عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنهم يحرقون الجامعات

في الجامعات الآن كل شيء «جايز» ولا تندهش من أي شيء يحدث علي مسرح الأحداث داخل الحرم الجامعي، فالحمد لله الجامعات أصبحت سايبة بعد أن خلت من الحرس الجامعي وتعيش الآن أزهي عصور الفوضي والبلطجة والعنف وأصبحت خصبة لكل الظواهر البغيضة، فالعنف انتشر في كل مكان والتسيب عم الجامعات، والبلطجة أصبحت القاعدة، أما التخريب وإشعال النيران وإتلاف المنشآت وحرق السيارات أصبح شيئاً عادياً ومسلسلاً يومياً لا ينتهي حلقاته.. التظاهر العنيف وإطلاق الشماريخ والمولوتوف والحجارة والهتافات ضد الجيش والشرطة مظهر حضاري وحرية تعبير عن الرأي!، الاعتداء علي الأساتذة «نِفس» وأصابت طلاب الجامعات، كل هذه الظواهر تدفعنا إلي التحسر علي حال الجامعات وما وصلت إليه الآن.

وما يدعو إلي العجب والحيرة عند تقييم «الحالة» التي تحاول جماعة الإخوان المحظورة فرضها علي الجامعات هو هذا الولع والفرح.. هو هذا الإتقان والدقة عند طلاب الإخوان وأتباعهم والمأجورين وهم يخربون ويدمرون المنشآت الجامعية.. وهم يعطلون الدراسة بالكليات ويمنعون الأساتذة من إلقاء المحاضرات.. وهم يأخذون الجامعات إلي العنف ويحولونها إلي ساحات صدام وصراع واقتتال أملاً في إغلاقها!، فهل من عاقل منهم يفسر لنا سر هذه «اللذة» بل والشهوة المتفجرة في نفوسهم وقلوبهم ثم تنطلق من أفواههم كالصواريخ مهللة حينما ينجحون في تنفيذ هذه المخططات الإجرامية، وهل هذا المخطط صناعة محلية «إنتاج محلي» تفكيراً وتخطيطاً وتنفيذاً أم أنه صناعة خارجية «بضاعة مستوردة» ومخطط خارجي ودولي وتكليفات محددة ذات أهداف واضحة يتولي مهام تنفيذها بكل دقة وإتقان علي أرض الجامعات طلاب الإخوان والتابعون لهم والمأجورون؟
ونسأل إذا كان التنظيم الدولي للإخوان لا يريد خيراً لهذه البلاد ويتفنن كل يوم وكل ساعة في ابتكار المخططات والمؤامرات ويسعد ويتلذذ عند نجاح أي مخطط نسأل إذا كانت هذه هي نفسية التنظيم الدولي صاحب المصلحة، فكيف لنا أن نفهم سر السعادة التي تنعكس علي هؤلاء الطلاب عند التنفيذ وإذا كانوا هؤلاء الطلاب حقيقة يحملون الجنسية المصرية فالمنطقي أن يحافظوا علي البلد الذي ينتمون إليه، وإذا كانوا بالفعل طلاباً ويريدون التعليم فكيف يقومون بإتلاف المنشآت الجامعية وبتدمير كل ما تقع أعينهم وأيديهم عليه.
إن ما تشهده الجامعات وبالأخص جامعة الأزهر من أحداث خلال العام الدراسي الحالي من الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة وأتباعهم يؤكد أن هناك من يحمل الجنسية المصرية ولا يريد خيراً لهذا البلد ويساند الفوضي ويدعم العنف والبلطجة داخل الجامعات، كما يؤكد أيضاً أن هناك من القيادات الجامعية من يدعم ذلك، وهناك أيضاً أيادٍ من داخل مصر ومن خارجها تضع البنزين علي النار حتي

تشتعل الجامعات ويتم تعطيل العام الدراسي.
ولا ندري إلي متي ستبقي الجامعات علي هذه الحالة؟.. وإلي متي سوف تستمر عمليات العنف والتخريب وتعطيل الدراسة داخل الجامعات؟.. وإلي متي ستظل القيادات الجامعية موجودة بغير وجود، لا تشتعل ولا تساعد علي الاشتعال ولا تعكر ماء الجير؟.. وإذا كانت القيادات الجامعية بوضعها الحالي تحتاج لمن يحميها من عنف طلاب الإخوان، فكيف لها أن تتخذ القرارات؟.. وإذا كان هناك من القيادات الجامعية من نفد صبرهم فماذا بعد مرحلة نفاد الصبر؟.. وإذا كانت اللعبة في الجامعات أصبحت مكشوفة، واللعب مع الإخوان أصبح علي المكشوف فماذا تنتظر الدولة؟.. وإذا كانت الجامعات تعيش هذه الأيام حالة استثنائية، فالسؤال هل يستمر الاستثناء مدة طويلة؟.. وهل من الممكن أو من الجائز أن تبدي الإعجاب بصانعي هذه الحالة وفاعليها أو الحريصين عليها وانتشارها في كل جامعات مصر؟
عديد من التساؤلات ينثرها «الحالة الاستثنائية» التي تعيشها الجامعات الآن والإجابات معدومة ولا يعرف أحد الآن كيف يمكن أن تجد هذه الحالة الاستثنائية طريقها إلي النهاية في ظل تسارع إيقاع الأحداث بشكل مذهل وغياب الأمن الجامعي حتي أصبح الكل في الشارع المصري ينتظر اللحظة القادمة وما ستؤول إليه الأحداث في الجامعات التي شاءت لها الأقدار أن تكون في قلب الأحداث.
إن الواقع - أو الحال يفرض علينا التفكير العملي في كيفية وضع نهاية لما وجدت الجامعات نفسها واقعة فيه - أو وجدت أوضاعاً فرضت عليها، ويحاولون تفاقمها كل يوم وبالتالي يقف في مواجهتنا استفهام كبير.. هل معالجة «حالات الاستثناء» تحتاج معالجات عادية؟.. أم أنها تفرض بطبيعتها الاستثنائية معالجة استثنائية، بمعني أن الوضع الاستثنائي في الجامعات يستوجب لمعالجته علاجاً استثنائياً وليس علاجاً تقليدياً ولا روتينياً.
[email protected]