عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام أنيس.. وإعلام أنس

مساء الاثنين الماضي كان كل شيء هادئاً في ماسبيرو.. الحركة عادية والمتابعة السريعة للأحداث تتلاحق حتي دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فكان في انتظار ماسبيرو والعاملين به مفاجأة كبري، فقد كنت ضيفاً علي القناة الأولى للتعليق علي أحداث 24 ساعة وبدأ السادة المذيعون في إذاعة الأخبار وأتولي أنا التعليق عليها خبراً خبراً،

فلما جاء إذاعة بيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة والذي أدلي به اللواء عادل عمارة في مؤتمر صحفي كبير ناشد في نهايته الإعلام المصري بمراعاة ضمائرهم وصالح مصر في تناولهم للأحداث، وهنا سألتني المذيعة ماذا تري في مناشدة الإعلام بمراعاة ضمائرهم.. وهنا شعرت بأن المذيعة نزعت فتيل قنبلة هائلة فوجدت نفسي وبكل انفعال أقول لها: نعم يا سيدتي أنا مع اللواء في كل ما طرحه حول جريمة الإعلام العام والخاص وأكملت إطلاق مدافعي التي دكت ماسبيرو دكاً، فقلت لها إنني أعتقد أن الإعلام أفسد الثورة وكان رأس الحربة في هذا الإفساد هو «التليفزيون المصري» الذي أتحدث من خلاله الآن.. فصعقت المذيعة.. وبهت زملاؤها وقالت لي كيف؟ فقلت لها لقد تسابقتم مع الفضائيات في استقبال شباب الثورة وصغارها، وصنعتم منهم نجوماً لامعة حتي إننا نسينا الآن صورة حسين فهمي ومحمود ياسين ونور الشريف وأصبح نجوم المرحلة الآن خالد وأسماء ووائل، وبعد أن تحول هؤلاء الغلمان إلي نجوم، رفضوا أن يعودوا إلي بيوتهم ومغادرة الميدان بل أشعلوها ناراً موقدة، لأن الأوضاع لو هدأت ورجع هؤلاء إلي بيوتهم فقطعاً سيطويهم النسيان، بل وقد تخطأ خالة أحدهم في نطق اسمه! وأكملت قذائفي باتهام ماسبيرو بنفاق الثوار بالحق والباطل حتي كانت الكارثة في استضافة أستاذ للعلوم السياسية والذي نطق كفراً وقال إن من حق الشباب أن يتظاهروا وأن يعتصموا وأن يقطعوا أي طريق وأن يغلقوا مجلس الوزراء أو مجلس الشعب. وأكمل قائلاً: يا ناس إحنا في ثورة.. افهموها بقي!!
ورغم محاولات المذيعة إيقاف قذائفي إلا أنني واصلت حتي قلت كل ما لدي بل وختمت كلامي قائلاً أعلم بأن هذه المقابلة ستكون آخر لقاء لي في ماسبيرو

ولكنها كلمة حق لابد أن أقولها لأن هذا المبني ملك لنا ويجب أن يعبر عنا نحن أصحابه وملاكه وخرجت من المبني لأفاجأ برد فعل جماهيري لم أكن أتخيله في حياتي، تليفونات من كل بقاع الدنيا، وكلها تشيد بكلماتي وتؤكد تضامنهم مع ما قلته.. أيام كاملة لم يهدأ فيه التليفون.
وتأكدت أن هذه الواقعة ستكون هي الأولي والأخيرة ولن تطأ قدماي ماسبيرو مرة أخري حتي كان اليوم الثاني، ولا أكذبكم القول أنني وضعت قيادات ماسبيرو ووزير الإعلام في اختبار صعب فلو كان التفكير بطريقة أنس الفقي فسيشطب علي اسمي بالقلم الأحمر أما إذا اختار قادة ماسبيرو ووزيرهم الجديد طريق الديمقراطية وأدركوا أن نقدي بناء وهو في صالح ماسبيرو ولا هدف له إلا إعلام وطني بناء ومخلص لا يمالي ولا ينافق حتي كان اليوم الثاني ففوجئت باتصال تليفوني من قادة ماسبيرو وعلي رأسهم الوزير الفاضل أحمد أنيس وإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار وكلهم أحسنوا علي كلامي، وأكدوا أنهم في طريقهم لبناء إعلام وطني متوازن يعرض الرأي والرأي الآخر.. بل وأصروا علي استضافتي ساعة كاملة علي قناة النيل للأخبار لنفي أي شائعة حول منعي من دخول التليفزيون.. فشكراً للوزير أحمد أنيس الذي نجح بكل جدارة في اختبار الديمقراطية. وتقبل النقد مهما كانت قسوته وأرجو أن يشهد الإعلام علي يديه نهضة حقيقية وأن يعيد التليفزيون لملاكه الحقيقيين.