رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس والوفد والطيب.. والمصلحة الوطنية

إعلاء مصلحة الوطن ونبذ الخلافات والانقسامات وتوحيد الصف وتكاتف الجهود لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية هذا ما تقتضيه المرحلة الراهنة وما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى لقائه مع مجموعة من قيادات « حزب الوفد « والاتفاق على إنهاء الأزمة التى حدثت بداخله فى اطار رغبة الأطراف المختلفة لرأب الصدع وبشكل يرضى الجميع وهو ما قررت الجمعية العمومية للحزب وقياداته الالتزام بتنفيذه وعودة وحدة الصف تفهما لرسالة الرئيس من أجل المصلحة العامة لمصر كلها وماشملته دعوة الرئيس بضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف القوى السياسية سواء داخل الحزب الواحد أو بين الأحزاب مع بعضها بكل الشفافية والممارسة الديمقراطية السليمة.

وعلى ضوء ذلك المحتوى فإن رسالة الرئيس يجب ألا تقتصر فى مغزاها ومفهومها على الداخل المصرى وبين قواه السياسية وأحزابه وتياراته المتعددة والمتصارعة لتحقيق أغراض وأهداف ضيقة لشخوصها أو انتماءاتها الأيديولوجية أو المنافع الذاتية المالية والمعنوية لأفرادها أو تلبية لرغبات أجندات أجنبية.. ولكن الأمر طبقا لقناعتى الشخصية يقتضى أن هذا التوجه والتوجيه الجديد يتطلب العمل على تطبيقه وتنفيذه بصورة شاملة وجادة وفاعلة على مستوى العلاقات الخارجية بين مصر وكل دول العالم بما يربطها من صداقات وانتماء اسلامى وعربى وأفريقى بحيث تتغلب فى ذلك المصالح الوطنية للدولة المصرية ومواطنيها جميعا على كل ماعداها من اتجاهات ودعوات سياسية أو دينية ومذهبية.. ويحتاج ذلك الطرح من جانب الرئيس السيسى تحديد مسار السياسة الخارجية لمصر بالتعامل مع كل الدول على قدم المساواة دون تمييز أو تبعية ..وتعظيم أهمية علاقة مصر بعيدا عن التحيز والموالاة لبعض الدول على حساب غيرها ..أو إهمال ومجافاة لعلاقة مع إحداها دون الأخرى كما حدث مع «إثيوبيا» حتى لا تتأثر كما جرى خلال عقود مضت المصالح المصرية الوطنية والشعبية معا ويأتى فى هذا الاطار اعادة العلاقات مع «ايران» وإنهاء الخصومة والقطيعة التى استثمرتهما أمريكا والغرب وأبعدت بسببها مصر والعرب جميعا عن المشاركة فى كل ما يتعلق بالأزمات والمشكلات التى تواجه المنطقة وما تتطلبه من حلول عاجلة فيما يخص تحديدا سوريا والعراق وليبيا واليمن والمشروع النووى الايرانى والذى تم استخدامه «فزاعة» للدول العربية لمنعها من استخدام « الطاقة

النووية للأغراض السلمية « والاستحواذ على دول الخليج وانفراد أمريكا والغرب فى «قمة كامب ديفيد الأخيرة» تحت مسمى «الطمأنة» من التهديد «الايرانى» أو المد «الشيعى» وتقديم عروض بيع أحدث الأسلحة وإقامة «المظلة الواقية» لهم فى رغبة لاستنزاف مواردهم المالية وتكريس التبعية.. والمثير والغريب أن تلك القمة قد انتهت بتأكيد الرئيس «أوباما» بأن أمريكا لا تسعى الى «عزل ايران» ولاترمى الى إطالة المواجهة معها أو تهميشها.. وأعرب الرئيس الأمريكى عن ترحيبه بقيام «ايران» بدور مسئول فى المنطقة واكتفى بالاشارة الى أنه فى حالة تعرض «دول الخليج» لتهديد فإن أمريكا «ستدرس» استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها.. ويحضرنى فى هذا السياق ما دعا اليه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى لقائه يوم 7 مايو الحالى مع الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد عضو هيئة كبار علماء السعودية المستشار بالديوان الملكى إمام وخطيب المسجد الحرام ووفد من الجامعة الاسلامية بباكستان.. من الحاجة الى التكاتف لمواجهة الفتن التى تعصف بوحدة الأمة العربية والاسلامية وتأكيده على أن المذهبية والطائفية أضرتا بالأمة ولا نجاة إلا بالتعايش السلمى بين الجميع وقبول الآخر والابتعاد عن دعوات التفرقة والاختلاف بكل أنواعها وأشكالها.
إن التطبيق الفعلى والعملى لهذا التوجه الجديد للرئيس وتأكيد حزب الوفد الالتزام به.. ودعوة شيخ الأزهر ستحقق للدولة المصرية استعادة مكانها ومكانتها فى إحداث التوازن وتصفية المشكلات وإنهاء الأزمات التى تعانيها دول المنطقة وإحلال السلم بداخلها وبين شعوبها.