رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ن.تايمز: "ربيع العرب " يضعف تركيا


كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن أن الانتفاضات الشعبية التي تعم أرجاء العالم العربي أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على تركيا ونفوذها في المنطقة، ذلك النفوذ الذي برز حديثا وكان لا يسمح بوجود اضطرابات على حدودها أو الدول التي تربطها بها علاقات، أصبح اليوم عاجزًا عن حماية الحدود التي أصبحت مشتعلة في ليبيا وسوريا وحتى العراق .
وقالت الصحيفة اليوم الخميس إن:"تركيا تواجه تحديات متزايدة جراء الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي، فخلال السنوات القليلة الماضية، برزت تركيا كقوة في منطقة الشرق الأوسط وأكثر تأثيرا، ولكن ذلك التأثير انهار خلال الأسابيع الماضية بعد فشلها في حل المشكلة الليبية، الأمر الذي دفع رئيس وزرائها طيب أردوغان الاثنين لدعوة العقيد معمر القذافي صراحة للتنحي .
وأضافت أن :"ليبيا ليست المشكلة الوحيدة التي فشلت تركيا في حلها بل هناك أيضا سوريا التي وعد رئيسها بشار الأسد بعد وساطة أنقرة بإجراء إصلاحات لكبح جماح الانتفاضة المتصاعدة ضده، إلا أنه لم يف بتلك التعهدات واشتعلت الأرض من تحت أقدامه، وفي العراق المجاور تخشى تركيا من عدم قدرة الحكومة هناك على الحفاظ على بلد مستقر حينما تكمل الولايات المتحدة انسحابها من العراق، وفي لبنان حيث تتمتع تركيا بعلاقات مع كل من حزب الله وخصومه، يدخل الآن في الشهر الرابع من دون حكومة.
وتوضح الصحيفة أنه "قبل ربيع الثورات العربية التي أطلقتها ثورتي مصر وتونس، كان نفوذ تركيا الجديد في منطقة الشرق الأوسط يسعى لرسم سياسة خارجية مستقلة في كثير من الأحيان عن الولايات المتحدة وقد أحرزت نجاحا كبيرا في هذا الأمر، والآن هذه الاضطرابات على حدودها يقوض سنوات من الاستثمار الدبلوماسي والاقتصادي، مما أجبر تركيا على القيام بدور أكثر حزما، ورؤيتها للتكامل الاقتصادي يعمل في مواجهة التهديد المتزايد من عدم الاستقرار .
ونقلت الصحيفة عن سامي كوهين كاتب عمود في صحيفة "ميليت" التركية قوله إنه:"في مواجهة هذا التغيير لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث في العالم العربي، والسياسة الخارجية التركية تواجه انتكاسة كبيرة.. فقد بدأت تركيا تفقد قياداتها للعالم العربي، واحدا تلو الآخر".
وبحسب الصحيفة فإن سوريا التي تعاني من انتفاضة مستمرة منذ ستة أسابيع تعتبر تحديا كبيرا لتركيا، فسوريا عكس

تونس، ومصر، التي ترك زعماؤها دولهم، فقد اختار الأسد مواجهة شعبه ورفض دعوات الرحيل أو التغيير .
وفي الأسابيع الماضية، واصلت الدبلوماسية التركية مساعيها مع سوريا، التي تعتبر مشكلتها الأكثر إلحاحا وتأثيرا في التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتحدث الرئيس الأسد وأردوغان على الهاتف ثلاث مرات على الأقل، وزار رئيس الاستخبارات التركية دمشق مرتين منذ بدء الانتفاضة في مارس، لحث الأسد على ضرورة أن يكون هناك إصلاح، وأن هذا هو الوقت المناسب من أجل الإصلاح.
وبحسب الصحيفة، فقد حذرت تركيا الرئيس الأسد من تكرار سيناريو حماة، حيث سحق الرئيس حافظ ألسد انتفاضة إسلامية في حماة عام 1982، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص وربما أكثر بكثير .
ونقلت الصحيفة عن محلل سياسي سوري رفض الكشف عن هويته قوله:"تركيا تحتاج سوريا أكثر مما يحتاجها النظام السوري"، فمن العراق إلى شمال أفريقيا، تبرز تركيا في العالم العربي بوصفها واحدة من أبرز القوى المحركة في المنطقة.
وسعت الصحيفة لإظهار قوة تركيا الاقتصادية مع جيرانها بالقول إن تجارة تركيا مع العراق بلغت في 2010 حوالي 6 مليارات دولار، أي تقريبا ضعف ما كان عليه في عام 2008، وفي سوريا، تمت إزالة القيود المفروضة على التأشيرات، وتسهيل التجارة عبر المناطق الحدودية المزدهرة التي ساعدت في إعادة اتصال مدن مثل حلب السورية بمناطقها النائية التاريخية، وكذلك تدفق نحو 25 ألف عامل تركيا إلى ليبيا المترامية الأطراف للعمل في وظائف البناء.