عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مليونية.. ضد الفوضي والبلطجة!

الحمد لله.. أن مرت جمعة الاصرار دون أحداث جسام، أقصد دون سقوط المزيد من الشهداء والجرحي يضافون إلي الأرقام المهولة التي سقطت في بداية الثورة.

والحمد لله أن أحداث أمس الأول أثبتت أن شباب مصر خرجوا للدفاع عن الثورة، حتي وإن ظلت مصر لم يتغير فيها شيء بعد الرئيس السابق، كما قالت صحيفة تايم الأمريكية.

الحمد لله أن الثورة جددت نفسها.. وأكد شبابنا أنهم قادرون علي حماية ثورتهم، من فلول النظام السابق.. ومن محاولات البعض ركوبها.. وقد رأيت أمس الأول إصرارا علي الصمود.. بل وإحياء روح الثورة.. حتي غدا ميدان التحرير كأنه الشعلة الدائمة التي لم، ولن، تنطفئ أبدًا.. وأن الشباب قادرون علي حماية ثورتهم.. مهما اختلفت الرؤي.. أو تنازعت القوي.

** ولقد رأيت مصر كلها في ميدان التحرير: رأيت شبابا مثل الورد يهتفون من أعماقهم مطالبين بالثأر من النظام السابق، الذي حرمهم رجاله من كل شيء لينعموا هم بكل شيء.. ورأيت حتي العواجيز الذين أفنوا عمرهم من أجل الوطن، فجاء رجال النظام السابق وحريمهم.. ليستولوا علي عرقهم وكل ما أنتجوه للوطن، ولكنه ذهب إلي بطون النظام السابق.. ورأيت الأطفال الذين يحلمون بنظام أفضل وحكام يقيمون العدل.. ولا يسرقون عرق الجماهير.. ورأيت الفتيات الصغيرات كما لو كن يبحثن عن غد أفضل.. وشدتني صورة لسيدة في حوالي الستين تقترب من عربة مدرعة خارج كردون الميدان.. وهي تمد يدها بثمرة فاكهة وهي تقول للجندي فوق المدرعة: خد من أمك يا ابني.. حاجة تتقوت بها!! ودمعت عيناي مما رأيت..

** رأيت شباب مصر يجددون شباب الثورة.. ليس في ميدان التحرير بالقاهرة وحدها.. ولكن في السويس والإسكندرية والإسماعيلية.. رأيت شباب مصر يثورون من جديد.. ليحفظوا ثورتهم الأم.. ثورة 25 يناير من الذين يحاولون ركوبها.. أو من الذين يتباطؤون الخطي فيما يتخذون من قرارات.. فلا الحكومة تفعل شيئا ذا جدوي.. ولا هي تتخذ قرارات حاسمة تعالج الخلل الموجود في كل نقطة في مصر..

والذين خرجوا- أمس الأول- خرجوا خائفين علي ثورتهم.. مئات الألوف تظاهروا في مظاهرة سلمية يندر أن تتكرر في بلد آخر.. بنفس الأسلوب السلمي، الذي يحفظ الأمن، ولا يدمر شيئاً.. كان الثوار يجددون شباب الثورة.. ويحافظون عليها في نفس الوقت.. ولكن أبرز ما فيها كان استعجال تنفيذ مطالب الثوار.. ليس فقط في المحاكمات.. ولكن في إعادة الأمن للناس، في بيوتهم وفي مدارسهم وفي طرقهم.. والأهم من ذلك في العودة إلي العمل لإنقاذ الوطن نفسه..

** وشدتني كلمات علي لافتات في ميدان التحرير.. كان مكتوباً عليها الشعب يريد حكومة بجد.. وثورة بجد.. ومحاكمات بجد.. وتطهير بجد.. فلا حكومة حقيقية تدير أمور البلاد، وربما يكون الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة معذورًا فيما يجري.. وربما أحس الشباب أن هناك من استولي علي الثورة.. أو يكاد يستولي عليها.. وربما يري الشعب أنه لم يسمع بعد بأي حركة لتطهير

البلاد من فلول النظام السابق.. وربما يتعجل الشعب محاكمة أقطاب النظام.. وأشعلت فيه تلك الأحكام التي صدرت في الأسبوع الماضي.. وخشي الشعب أن تتبخر الثورة من بين أصابعه أو تتسرب إلي جيوب المنتفعين..

ومصر كلها فعلاً تتمني أن تصبح حكومة مصر حكومة بجد وتتخلي عن سياسة «الطبطبة» علي الكل: الظالم والمظلوم.. حكومة ترغم وزير الداخلية علي سرعة نزول قوات الشرطة إلي الشوارع تؤمن الناس.. حتي ولو كان علي رأس كل قوة ضابط برتبة نقيب مادمنا نخشي من عودة اللواءات الذين شربوا أسوأ ما في النظام السابق.. وشرب منهم الشعب كؤوس العذاب ليل نهار..

** وإذا كان الشعب قد رفع أعلام مصر فوق كل الرؤوس وكل الاتجاهات فاننا نحلم أن يرفع الشعب أعلام الإنتاج.. أعلام النظام.. أعلام العمل.. ورحم الله اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر عندما رفع شعار: الاتحاد والنظام والعمل في بدايات ثورة يوليو فما أحوج مصر الآن إلي النظام وإلي العمل بعد أن انهارت مستويات الإنتاج في مصر.. ويعد أن عمت الفوضي ليس فقط في المصانع.. ولكن في الشوارع، ويكفي أن نجد الباعة الجائلين يملأون أشهر الشوارع.. لا يكتفون بالأرصفة يحتلونها.. ولكنهم نزلوا إلي وسط الشوارع ليبيعوا بجانب الملابس والأقساط والغلايات بل يبيعون «الحلبسة» أي حمص الشام في شوارع سليمان باشا وشريف وعدلي.. ونسي الناس حتي قواعد سير السيارات والمشاة وهو ما سنحتاج لعشرات السنين لكي نستعيد هذه الأدبيات في الشوارع والميادين.. والمؤلم أنه لا أحد يستطيع أن يرفع صوته احتجاجاً علي ما يري.. لأن مصر تحكمها الآن، وتتحكم فيها الأسلحة البيضاء.. والقبضايات والبلطجية والفتوات.. وكل واحد من هؤلاء يحمل السنج والشوم والسيوف.. والعصي المكهربة.. كل هذا بينما الحكومة نائمة.. وبينما يتمترس وزير الداخلية داخل وزارته غير قادر علي عمل أي شيء..

** نحن نريد «مليونية» ضد الفوضي.. مليونية ضد البلطجة.. مليونية من أجل بناء مصر.. من جديد.