رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحراء مصراتة تحتضن أشلاء عمال أفارقة

أجبرت الأحداث الراهنة في ليبيا والصراع المشتد بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وقوات الناتو مجموعات من الأفارقة المهاجرين لدفع جزء من ثمن هذا الصراع الذي أسفر عن نتيجة طبيعية وهي تعرضهم للدمار الشامل، بعد أن زجت بهم الأحداث في حرب على أرض غير أرضهم، حيث لم يتبق منهم سوي مشهد لبقايا أمتعتهم التي تضم ألبومات صورهم العائلية وقد تخللتها رمال صحراء مدينة مصراتة.

وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية نقلا عن مذكرات صحفي يغطي الأحداث في مدينة مصراتة بليبيا أن أحداث يوم الأربعاء الماضي في مصراتة دمرت الأفارقة المهاجرين الذين تركوا منازلهم واصطحبوا أمتعتهم الفقيرة إلي المخيمات ومنها لركوب سفينة تنقلهم من الأراضي الليبية مع حقيبة أو اثنتين لكل فرد ولكنها كانت مؤامرة جعلتهم عراة في الصحراء الجرداء حيث لم يكن أمامهم سوي الركض بعد الذعر الذي واجهوه منذ أن اندلعت الحرب.

وتشير مذكرات الصحفي إلى أن العمال الأفارقة المهاجرين في ليبيا والذين يتجاوز عددهم 10 آلاف مهاجر، توقفوا عن العمل منذ اندلاع الحرب، فسلكوا الطرق البرية للخروج من مصراتة متجهين إلي أي منفذ للخروج من الأراضي الليبية، لكن قيام العقيد معمر القذافي بوضع هذه المدينة تحت الحصار اضطرهم للانتظار

لمدة شهرين حتي تصل سفينة إلي ميناء المدينة لإنقاذهم. لكن بمجرد خروجهم في طريق الوصول إلي الميناء، فاجأتهم قوات القذافي بإطلاق الصواريخ من طراز "جراد" عليهم وعلي عمال الإنقاذ من الهلال الأحمر ومجموعات الإغاثة.

ويصف الصحفي في مذكراته مشهد سقوط الصورايخ التي هاجمت الأفارقة المهاجرين على طول الطريق الصحراوي المؤدي إلي الميناء حيث كان المهاجرون في طريق عارٍ تماما ولا يوجد به أي مكان للاختباء أو البحث عن ملجأ يحميهم من القصف.

ويذكر الصحفي أن الوقت والموقف لم يسمحا للمهاجرين باصطحاب أمتعتهم المكدسة، بل إن العديد منهم سقطوا ضحايا بنيران قوات القذافي ونجا القليل منهم الذين تم نقلهم سريعا علي متن قارب صغير إلي بنغازي، عاصمة المتمردين، عبر خليج سرت في حين بقت أمتعتهم إلي جوار جثث أقرانهم في صحراء مصراتة.