رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكويت تحتفل بمرور 5 سنوات على تقليد الشيخ صباح الأحمد قائدًا للعمل الإنساني

الشيخ صباح الأحمد
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

لم يأت اختيار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كقائد للعمل الإنساني في العالم من فراغ وانما جاء كنتيجة وكحصيلة تراكمية من الخبرات والعمل الدبلوماسي والسياسي منذ عام 1963 حتى سمي بأبي الدبلوماسية ورسخ الشيخ صباح الاحمد مدرسة الكويت الدبلوماسية القائمة على المعادلة الذهبية (الدبلوماسية السياسية والاقتصادية والإنسانية) علاوة على دوره البارز والمؤثر في الوساطات لحل الخلافات.  الاثنين التاسع من سبتمبر مناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة للتكريم الأممي وتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) والكويت (مركزا للعمل الإنساني).  

وباختصار شديد يمكن القول إن السياسة الهادئة والمتوازنة والمرنة والمستقلة للشيخ صباح الاحمد جعلت الدول تلجأ في بعض الأزمات إلى طلب الوساطة من الكويت أو التدخل لحل تلك الأزمات.
وبالفعل تمكن بمواقفه المعتدلة ودوره في حل كثير من الوساطات وبمساعيه الحميدة من التوصل لحلول عادلة لكثير من الأزمات العربية والإقليمية والدولية.
وللكويت خبرة تاريخية وسياسية طويلة في حل الخلافات العربية البينية خلال القمم السنوية والمؤتمرات الدورية التي تعقد على أرضها مثل الأحداث في اليمن إبان الستينيات والتوسط بين اليمنين الجنوبي والشمالي عام 1972 لوقف المناوشات بينهما على الحدود المشتركة ما أسفر عن توقيع اتفاقية سلام عقب زيارة قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد حينذاك للبلدين ونزع فتيل الخلاف الأردني - الفلسطيني عام 1970. وفي نهاية عقد الستينيات نظمت الكويت العديد من اللقاءات لمندوبي حكومتي طهران والبحرين في مقر ممثلها بجنيف مما أثمر لاحقا قبول الطرفين لتسوية النزاع بعرضه على هيئة الأمم المتحدة.
كما أن هناك أمثلة أخرى كالوساطة الكويتية بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية في الثمانينيات ودعوة الكويت حينها لاجتماع يعقد على أراضيها بين وزيري خارجية البلدين حيث تم الاتفاق على إنهاء الحرب الإعلامية والدعائية بين الدولتين واحترام كل دولة لشؤون الدولة الأخرى الداخلية واحترام مبادئ حسن الجوار وسيادة أراضي الدولة الأخرى وسلامتها.
وكذلك الوساطة الكويتية في الخلاف السعودي - الليبي خلال نهاية حكم معمر القذافي والوساطة بين الإمارات وسلطنة عمان في عام 2009 كما قاد الشيخ صباح مشروع المصالحة العربية بين القادة العرب الأشقاء الذي تم على هامش القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي استضافتها الكويت في يناير 2009.
ولم يتوقف أمير الكويت عن التفكير في هموم أمته العربية عند جسر القمة العربية الاقتصادية بل حمل هذه القضية معه قلبا وقالبا ليطرحها في كل تجمع عربي.
ومن جهوده الحثيثة لتعزيز التضامن العربي قيام مبعوثه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في 28 أغسطس 2017 بتسليم رسائل خطية من سموه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى والسلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد ولقي ذلك تجاوب جميع الأطراف. ولعل أبرز ما عرف عن سموه توقه الكبير لحل الخلافات واستبدال الخلاف والتوتر بالمصالحة والتعاون وفي هذا الصدد لم يدخر جهدا في ترميم العلاقات المتصدعة مع الجارة العراق وبأخلاق الرقي والتسامي على الخلافات.
وكان الشيخ صباح أول القادة الخليجيين الذين حضروا القمة العربية ببغداد في مارس 2012 في زيارة اعتبرت "تاريخية ومهمة" ترأس خلالها وفد الكويت إلى القمة.
ومع تطور الأحداث الاحتجاجية في اليمن منذ عام 2011 وتصاعدها بشكل متسارع متسببة بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا أبدى الشيخ صباح الأحمد الأمل الكبير في إيجاد حل يحفظ دماء اليمنيين ويحمي بلدهم فجاءت المبادرة الخليجية التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي. وفي 21 أبريل 2016 استضافت الكويت مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية واستمرت تلك المفاوضات الماراثونية نحو 100

يوم وحظيت بدعم مباشر من الشيخ صباح الاحمد الذي أكد خلالها ضرورة تحقيق النتائج الإيجابية المرجوة والسلام المنشود الذي يحفظ لليمن أمنه واستقراره وسلامة شعبه ووحدة أراضيه.
إلى ذلك يرى أمير الكويت أن التقريب بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وإزالة الخلافات بينهم واجب لا يمكن التخلي عنه وأن أي إرهاق وأي جهود مهما كانت صعبة تهون أمام إعادة اللحمة الخليجية وإزالة الخلافات. وخلال عشرات السنوات لم تتوقف محاولاته في الدعوة والتأكيد دوما على لم الشمل الخليجي ورأب الصدع أيا كان. وفي يونيو 2017 تكررت الأزمة السياسية بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر لكن الأزمة أخذت بعدا أكثر تعقيدا وبادرت الكويت إلى القيام بجهود وساطة وزار الشيخ صباح الأحمد الرياض وأبو ظبي والدوحة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة.
وشهدت الكويت حراكا دبلوماسيا مكثفا في يوليو 2017 حمل إليها عددا من الوزراء والمسؤولين العرب والأجانب على ضوء جهود الوساطة التي يقوم بها الشيخ صباح الأحمد لرأب الصدع الخليجي وحظيت جهوده بإشادة دولية واسعة.
وزار الكويت عدد من المسئولين الأجانب بينهم وزير الخارجية البريطاني حينها بوريس جونسون ونظيره الأميركي حينها ريكس تيلرسون لبحث تطورات الخلاف الخليجي وسبل احتوائه.
وفي موقف لافت ومراهن على الحكمة والتعقل والإيمان بوحدة الدم والمصير وفي 7 سبتمبر 2017 أكد الشيخ صباح أن الإيمان والثقة بقدرة القادة والرؤساء وحكمتهم على تجاوز الأزمة الخليجية.
ومع مرور الوساطة ومضيها قدما جاء تنبيهه في 24 أكتوبر 2017 خلال افتتاحه دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي ال15 في مجلس الأمة أن الهدف الأوحد لدولة الكويت من الوساطة الخليجية إصلاح ذات البين وترميم البيت الخليجي. وأكد أن وساطة الكويت ليست مجرد وساطة تقليدية يقوم بها طرف بين طرفين "نحن لسنا طرفا بل طرف واحد مع شقيقين".
وفي خطوة مهمة جدا على أمل قطع خطوة كبيرة على طريق تحقيق المصالحة الخليجية الخليجية استضافت الكويت في 5 ديسمبر 2017 الدورة ال38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون وحفلت كلمة سموه الافتتاحية بأبلغ معاني الدعوة إلى لم الشمل الخليجي ورأب الصدع. وفي خطوة تلت القمة وفي محاولة لتحقيق التضامن أقيم في 8 يناير 2018 برعاية وحضور أمير الكويت حفل افتتاح الاجتماع ال11 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والأمة في دول مجلس التعاون في خطوة اعتبرت خرقا كبيرا لجدار القطيعة بين الأشقاء.