رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه المليونيات.. وسلبيات بعضها

نعترف أنه بدون مظاهرات الشباب ما قامت ولا نجحت ثورة يناير.. ولكن هذه الثورة فقدت كثيرًا من ايجابياتها.. والسبب: كثرة هذه المليونيات..

حتي أننا نشهد مليونية كل أسبوع!! وآخرها مليونية يوم الجمعة الماضي الذي لم يشترك فيها إلا عدة آلاف قليلة تعد علي أصابع اليد الواحدة.. وليس أصابع اليدين معًا.

وإذا كان العالم كله قد أعجب بمليونيات الثورة في أيامها وصفق لها.. فإننا لا نريد أن تفقد هذه المليونيات معناها الحقيقي.. وهدفها المأمول.. حتي تكاد بعض هذه المليونيات تتحول إلي فسحة أو نزهة.. يذهب إليها الواحد ليقضي بعض الوقت.. اللطيف. ليس إلا.

** ولا نريد أن نقول إن ثوار التحرير الأول قد تركوا الميدان وتركوا المليونيات.. ليركبها كثير من طالبي الشهرة.. أو الثروة.. لا فرق.. فالكل يريد دورًا في الحياة وهؤلاء أنواع:

هناك من يبحث عن مكان تحت الشمس من التنظيمات السياسية الشكلية.. تنظيمات المكاتب التي يكتفي رجالها بتقديم بيان كل فترة، من باب إثبات أنهم مازالوا علي قيد الحياة.

وهناك أحزاب استطاعت أن تحصل علي صك الحياة من لجنة شئون الأحزاب واتحدي أن نجد 100 مواطن يستطيع الواحد منهم ان يتذكر اسم رئيس هذا الحزب.. بل ويتذكر اسم الحزب نفسه.. والطريف أن كثيراً من هذه الاحزاب ذهبت إلي ميدان التحرير.. واحتلت لها مكاناً.. وهات يا كلام!!

ومنها من وضع لنفسه ركناً، وفرض نفسه علي الشباب، اصحاب الثورة الحقيقيين، وحشر نفسه بين قدامي السياسيين يحضر اجتماعاتهم تحت دعاوي التنسيق السياسي.. بل وفرض نفسه علي الاجتماعات التي يدعو إليها المجلس الأعلي للقوات المسلحة بين الحين والآخر.. وأصبح له صوت.. وربما حصة!!

** وسبب كل ذلك أن أصحاب الثورة الحقيقيين تركوا الميدان ولم ينجحوا حتي الآن في تكوين أي تنظيم سياسي لهم.. فلا رئيس شرعيًا لمثل هذه التنظيمات.. ونتج عن هذا التشرذم أو التفكك أن وجدنا علي الساحة السياسية والثورة ما يقرب من 50 حزبًا وتنظيمًا سياسيا أو ثوريًا.

وهذا التفتت بل والتشرذم هو الذي فتح الباب أمام محترفي السياسية والانتهازيين، بل وأيضا بعض بلطجية السياسية، ليكون لهم مكان وهذا هو الخطر نفسه.

ولا نعرف لماذا لا تتوحد أو تتشكل التنظيمات ذات التوجه المتشابه في أقل عدد ممكن من هذه التنظيمات، لنجد أمامنا 10 تنظيمات أو أحزاب نستطيع أن نختار أفضلها برامج أو أوضحها هدفًا.. حتي نقف وراءها.. ونختار أفضلها لنصل إلي حكومة قوية إما من أكبر هذه التنظيمات جميعًا.. أو من ائتلاف يضم 5 تنظيمات علي الأكثر تتشابه أفكارها ورؤاها لخدمة المجتمع والشعب.. أما أن نترك الكل يعملون.. فهذه هي الفوضي.

** ثم.. ومع هذا التعدد في المليونيات لم نجد صوتًا واحدًا يرتفع وينادي بمليونية «حقيقية» من أجل العمل والانتاج.. خصوصًا بعد أن انهار

الانتاج وضاعت معظم مصانعنا.. وزاد الاستيراد - في كل شيء - حتي أصبحنا نستورد حتي سجادة الصلاة من الصين.

فالصناعة تنهار.. والانتاج الزراعي يتناقص.. والناس كل الناس، كل القوي العاملة لا يعملون.. فالاعتصامات في كل مكان.. والمظاهرات.. والاضرابات تشل الحياة كلها.. وهل بعد إضراب المعلمين أي اضراب وهو في رأيي محاولة غير نظيفة لضرب أهم قطاع.. هو قطاع التعليم.. الذي بدأ من اليوم الأول للعام الدراسي.. ومع إيماني بحق المواطن في التظاهر والتعبير عن رأيه.. ولكنني أري فئات يجب أن تكون بعيدة عن هذا الأسلوب، في مقدمتها: الأطباء.. والمعلمون.. ولم يعد باقيًا إلا أن يضرب ضباط الشرطة.. ثم بعدهم ضباط القوات المسلحة لينهار كل شيء في مصر.. هل يريدون ذلك؟

** ولا جدال أن فكرة المليونيات فقدت معناها.. وأهدافها.. خصوصًا بعد أن أصبحت تتم كل أسبوع.. وأصبح بعضها لا يحمل من معناها إلا اسمها!!

فلماذا تركناها يبتذلها البعض.. ولماذا نسمح للانتهازيين أن يقفزوا عليها بل ويستولون عليها.

لماذا - وهذا هو الأهم - لا تتوحد القوي المتشابهة في جبهة واحدة تعمل كلها من أجل هدف أكبر هو هذا الوطن. ولماذا يترك أصحاب الثورة الأصليون ثورتهم ليستولي عليها لصوص الثورات الذين عرفهم التاريخ في كل مكان وزمان.

** ونريد إذا أردنا تنظيم مليونية جديدة أن تكون هناك قضية بالفعل تتطلب هذه المليونية.. ولا تكون مجرد اسم للتنزه.. أو لتعطيل الأعمال.

أما إذا دعونا إلي مليونية جديدة.. فيجب أن تكون هذه المليونية للانتاج وللعمل.. وللتصدي للصوص الثورة.. والأهم من هذا كله دعونا ندعو لمليونية لتوحيد القوي السياسية الأساسية التي قامت بالثورة لتتحرك - هذه الجبهة - للفوز بأغلبية أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة.

** نريد مليونية واحدة وأخيرة لتوحيد كل القوي الثورية.. علي الأقل لإنقاذ الثورة.. قبل أن تصبح في.. خبر كان!!