عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نصر لا ينسي

كانت إسرائيل تفخر أنها دمرت الجيش المصري في حرب 67 خلال ستة أيام.. حتي أنها أطلقت عليها «حرب الأيام الستة»..

ولكن وبعد 6 سنوات دمر الجيش المصري غطرسة الجيش الإسرائيلي خلال 6 ساعات فقط.. وأفقد الجيش المصري جيش إسرائيل اتزانه وفقد عقله وذلك يوم أكتوبر 1973، فهل يمكن أن ننسي هذا النصر العظيم.
هذا النصر العظيم الذي حاول الإخوان أن يدمروا معناه الكبير عندما احتفلوا بذكري هذا النصر عندما كانوا يحكمون مصر.. بأن دعوا الذين قتلوا قائد هذا النصر الشهيد أنور السادات ليجلسوا في الصفوف الأولي.. بينما تواري الأبطال الذين صنعوا هذا النصر يلعقون جراحهم حسرة وألماً.. وكأن الذين فعلوا ذلك- وهم جلوس فوق كراسي الحكم- يقولون للعالم.. ها نحن نقتل بطل هذه الحرب مرة ثانية، فقد كانوا لا يعترفون بالقومية المصرية بل يدينون بالأممية..
** ومصر- وهي تحتفل هذه الأيام بهذا النصر العظيم- تعيد الحق إلي أصحابه.. لنؤكد من جديد أن شعب مصر.. شعب لا يقهر.. بل هو صانع البطولات.. وبطولاته ليست صدفة.. بل هي دستور حياة هذا الشعب علي مدي تاريخه.. حتي قبل أن يكون لأي شعب آخر تاريخ.. ونجد انتصارات مصر مسجلة علي كل معابده ومسلاته وبواباته وأعمدته.. في الأقصر.. وفي الكرنك.. وفي أبو سمبل.. وفي عين شمس.. وفي منف.. حتي في الشرقية.. وفي عمق سيناء.. واسألوا تحتمس ورمسيس وأحمس وغيرهم من حكام مصر وقوادها في العصور الفرعونية.. بل نجده واضحاً لن يمحوه الزمن فوق قاعدة تمثال القائد المصري العظيم إبراهيم باشا.. في تمثاله الأشهر بميدان الأوبرا الشهير باسم ميدان إبراهيم باشا.. إذ علي قاعدة تمثاله الشهير الذي يعرفه العالم باسم تمثال أبو إصبع تم تسجيل انتصاره الرائع علي الأتراك العثمانيين في معركة نزيب التي نعرفها باسم نصيبين.. علي حواف جبال طوروس شمال سوريا.. وهي بوابة الأناضول، أي قلب الامبراطورية العثمانية..
** وهذه المعابد- وما عليها من نقوش وحروف- ليست مجرد تسجيل لانتصارات جيش مصر.. ولكنها كانت صفحات الإعلام القديم.. بل كانت رسائل لكل من يفكر في ضرب مصر.. وهذا هو المعني الأساسي الذي أراد فراعنة مصر أن يرسلوه لكل الشعوب المجاورة لكي تعرف أن هذا سيكون مصير المعتدين.. وهذا هو المعني الذي أصر عليه.. أي رسائل إنذار بأن النصر سيكون حليف كل المصريين..
ونحن عندما أقمنا النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة نصر.. وكذلك عندما أقمنا النصب التذكاري أمام مدينة الإسماعيلية-

علي الضفة الشرقية لقناة السويس.. عندما أقمنا ذلك كنا نرسل نفس هذه الرسالة لعدونا في العصر الحديث، إسرائيل.
** وعلي النصب التذكاري بمدينة نصر الذي استلهمنا فيه فكرة بناء الأهرام سجلنا أسماء رمزية لشهداء مصر.. أسماء جاءت عشوائية مثل محمد وجرجس.. أحمد وبطرس وهكذا. سجلناها علي هذا النصب وأرسلناها رسالة واضحة لكل أعدائنا.. ذلك أن مصر لن تنسي شهداءها الذين صنعوا هذا النصر.. بل أراها تكراراً لنفس الصور التي سجلها الفنان المصري في العصر الفرعوني- لانتصارات جيش مصر بقيادة تحتمس.. ثم أحمس الذي طارد الهكسوس وهم خليط من أبناء غزة الرعاة وأبناء تلك الشعوب التي كان تطمع في خيرات مصر، هم والذين كانوا يحلمون بعدسها وفومها وبقولها لأنهم شعوب من الجياع.. ثم ما سجله رمسيس الثاني تخليداً لذكري معاركه ضد الحيثيين، أي شعوب شمال شرق الشام وجنوب الأناضول.. نفس ما فعله البطل إبراهيم باشا في كوتاهية وفي نصيبين.. وسبحان الله..
** وللأسف جاء من حاول أن يطفئ نور هذا النصر العظيم في أكتوبر سنة 1973 ولكن شعب مصر أبي أن يطفأ نور هذا النصر.. فثار الشعب وما حدث في 30 يونية ما هو إلا رسالة جديدة إلي كل أعداء مصر..
والأمل كله أن نستعيد ذكري هذا النصر.. نستعيد روحه لكي نعيد بناء الوطن. وإذا كنا- في الماضي- قد نسينا كرهاً هذا النصر وتلك الروح.. فإن ثورة 30 يونية مكلفة الآن أن تستعيد هذه الروح لكي نبني مصر علي نفس القواعد التي نجحت في تحقيق هذا النصر.
** ومصر قادرة علي ذلك.. لأن جنودها في رباط إلي يوم الدين.