بها؟،‮ ‬وما حرية الإبداع هنا؟،‮ ‬وما نوعية الإبداع في هذا المشهد؟،‮ ‬هل تعملون بهذه الشعارات في منازلكم؟،‮ ‬هل يتركون بناتهم يشاهدون مشاهد الاستنارة؟،‮ ‬هل سيتركون أولادهم يندمجون مع واقعة الفن المثير؟،‮ ‬نظن أن معظم أصحاب هذه الصيغ‮ ‬لا يعملون بها داخل منازلهم،‮ ‬فهم يرتدون بالكذب شخصية المفكر والمبدع والمناضل داخل الجلسات والبارات والندوات وعلي المقاهي،‮ ‬أما المنزل فهو للعيال وأم العيال تديره بعيدا عن الشعارات الجوفاء،‮ ‬وربما وهو الأقرب للواقع أن معظم هؤلاء لا يسمحون لأولادهم او بناتهم بارتياد السينما او قراءة القصص الرومانسية،‮ ‬والفنان عادل إمام كان اقرب نموذج لما قلناه،‮ ‬حيث صرح في مداخلة صحفية برفضه التام لعمل ابنته في التمثيل،‮ ‬لماذا؟،‮ ‬قال‮: ‬لأنه لا يريد أن يراها تنباس من هذا أو ذاك،‮ ‬هذا في الوقت الذي لا يخلو فيه فيلم من أفلام الفنان الكبير من بوس ودعك وأحضان،‮ ‬وهو ما يجعلنا نعيد السؤال الذي سبق وطرحناه،‮ ‬لماذا تصرون علي هذه المشاهد المخلة وأنتم ترفضونها في بيوتكم؟،‮ ‬ولماذا حرية الإبداع دائما تأتي في المشاهد الجنسية؟،‮ ‬وما نوعية الإبداع في هذه المشاهد؟‮. ‬

 

[email protected]