رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين التحالف والاندماج

قبل أيام أعلن عن اعتزام بعض الأحزاب الليبرالية الاندماج في كيان حزبي واحد، وأذكر أن الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة قد صرح لأحد البرامج الفضائية بوجود مفاوضات بين حزبه وحزب الجبهة، وأنه جار التفاوض مع بعض الأحزاب لكي تنضم إليهما، وذكر بعد ذلك أن عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق طرح فكرة الاندماج على بعض الأحزاب التي وافقت على الانضمام لتحالف الأمة المصرية،

وقيل إن عدد الأحزاب التى تفكر بشكل جاد أو التي وافقت من حيث المبدأ على مشروع الاندماج بلغت حوالي 12 حزبا، منها غد الثورة والجبهة، وتواتر أن أغلب هذه الأحزاب، ربما جميعها، من الأحزاب الصغيرة التي أنشئت بعد الثورة، ونشر على لسان عمرو موسى، وربما على لسان أيمن نور، أن الهدف من عملية الاندماج الحزبي توحيد القوى الليبرالية تحت راية واحدة، وأيضا تشكيل جبهة تتصدى لأخونة الدولة سواء دستوريا أو مؤسساتيا، وقيل إن الكيان الحزبي المنتظر سوف ينضم إلى تحالف الأمة المصرية الذي يضم العديد من القوى السياسية الحزبية والمستقلة، كما انه سيشارك في تفعيل مطالب أو بنود وثيقة التحالف التي تبلغ تسعة بنود أهمها توحيد المعارضة، العمل على وضع دستور لدولة مدنية ديمقراطية، المشاركة بفاعلية في الانتخابات التشريعية والمحلية، الحفاظ على وحدة الجبهة الوطنية.
غير خفي على أحد أن مشروع الاندماج الحزبي هذا كان مطلبا رئيسيا دعت إليه أغلب القوى السياسية، وذلك  بعد فتح باب تأسيس الأحزاب عقب قيام الثورة على مصراعيه، وبعد أن ازدحمت الحياة السياسية بأسماء العديد من الأحزاب الوليدة، كان آخرها حزب الدستور الذي يرأسه الدكتور محمد البرادعى، ولم يعد المهتم قادرا على التمييز بين الأحزاب وبرامجها، والغريب ان معظم هذه الأحزاب الوليدة صنفت نفسها تحت راية الليبرالية، وقد تناولت هذه الكثرة فى مقال منذ شهور، وتساءلت عن سبب قيامها؟، وعن الذي يميزها عن الأحزاب القائمة، وقلت ليس معنى أن تأسيس الأحزاب أصبح بعد الثورة بالإخطار أن يتحول المشهد الحزبي إلى فوضى، أو إلى مجرد دكاكين يجلس على بابها قيادتها للمطالبة بنصيب من التورتة، أو لكي يحقق كل منهم زعامة بين آلاف الزعماء الذين نراهم يوميا على الفضائيات، وقد دعوت أيامها إلى دمج هذه الأحزاب فى كيان واحد، وأذكر اننى استخدمت ألفاظ «توحيد» و«اتحاد» و«جمع» الأحزاب فى كيان واحد، ولم أستخدم كلمة «دمج»

وذلك لارتباطها بالكيانات الاقتصادية، وأذكر كذلك أننى دعيت قيادات حزب الوفد أيامها إلى فتح الباب لضم هذه القوى والكيانات السياسية الليبرالية تحت راية الوفد، واذكر كذلك اننى أبديت دهشتى من كثرة هذه الكيانات الحزبية، وتساءلت: لماذا؟، وما الفرق بين حزب ليبرالي وآخر ليبرالي؟، وهل الليبرالية تتحمل كل هذه الكيانات والاختلاف فى الرؤى؟! أقبل وأتفهم ان يكون هناك حزب ليبرالى يميني متشدد وآخر يساري، لكنى لا أقبل ولا أفهم أن تكون برامج معظم هذه الأحزاب نسخة واحدة.
بعد محاولة لفهم هذه الكثرة والزحمة اتضح أن الآفة الحقيقية هى البحث عن زعامة، وأن قيادات أغلب هذه الأحزاب سيرفضون بشدة التوحد او الاتحاد أو الاندماج تحت راية واحدة، وذلك لأن كلا منهم سيفتش عن دوره ووظيفته ومكانته فى الكيان الموحد، هل بعد ان كان زعيما ورئيسا او سكرتيرا عاما او قياديا فى الحزب يصبح عضوا مثل سائر الأعضاء؟.
أغلب الظن أن سؤال المكانة والقامة والدور والوظيفة والوضع هو الذي قد يعطل مشروع الاندماج الذي أعلنه أيمن نور ودعا إليه عمرو موسى، قد يتوصلون إلى شكل ما يحافظ على دور وقامة ومكانة ووظيفة قيادات الأحزاب، وقد يكون هذا الشكل أقرب للهيئة العليا أو لمجلس الإدارة، يتناوب فيه رؤساء الأحزاب منصب رئيس المجلس لمدة عام، حسب الترتيب الأبجدي أو حسب الأقدمية فى الحياة السياسية، وربما بالانتخاب فيما بينهم.
على أية حال نحن مع الاتحاد أو الاندماج، ونظن انه خطوة جادة نحو التخلي عن المنفعة الشخصية من أجل المنفعة العامة، وهى فى النهاية مصلحة المواطن والوطن.
[email protected]