رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بخير

حادث الغدر والخسة والخيانة لضباط وجنود القوات المسلحة فى سيناء أصابنا جميعاً بالحزن والمرارة والألم.. وليس بالخوف أو الهلع، كما يرى أو يريد البعض لهذا الوطن، الذى ظل قروناً طويلة هدفاً ومطمعاً استعمارياً لكل الإمبراطوريات من الشرق والغرب، وتحطمت على صخرته كل المحاولات، وبقيت مصر خالدة وشامخة، وبقى تاريخها الضارب بجذوره فى أعماق التاريخ شاهداً على صلابتها وقوتها وتماسكها.

لم يكن هذا الحادث الخسيس إلا سلسلة من المحاولات البائسة لزعزعة استقرار هذا الوطن وبث الخوف فى نفوس أبنائه لتعطيل مسيرته التى بدأت فى الانطلاق. مع أن كل الإرهابيين وعملائهم أول من يعلم أن مصر أكبر بكثير منهم ومن الدول التى تحرضهم وتمولهم.. وأن مصر التى عصت على دول كبرى ومخططاتها أكبر من أن يكسرها هؤلاء الخونة، ولن تفلح كل المحاولات المتكررة فى النيل من هذا الشعب بجيشه الوطنى الذى عرف طريقه جيداً منذ 25 يناير عندما قرر استعادة وطنه، ثم عاد ورسخ هذا المعنى فى 30 يونية عندما واجه العصابة الفاشية التى اختطفت الوطن.
مصر بخير وسوف تظل بفضل وحدة وتماسك شعبها خلف قيادته التى اختارها الشعب. وبفضل دعم الشعب لأبنائه الذين يشكلون هذا الجيش الوطنى العظيم الذى يضم خير أجناد الأرض على مر كل الأزمنة، ولعل الحادث الخسيس يكون كاشفاً بجلاء عن تلاحم الشعب بجيشه فى صورة لا تتكرر إلا على أرض هذا الوطن، ورأينا كيف انتفضت مصر بكل محافظاتها وقراها لاستقبال أبنائها الشهداء الأبطال فى مظاهرات حاشدة تأييداً للجيش وتنديداً بالإرهاب فى مشهد لا يتكرر فى أى دولة إلا على أرض مصر.
مصر بخير وسوف تظل هكذا لأن الحادث الأخير يؤكد أننا نسير فى الطريق الصحيح وبخطى سريعة على عكس كل المخططات التى وضعت وأنفق عليها مئات المليارات من الدولارات لهدم هذه الدولة وتفكيك جيشها

العظيم على غرار ما حدث فى العراق وغيرها من الدول العربية التى تموج بالفوضى. إلا أنها تحطمت على صخرة وطنية.
هذا الجيش عندما انحاز إلى الشعب فى 25 يناير، واستمر فى وطنيته ومهامه للحفاظ على كل منشآت ومؤسسات الدولة إلى أن انتقلت السلطة للجماعة التى نصبت على المصريين وخطفت السلطة. ثم عاد الجيش وضرب أروع الأمثلة فى الوطنية والإخلاص عندما انحاز مرة أخرى إلى الشعب فى 30 يونية لإنفاذ إرادته ضد الجماعة الإرهابية، وكلها أحداث تؤكد أنه لولا وجود هذا الجيش العظيم لسقطت مصر وانتهت معها كل المنطقة العربية.
مصر بخير.. ولن تفلح كل محاولات الانتقام من جيشنا الوطنى، وهذا الحادث الخسيس لن يزيدنا إلا قوة، ورب ضارة نافعة فى إعادة ترتيب الأوراق وتحديد الأخطاء.. والأهم أن هذا الحادث زاد من تلاحم هذا الشعب.. بل كان دافعاً له لمزيد من التحدى والإصرار على تخطى كل العقبات والعمل بكل جهد لإنجاز المشروعات القومية الكبرى مثل مشروع قناة السويس وغيرها من المشروعات القادمة، ومعروف أن المصريين تزيدهم الشدائد قوة، ولم أر هذا الشعب على قلب رجل واحد منذ عام 73، كما أراه الآن فى مواجهة الإرهاب والتطرف. حمى الله مصر.