عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الله عليك يا شعب مصر

كل يوم يثبت الشعب المصرى أنه جدير بالإحترام والتقدير، وقد المسئولية فى مواقفه المتتابعة بعد ثورة يناير المجيدة، فالمصريون خرجوا بالآلاف فى بداية الثورة للمطالبة بالحرية والعدالة الإجتماعية ثم تحولوا إلى الملايين بمرور الوقت عندما وجدوا تجاهلا من النظام السابق، ولم تخفهم جحافل الأمن المركزى فى دولة حبيب العادلى البوليسية،

وأفترشوا الميادين حتى خلع الرئيس السابق الذى كان بمثابة الضرس المغروز فى جسد الوطن، ولم يغادروا ميادين الثورة قبل تنظيفها مما أثار إعجاب كافة الشعوب والدول، وأيضا عندما أدرك الشعب أن ثورته تتفلت من بين أصابعه فى ظل تصارع أغلب القوى السياسية من أجل مصالح خاصة حتى لو على حساب البلد، وغموض موقف المجلس العسكرى فى إدارة المرحلة الإنتقالية وتحديد موعد واضح لتسليم السلطة للمدنيين، خرجت الملايين إلى الميادين فى الموجة الثانية للثورة فى 19 نوفمبر دون خوف من الشهادة أو خذق العين أو الإصابة بعاهة مستمرة إعلاءا للوطن بعيدا عن أى مآرب أخرى حتى لو تجنى البعض وأتهم الثوار فى ميدان التحرير بأنهم يعطلون مسيرة الإستقرار، ويقبضون من جهات خارجية لأنه من المؤكد أنه لا يعرض نفسه للقتل أو الإصابة فى أعز ما يملك وهو النظر إلا صاحب قضية ومبدأ أسمى يهون عليه الثمن مهما كان فادحا.

وأمس الأثنين سار المصريون على نفس الضرب، وخرجوا بعشرات الملايين للتصويت فى الإنتخابات البرلمانية رغم مخاولات التخويف والتحذير من توقع حدوث مذابح بشرية بحجة التنافس بين المرشحين فى ظل الإنفلات الأمنى بالشارع المصرى، وأسقط الناخبون فى المحافظات التسعة التى اجريت فيها المرحلة الأولى الأسطوانة المشروخة القائلة إن "الشعب المصرى سلبى وغير مؤهل للدمقراطية" فالغالبية العظمى من مواطنى هذه المحافظات خرجت فاتحة

أحضانها للديمقراطية والحرية لأول مرة على مدى أكثر من ستين عاما، وشارك كبار السن قبل الشباب، والسيدات بمحازاة الرجال، ولم يبد أحد ضيقا من طول الطوابير لعدة كيلو مترات، والإنتظار لأكثر من خمس ساعات متواصلة، وفى أغلب اللجان تنازل الناخبين عن دورهم فى الدخول لصالح كبار السن والمرضى والحوامل بشهامة المصريين المعهودة، وظهرت لحمة الوطن متماسكة فلم نشعر بفرق بين مسلم ومسيحى، ولم تتعرض أى ناخبة قبطية لمشكلة رغم الحضور الطاغى للقوى الإسلامية وفى مقدمتها الإخوان والسلفيين بشهادة الكثير من المسيحيات، ولم تحدث حالة بلطجة واحدة فى الوقت الذى كانت الإنتخابات قبل الثورة تغرق الأرض بدماء عشرات القتلى ومئات المصابين رغم أن معدلات المشاركة فى التصويت لم تتجاوز 20 فى المائة ومع التزوير.

مشاهد إنتخابات برلمان الثورة تؤشر بأن المصريون قادمون بقوة للديمقراطية، وبناء دولة عصرية، ذات اقتصاد قوى، وأنهم لن يفرطوا فى حقوقهم مرة أخرى مهما كانت نتيجة هذه الإنتخابات، فسوف يخرجون إلى الصناديق فى المرات التالية للتصويت لمن يستحق لدفع عجلة التطور فى الوطن إلى الأمام، الله عليك يا شعب مصر، فعلا نرفع لك القبعة.

[email protected]