رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محاكمة مبارك بين الشماتة والسماحة!

 

هل أصبح دخول مبارك قفص الاتهام هو الأمل والحلم لكل مصري؟!.. لو تابعت برامج الفضائيات.. وقرأت جميع صحف مصر فلن تجد »هما« يشغل البال.. ويقلق المنام إلا محاكمة مبارك.. وكأن الثورة لم تقم إلا لهذا الهدف!

أصبحت وسائل الإعلام تجري وراء إرضاء رغبات الشماتة والتشفي لدي عامة الناس.. بدلاً من أن تنمي وعيهم.. وتفتح عقولهم وتخبرهم أن النظر للمستقبل أهم ألف مرة من الانشغال بالماضي وتقليب صفحاته.. حتي المجلس العسكري أصبح لا هم له إلا تلبية رغبات العوام في رؤية مبارك داخل القفص.

صحيح أن الرجل »أجرم«.. وتسبب في ازهاق أرواح المئات من خيرة شباب بلاده.. صحيح أن الرجل »أثري« هو وأسرته علي حساب مصلحة شعبه.. إلا أن ذلك كله ينبغي ألا يلهينا عن النظر للمستقبل ووضع قواعده.. وتحديد خطواته فمصر هي الأهم.. والأبقي.

فـ»المحاكمة العادلة« هي أبسط حقوق المواطن.. حاكماً أو محكوماً مواطناً شريفاً أو سفاحاً تخضبت يداه  بدماء الأبرياء لذلك لا اتخيل أبداً ما يجري الآن في مصر.. لقد سيطرت علينا روح الشماتة والتشفي، حتي أن المئات يتجرعون مشقة الذهاب صبيحة كل يوم إلي التجمع الخامس من أجل أن يفوزوا برؤية لحظات »انكسار« لواحد من رموز الفساد.. ولا يتورع الواحد منهم من قذف سيارة الترحيلات التي تقلهم بما تطوله يده من طوب أو أحذية.. فهل وصلنا لهذا الحد من التدني في الأخلاق فكما قلت من قبل.. كل متهم بريء حتي تثبت إدانته.. وحق المحاكمة العادلة مكفول للجميع حتي للقتلة واللصوص.. فكيف بالله عليك تتخيل قاضاً يجلس علي منصة الحكم يمكن أن يصم آذانه عن الصيحات الهادرة التي تهز أرجاء المحكمة تطالب برأس المتهم فالقاضي في البداية والنهاية بشر.. فلماذا نثقل علي كاهله المهمة ولا نتركه يحكم حسب ما يرضي ضميره وليس استجابة لهدير الجماهير أو صرخات الإعلام.

وينبغي أن نعلم أن الرغبة الشديدة في التنكيل بالرئيس مبارك، رغم ما اقترفت يداه - يسبب أقصي الضرر للمصالح العليا للبلاد وليس سراً أن بعض الدول هددت بعدم الاستثمار في مصر، بل وسحب الاستثمارات القائمة، بل وترحيل الملايين من العمالة المصرية هناك، بعدما رأوا الإصرار علي التنكيل بمبارك وعدم عدالة الإجراءات التي تشوب محاكمته.. فأي متهم مريض نسارع بتحويله للمحاكمة.. فلماذا الإصرار علي إدخال مبارك سجن طره رغم معرفتنا بعدم كفاءة مستشفي السجن وعجزه عن استقباله؟!.. لماذا كل هذا الإصرار رغم أن هذا الذي يجري من علاجه في مستشفي طبي مجهز.. هو أبسط حق من حقوقه كمواطن وليس كرئيس سابق.. ثم تخيلوا معي صورتنا أمام أنفسنا وأمام العالم لو استجبنا لرغبات العوام ونقلنا مبارك إلي مستشفي سجن طره.. ثم فوجئنا أن مبارك  مات في السجن؟! ماذا سنفعل؟!.. هل يبرئنا التاريخ من تهمة قتل الرجل.. وكيف سنتعامل مع الدول العربية التي تهدد كل يوم بإجراءات انتقامية

في حالة الإصرار علي التنكيل بالرجل.. وعدم توفير العدالة في محاكمته.. فماذا لو مات الرجل.. هل نحن علي استعداد لتحمل تبعات هذا الأمر، أجد أن الاستجابة لرغبات التشفي والشماتة لدي العوام بات أهم من المصالح العليا لمصر؟!.. هذا هو السؤال؟!

محطات سريعة

- »مصر أهم من توشكي«.. كلمات تلخص حكمة الشيوخ وتحمل حباً كبيراً نطق بها الأمير طلال بن عبدالعزيز لابنه الوليد.. فشكراً للرجل وابنه.

-تجار الثورة.. هم مجموعة من الكتاب والصحفيين.. يتحدثون في كل مكان عن أنهم أصحاب الثورة.. ويمنحون هذا لقب »وطني« أو عميل وكأن في جيوبهم اختام مصر.. الحمد لله أن الجماهير كشفتهم ولفظتهم!

- أرفض زيارة عصام شرف لقنا.. لأن من ارتكبوا في حق الوطن أبشع جريمة وقطعوا السكة الحديد.. لا ينبغي أن نكافئهم.. ولكن المحاسبة واجبة مع كامل احترامي لأهالي قنا الشرفاء.. بالمناسبة أنا قناوي أصيل.

- اقترح علي حكومة شرف تحنيط المحافظ لا تجميده.. فربما »بعث« في مكان جديد يراعي حقوق المواطن.. ولا بفتات علي حقوق البشر.

- ظهور كاميليا علي شاشة التلفاز بات مطلباً ضرورياً نناشد البابا شنودة بالسماح به حتي لا نسمح لشرذمة من البشر بإشعال الوطن.

- أكيد مصطفي الفقي يردد في سره: اللهم احمني من أهلي وأصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم!!

- أهالي القوصية بأسيوط قطعوا السكة الحديد اعتراضاً علي أزمة الخبز.. هي أصبحت موضة ولا إيه؟!

- للطبطبة حدود.. رسالة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة خاصة مع دعاة الفتنة ومشعلي الحرائق في الوطن.

- والله أخاف علي مستقبل أولادي.. في ظل رعونة وجهل أبناء بلدي.. يا ناس راعوا الله في وطنكم.. البلد مقبلة علي مجاعة.

- للمرة الثانية أكتب مشيداً بالدبلوماسية الشعبية التي اتجهت إلي أثيوبيا لحل أزمة المياه مع دول حوض النيل.. أنا أثق في حكمة وحب الأفارقة لشعب مصر.. رغم ما نالتهم من قسوة وجبروت النظام السابق الذي كان يعاملهم كـ»خدم«.