رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توك شوزززز

أعجبني جدا برنامج الزميلة الصحفية الشابة دعاء سلطان"توك شوز"، خاصة حلقة الجمعة قبل الماضية، التي عرضت فيها موقف بعض الإعلاميين الذين يدعون البطولة هذه الأيام، وشوززز دعاء سلطان لم يدع علي أحد، ولم يقتنص أو يجتزئ فقرات من سياقها، فهؤلاء شهدناهم بالفعل قبل الثورة يساندون ويدافعون عن النظام، والذي يتأمل برامج "الشوززز" جيدا سيكتشف أنها في أغلبها خلطة سحرية للـ "زيس"، ولا حرج أبدا إذا أطلقت عليها اسم:" شركة الفذلوكة أو الفذاليك المتحدة للسبابيب«، معظمها أسس قبل الثورة علي المصالح، ففيها تلاقت أجندة الأجهزة الأمنية وبعض رجال الأعمال وبعض الإعلاميين والسياسيين وبعض الصحفيين والكتاب، والمصالح هنا ليست جميعها مادية، بل قد تكون مادية وقد تكون أدبية.

المؤسف في الأمر ليس في أن أعضاء هذه الشركة (شركة الفذلوكة للسبابيب المتحدة) يحاولون الآن تنظيف وغسيل تاريخهم بارتداء ثوب البطولة ورفع رايات الثورة، بل في تواجدهم الملح والمتكرر في الفضائيات وفي صفحات الجرايد، حيث صدقوا أنهم يمثلون وجه مصر، ويعيشون في ثوب الرموز الوهمية للبلاد، ولهم حق المشاركة في تقرير وتوجيه وصياغة المشهد السياسي، فيسرعون في غفلة ووسط الزحام ويجلسون في الصفوف الأولي، فقد جاءوا جميعا لتوهم من ميدان التحرير، غبار الميدان مازال علي ملابسهم، يعتدلون ويروون لنا قصصا عن بطولات ومقولات وهمية أعلنوها قبل الثورة، وحكايات عن الأيام والساعات التي قاضوها هم وأولادهم يهتفون ويصرخون ويرفعون رايات النصر، حتي أن كبيرتهم (فذلوكة الفذاليك) علمتهم كيف يفأفئون ويتأتئون ويبربشون ويسأسئون ويتهتهون ويدعون امتلاك الحقيقة.

في حزب أو شركة الفذلوكة المتحدة للسبابيب من يتبع جهاز الأمن القومي، ومن كان يتبع جهاز أمن الدولة، ومنهم من كان يتبع الجهازين، ومن كان يتبع بعض قيادات النظام، ومن كان ومازال لسان حال بعض رجال الأعمال، وكل حسب جهازه واتجاهه يتحدث ويزاحم وينظر ويتهم ويبكي وينتحب ويدعي ويبرر ويحكي ويقيم، وحسب مركزه ونشاطه بالجهاز الذي يمثله كان يشغل ومازال يشغل مساحة من المشهد ومن وجه مصر، قد يختلف معي البعض، ولهم كل الحق، في تشبيه حزب أو شركة الفذلوكة بوجه مصر، وقد أكون مبالغا ومخطئا عندما اختزل وجه مصر في جماعة الفذاليك، خاصة وأنهم أصغر بكثير من أن يمثلوا شعب مصر، لكن للأسف لم أجد مفرا من استخدام هذا التشبيه، وعذري في هذا أنهم (كأعضاء في شركة الفذلوكة للسبابيب المتحدة) يحتلون بعض الشاشات ويقودون بعض

الصحف، يراهم ويستمع إليهم من يسعي بالخارج إلي التعرف علي وجه مصر قبل الثورة وبعدها،

الكثير من العامة وغير المهتمين بأصول الأشياء وتفاصيلها يخدعون ويأخذون بما يصادفهم وبما يقدم لهم، وأعضاء حزب الفذلوكة يسيطرون علي المشهد كمذيعين أو صحفيين أو سياسيين أو مفكرين، يطلون دائما وغالبا علينا وعليهم في الصباح والمساء، يتلونون حسب المكان والزمان والأشخاص والأفكار والسبوبة، يقولون الشيء ونقيضه حسب القناة والجريدة والندوة والحضور، والمؤلم أنهم ينسبون لأنفسهم ما لم يفعلوه وما لم يقدروا علي فعله، ويرتدون أثوابا أكبر بكثير من أحجامهم.

أظن أننا لن نختلف كثيرا عندما ندعو من هنا إلي تغيير هذا الوجه النفعي الأمني الفاسد، أو عندما ندعوكم أن تهتفوا: لا لحزب الفذلوكه، لأن مصر جديرة بأن تقدم شخصيات من غير الفذاليك يطلون كمذيعين ومتحدثين وكتاب في برامج توك شو حقيقية وليست توك شوززز وهمية، مصر أكبر بكثير من أن يراها ويتحدث عنها وعن شعبها مجموعة من شركة الفذلوكة للسبابيب المتحدة.

ولن نختلف كذلك عندما نطالب بتفكيك هذه الشركة، وعدم منح الفرصة لأعضائها الفذاليك من تنظيف أنفسهم وتطهير سيرتهم من سبابيب وأجندات ما قبل الثورة، وعلينا أن نلح ونكرر في نشر هذا التاريخ وهذه السيرة مثلما فعلت الزميلة دعاء سلطان، إما أن ينسحب الفذاليك من المشهد بكامل إرادتهم أو أن يجبرهم الشعب علي التنحي مثلما فعل مع النظام الفاسد ورئيسه المخلوع، فالثورات دائما وغالبا ما تزيح من أمامها الفاسدين والفذاليك لكي تشعر الشعوب بطعم الانتصار، فما الفائدة من ثورة قضت علي رجال النظام ولم تغير أبواقه وإعلامه الفاسد.

[email protected]