رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشركات خير من الوزارات.. صدقونى

فى أواخر الثلاثينات أو ربما أوائل الأبعينات تم بناء أجمل وأشيك عمارة فى مصر... فى الزمالك... على النيل... كان اسمها عمارة «ليبون»... ما ليبون هذا؟؟؟.... انها شركة «ليبون البلجيكية للكهرباء»... الشركة المسئولة على قطاع الكهرباء فى مصر كلها... لم تكن هناك وزارة للكهرباء قبل التوسع فى عدد الوزارات الآن حتى فاقت الثلاثين وزارة... كنا زمان لا يزيد عدد الوزراء على عشرة أو 11 وزيراً!!! كنا نعرف أسماءهم وتاريخهم وكل شىء عنهم فى وزارة أى حزب... الآن عندما يتم تشكيل وزارة جديدة  نقطع قرار التشكيل المذكورة فيه أسماء الوزراء وأمام كل منهم اسم الوزارة... نقطع هذا الجزء من الجريدة المذكور فيها القرار ونضعه تحت زجاج المكتب سواء فى الجريدة أو فى البيت... لم تعد الذاكرة تتحمل هذا العدد الضخم من أسماء سواء أسماء الوزراء أو أسماء الوزارات التى تم اختراعها!!!.
...

أعود إلى العمارة الفخمة الفخيمة التى كان ممنوعاً حتى المرور على رصيفها!!! أمام السلم العريض المصنوع من الرخام الإيطالى... أعود فأقول ان الشركة البلجيكية للكهرباء شيدت هذه العمارة أساساً ليسكنها مديرو الشركة... ثم سمحوا بتأجير بعض الشقق لرؤساء الوزارات ورؤساء البرلمان... ثم كانت المرحومة فاتن حمامة أول من كسر هذا الاحتكار... وكانت مشهورة بعشقها للخضرة والورد وكان هناك «فسحة» واسعة بين الشقق... لذا كانت شقة فاتن حمامة مشهورة بـ«قصارى الزرع» أمام شقتها ثم توسعت حتى أصبحت «الفسحة» كلها زرع وورد بناء على رجاء جيرانها... وكانت رحمها الله ترعى ذلك... بنفسها يومياً... إلى أن سمعت  عن مدينة جديدة اسمها «6 أكتوبر» فكانت أول من بنى فيللتها أو قل قصرها هناك لتتوسع فى الحديقة الغناء... رحمها الله رحمة واسعة.
000
أعود إلى شركة «ليبون البلجيكية» للكهرباء... فأقول ان الكهرباء كانت تديرها شركة... والمياه تديرها شركة والصرف الصحى تديره شركة.
بل المواصلات داخل القاهرة وخارجها... تديرها شركة... هل نسينا شركة أبورجيلة؟؟... كنا زمان نقول: اركب أبورجيلة ورقم 30 أو 33 لتذهب من العباسية الى الجيزة حيث الجامعة مثلاً... ركبت ذات مرة أتوبيساً من العباسية فوجدت عماد حمدى وشادية فى مقعد بجوارى... أشهر ممثل وممثلة فى الأتوبيس!! وأيضاً الاتوبيسات التى تربط عواصم المحافظات بالقاهرة.
...
حتى السكك الحديدية... كانت فى البداية شركة إنجليزية لأن إنجلترا هى أول من اخترعت هذه المواصلة... وهى أول دولة فى العالم جرت على أرضها قطارات السكك الحديدية... وكنا نحن ثانى دولة فى العالم... لذلك لما قامت ثورة 19 فجأة بلا ترتيب أول ما

فعله المتظاهرون قاموا بخلع قضبان السكك الحديدية وأخذوا يحطمون بها كل شىء!!!.
هناك مبنى ضخم أبيض اللون فى محطة مصر لاصق بمطلع 6 أكتوبر...هذا المبنى كان المفروض هدمه لتوسيع الكوبرى...ولكن مصلحة الآثار اعترضت... فى هذا المبنى تم إنشاء «شركة السكك الحديدية المصرية» وكان رئيسها وكل العاملين بها من الإنجليز... وفى هذا المبنى تمت ولادة مرفق السكك الحديدية وتم بناء أول نادى كرة قدم فى مصر بجوار هذا المبنى في جزيرة بدران عام 1903.
ظلت الشركة الإنجليزية تدير المرفق سنوات طويلة وعندما تأزمت الأمور بين مصر وإنجلترا حولت وزارة سعد زغلول الشركة الى «هيئة»... وأصبحت «هيئة السكك الحديدية» ليست وزارة!!! آخر رئيس للهيئة قبل أن تتحول الى وزارة بعد ثورة يوليو  كان محمود شاكر باشا حما صلاح سالم الذى عاش معهم فى منزلهم الكبير فى 19 شارع أحمد حشمت بالزمالك.
000
ماذا أقصد من كل هذا «اللت والعجن»؟؟!!
ـ أريد أن أقول ان المرافق العامة حينما كانت تديرها شركات كانت الخدمات على أعلى مستوى... وهو ما لفت نظر على باشا ماهر فى بداية ثورة يوليو 1952، ولكن مجلس قيادة الثورة فى أول اجتماع له رفض فكرة على ماهر بأن تقتصر الوزارة على خمس وزارات: الدفاع والداخلية والخارجية والمالية والعدل... وربما التعليم أيضاً... لأن المجلس كان يريد أن يتحكم فى كل شىء... فكانت النتيجة ما نحن فيه الآن... رئيس الجمهورية يريد أن ينهض بالبلاد وطلب «أفكاراً غير تقليدية».. هذه هى الأفكار غير التقليدية يا سيادة الرئيس... الشركة خير من الوزارة... الشركة  تعمل وتنتج وتربح وتدفع ضرائب... وتمغة تعطى الحكومة ولا تأخذ منها... ماذا تنتظرون؟؟... الحل موجود!!