رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روح الوطنية

هل للوطنية روح؟، وهل هذه الروح من الممكن أن تفسد؟، وهل حادث كنيسة القديسين الإرهابي أثر علي الروح الوطنية المصرية؟، وهل من الممكن صيانة هذا الفساد؟، هل يجوز صيانة الروح الوطنية؟

العقيد معمر القذافي أرسل برقية إلي البابا شنودة عقب حادث كنيسة القديسين تهز مشاعر أي إنسان يتوقف أمامها، لأنها ببساطة توضح لك مدي الحب الذي يكنه القذافي للشعب المصري، وما مدي حرصه علي وحدة وتماسك هذا الشعب، وقد انتظرت أن ينتبه بعضنا لنص هذه البرقية ويثمن ما جاء فيها، لكن للأسف الأحداث الدامية شغلتنا وشغلتهم عن هذه البرقية، العقيد القذافي كتب في البرقية جملة في غاية الأهمية والغرابة في آن واحد، في ظني أن هذه الجملة هي التي تؤكد مدي عشق وحب وإخلاص العقيد القذافي لمصر وللأمة العربية، قال في البرقية بعد التهنئة والدعاء: »مقدرين دوركم في تأكيد القيم السامية، ووحدة الوطن، وصيانة روح الوطنية المصرية، والأخوة العربية، ودحض مؤامرات الأعداء«، القذافي هنا بإخلاص شديد ومحبة صادقة للشعب المصري وللوطن العربي ككل، حث البابا شنودة علي العمل بخمسة مبادئ جوهرية، الأولي: تأكيد القيم السامية، الثانية: العمل علي وحدة الوطن، الثالثة: صيانة روح الوطنية المصرية، الرابعة: صيانة روح الأخوة العربية، الخامسة: دحض مؤامرة الأعداء. هذه هي المبادئ الخمسة التي تمني العقيد القذافي أن يلتفت إليها البابا شنودة وجميع أبناء الشعب المصري، يمكن اختزالها في خمس كلمات هي »القيم، والوحدة، والوطنية، والأخوة، والأعداء«، والعقيد القذافي استخدم في صياغة البرقية جملة شديدة العمق والغرابة وهي: »صيانة روح الوطنية المصرية، وصيانة روح الأخوة العربية"، فما نشهده الآن علي الساحة

يفسد الروح الوطنية أو أنه أفسد الروح الوطنية، ومن ثم يجب أن نعمل علي صيانة هذه الروح، وهذه الصيانة سوف تعيدنا إلي القضاء علي العدو المتربص لهذا الشعب وهذا الوطن، بصيانة الروح سوف نعود للوطنية المصرية، لكن: هل للوطنية روح؟، وهل يمكن صيانتها؟، ولماذا جعل القذافي للوطنية روحا؟، ما نعرفه أن الروح من أمر ربي، وأنها تنزل من السماء لكي تدخل في الجسد وتكون الحياة، بعد دخولها الجسد واستمرارها فيه لأيام أو لسنوات تصير نفسا، وعندما يموت الإنسان ترفع النفس من الجسد، وتحاسب علي ما اقترفته خلال الحياة، وكلمة روح في العبرية مثل العربية، وذكرت حوالي أربعمائة مرة في التوراة، وهي كائن غير محسوس وغير مادي لكنه عاقل، وفي السماء كائنات روحية وهي الملائكة، وفي اللغة يقال روح الشيء جوهره، وبدون الروح لا يكون الشيء ولن تتشكل هويته أو ذاته ولن يكون له تاريخ ولا وجود، القذافي جعل للوطنية روحا ويطالبنا بصيانة روح الوطنية المصرية، فهل سننجح في الصيانة أم سننصرف عنها إلي الشعارات والأغاني والخطب الرنانة؟.

[email protected]