رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الفساد» يغتال غزل المحلة

من الطبيعى أن تخسر شركة غزل المحلة.. طالما عبثت بها أيدى شياطين الانس.. ووقعت فى براثن عصابة شرسة لاترحم.. وهى للأسف أقوى من إدارة الشركة والتى تقف عاجزة عن إنقاذها!!

بل وأقوي من عمالها الذين يرون شركتهم تهوى، وتتدحرج نحو الهاوية دون ان يملكوا أى وسيلة لإنقاذها!!
أما الدولة فقد اكتفت بدور المتفرج.. وتكتفي بضخ اكثر من 400 مليون جنيه سنويا لدفع مرتبات وحوافز العمال لامتصاص ثورتهم واتقاء شر غضبتهم.. دون ان تحاول معرفة سبب خراب الشركة وخسارتها.. وهى التى كانت - بحق - صاحبة ريادة وقيادة فى العالم كله.. بل وكان اسمها يعنى الجودة والمتانة!!
والآن أكاد اسمع تساؤﻻتكم.. لماذا بدأت كلامى قائلاً من الطبيعى ان تفشل الشركة.. وحتى اجيب عن تساؤلاتكم دعونا نبدأ القصة من أولها..
فمنذ أيام جاءتنى مكالمة هاتفية من أبعد بقاع الأرض من مصرى «منقوع» بحب هذا الوطن.. وللأسف تحول هذا الحب من «نعمة» عليه.. إلى «نقمة» حلت على رأسه.. فالرجل واحد من كبار المستثمرين المصريين في الخارج.. حتى ان حجم أعماله السنوى يتجاوز 20مليون دولار .. وهو يعمل فى مجال توريد المفارش والملايات والفوط لمعظم فنادق الـ5 نجوم فى العديد من دول العالم..
المهم ان صاحبنا «المبتلى» بحب هذا الوطن أراد ان يستورد من بلده مصر .. ردا لجميلها، وعرفانا بفضلها .. رغم ان العديد من دول العالم المتخصصة فى صناعة المنسوجات تتسابق عليه، وتقدم له المغريات الهائلة سواء فى الأسعار، أو فى انظمة الدفع ، أو حتى نوعية المنتجات إلا أن صاحبنا رأسه.. وألف سيف.. مصمم على استيراد معظم احتياجاته من بلده مصر ..
ومنذ اللحظة الأولى التى خطت أقدامه داخل مصر .. وذهب إلى شركة غزل المحلة حتى شعر بانه دخل بنفسه الى عش الدبابير!!
فقد فوجئ الرجل بمعاملة «تطفيشيه» لاهدف لها الا أبعاده عن الشركة تماما.. فاحتار الرجل فى الأمر فهو يعرف أن الشركة خاسرة وتعاني من أزمات طاحنة  وكان الرجل يتخيل ان مسئوليها يبحثون عن أي مخرج لإنقاذ شركتهم.. ولكنه لاحظ شيئاً غريبا وهو حرص العديد من قيادات الشركة القابضة على إبعاده..وهو المستثمر المصرى الكبير.. ورغم حجم أعماله وطلبياته التى تتجاوز عشرات الملايين.. حتى انهم يتعمدون تأخير تسليم طلبياته.. أحيانا لأكثر من 6 شهور.. ولا معنى لهذا إلا تطفيشه فأى فندق فى العالم سينتظر 6 شهور لتلبية طلبياته؟!
احتار الرجل وبدأ يسأل ويحاول ان يفهم.. وياليته ما سأل ولا فهم.. فقد توصل الرجل لمعلومات فى منتهى الخطورة أذهلته.. وأذهلتنى أنا شخصياً عندما ذكرها لى.. فللأسف دخل الشركة «شيطان رجيم» فى صورة مستثمر.. زرع رجاله وأعوانه فى مفاصلها وأهم أركانها..حتى سلموا له الشركة تسليم مفتاح!!
حتى انهم يبيعون له منتجات الشركة بأقل من تكلفة انتاجها..فهم يبيعون الكيلو جرام من المنسوجات بسعر لا يتجاوز خمسة دولارات وثمانين سنتا.. وهو ثمن لا يصل لثمن «الغزل» نفسه.. ناهيك عن تكاليف تصنيعه وتحويله لمنتجات جاهزة.. بل ان نفس المنتج فى القطاع الخاص -وربما أقل منه جودة، يشتريه نفس هذا المستثمر وزملاؤه بسعر يتجاوز السبعة دولارات والنصف!!
لكن وكما يقولون المال السايب يعلم السرقة.. فقد اتبع الرجل نظرية «شيلنى واشيلك»..فافاد واستفاد.. وياناس يافل.. الخير للكل!!
ومن هنا اصبحت للرجل «حصانة» داخل الشركة.. ويا ويله وسواد ليله.. من يفكر- مجرد تفكير- فى الاقتراب من عرين الأسد.. ولتذهب مصالح الشركة للجحيم.. حتى لوكان المستثمر الجديد سيدفع للشركة الثمن الذى يحقق لها ربحا ومكسبا لا تحلم به!!
المشكلة ان صاحبنا إياه بات يحتكر العديد من انتاج الشركة..وترفض الشركة عمل أى «طلبيات» أخري من تلك التى يطلبها المستثمر المحظوظ!!
والمآساة الكبرى التى فوجئ بها ايضا المستثمر العاشق لبلده.. انه وجد كمية انتاج راكد ومنتجات درجة ثانية.. موجودة فى مخازن الشركة و يزيد ثمنها علي 600 مليون جنيه.. ومن باب البحث عن مصالح بلاده.. جاء الرجل بمستثمر لبنانى -من معارفه- ليشترى كل الكمية من الراكد.. وما ان حضر المستثمر اللبنانى حتى فوجئ بمعاملة جافة وغير ﻻئقة حتى يطفش ويهرب بجلده!!
حتى ان المستثمر اللبنانى خرج من الشركة غاضبا ليقول لصاحبه المصرى ياخى فعلا مصر خسارة فيكم!!
كل هذه الامور الشاذة التى تحدث داخل الشركة.. لم تعجب رئيس الشركة السابق..فثار واعترض..فكان نصيبه الطرد من الشركة فورا..كل الشرفاء داخل الشركة يحترق دمهم ويقولون للمستثمر الشريف.. للأسف نحن لا نملك اى شئ.. وإذا فكر أحد منا فى الاعتراض على ممارسات المستثمر المحظوظ كان الطرد خارج الشركةمصيره المحتوم!!
المستثمر الوطنى الشريف قابل كل المسئولين عن الشركة بداية من رئيس الشركة القابضة.. وحتى أشرف سلمان وزير الاستثمار.. وحكى لهم كل هذه المهازل التى تحدث داخل الشركة.. فوعدوه خيرا.. لكن شيئا لم يتغير على أرض الواقع .. ومازال نزيف المال العام مستمرا فى غزل المحلة!!
الرجل اتصل بى من آخر بلاد العالم وحكى لى كل شئ.. وقال انه مستعد لمقابلة أى مسئول فى البلاد لكشف هذه المافيا التى تسعى لتدمير واحدة من أخطر واهم قلاعنا الصناعية رغم المخاطر التي ستصيبه من هذه العصابة!!
اسم هذا المستثمر وتليفونه جاهز لأى مسئول تكون لديه ذرة من الوطنية.. ويسعى لإنقاذ هذه الشركة العملاقة من السقوط..وحسبنا الله ونعم الوكيل.
[email protected]