رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة لمن يهمه الأمر: مصر تستغيث

 

تلك رسالة استغاثة.. اكتبها بعد أن تلقيتها من صديق عزيز أثق في مصداقيته.. فهو رجل تجاوز السبعين عامًا بكثير.. حمل السلاح ضد الاحتلال الانجليزي.. كما حمله مشاركًا في صد العدوان الثلاثي علي مصر ولا يطلب إلا حماية شعب مصر ممن يسيئون لهذا الشعب.. والأهم حمايته هو والشعب من ضعف حكومة انعكس علي ضعف الدولة كلها..

تعالوا نرو ما حدث له وجعله يتصل بي مستغيثًا: أن أنقذوا مصر وأمن المصريين، قبل أن يفوت الآوان.

** يقول صديقي البورسعيدي »ي. م. ع«: حضرت للقاهرة لقضاء أمر ضروري.. ولزيارة ابنتي المتزوجة والمقيمة بحي العجوزة.. ووقفت بشارع جامعة الدول العربية أحاول إيقاف سيارة، تاكسي لكي توصلني إلي ابنتي.. وكان كل سائق يقف يسأل: إلي أين.. فلما يعرف وجهتي يرفض.. إلي أن وقفت سيارة تاكسي بيضاء وفتحت باب التاكسي.. هنا سألني السائق إلي أين فلما عرف وجهتي رفض.. وتحرك بينما باب السيارة الأمامي بيدي وأمرني أن أغلق الباب.. فرددت عليه: انزل وأغلقه بنفسك.. هنا وجدت عيونًا حمراء والشر يتطاير منها.. فأغلقت الباب وأنا أقول له: ربنا يفتح لك طريقك.. بينما قلبي يقصد: ربنا يقفلها في وجهك!! وهنا وجدت السائق يفتح بابه وينزل من سيارته.. ويا لهول ما رأيت!! يقول صديقي رأيت جبلاً كالثور.. يصل طوله إلي ما يقترب من المترين.. عضلات ساعديه متورمة!! محيط صدره ولا بطل مصارعة حرة من الوزن الثقيل.. ويده اليمني في جيبه.. واليسري يلوح بها في تهديد واضح وأكيد وصوته الجهوري يصل إلي سور نادي الزمالك: انت بتقفل الباب كده ليه..

** وتجمع الناس.. بينما وجدت نفسي أقول بلا تفكير: ربنا يفتح لك طريقك.. وكانت عيناي واحدة مثبتة علي يده اليمني داخل جيبه فمن المؤكد كان به مطواة قرن غزال.. والثانية مثبتة علي يده اليسري التي يلوح بها.. أما صوته.. فلا تعليق.. وتطوع أحد الشباب يقول بسخرية: أصله يا حاج تاكسي ملاكي قطاع خاص يعني يركب اللي عايزه.. ويمتنع عن غيره.. ويكاد الشاب الطيب أن يقف بيني وبين هذا السائق البلطجي.

حقيقة كان السائق بلطجيا مرعبًا.. لا أعرف كيف تمنحه الحكومة رخصة قيادة لتاكسي ليرهب الناس.. ولم أجد إلا أن أقول له: فعلا لو كانت فيه حكومة كنت شكوتك إليها فقال بأعلي صوته: حكومة إيه يا أبوحكومة.. خللي الحكومة تنفعك ورددت عليه: حقًا.. مفيش شرطة.. مفيش سلطة.. يعني مفيش أمان.. فوجدته يقترب أكثر.. ومن المؤكد أن الطريق لو كان خاليا لكان قد حدث لي ما لا تحمد عقباه.. أي أن تجمهر الناس حماني من بطش هذا السائق الذي كاد يبطش بي..

** ويمضي صديقي »ي. م. ع« يروي: وقفت مذهولاً.. العرق يتصبب من كل ذرة في جسدي.. وتساءل: هل يحدث هذا في القاهرة وفي أكبر شارع فيها.. وفي منتصف النهار، وبجوار فندق سياحي.. وعلي بعد عدة فنادق سياحية أخري.. وفي منطقة مزدحمة هكذا.. فماذا إذن يحدث في أطراف المدينة، وعند منتصف الليل.. ولقد وجدت نفسي، كبورسعيدي دمه حار.. وعصبي ككل البورسعيدية،

انكمش وانكمش.. وأحسست بالمهانة والانكسار.. ما بعده انكسار.. وأنقذني وقوف تاكسي آخر أسود في أبيض وكأنه جاء لينقدني.. وأنقذني بالفعل!! وعدت إلي بورسعيد دون أن أري ابنتي.. فكيف اراها وهي التي تري في بطلاً من ابطال النضال ضد العدوان وضد الانجليز.. وكانت لنا معارك وبطولات..

** وانتهت رسالة صديقي رفيق السلاح وأكاد ألمح عيونه الباكية واتجسس دموعه التي لم تنهمر وأن كانت هطلت علي قلبه.. في الداخل..

وهي رسالة أراني مكلفًا بإبلاغها إلي كل المصريين.. حقًا من يحمي كل المصريين الآن في الشارع.. في أي شارع في قرية أو مدينة.. هل صار النبوت هو السلاح في القرية.. وصارت المطواة والسنجة والسيف أسلحة الناس يدافعون بها عن أنفسهم، وسط الغابة التي تعيش فيها مصر الآن.

واحترت لمن أوجه هذه الرسالة. هل إلي وزير الداخلية الذي مازال يدرس ويدرس.. وسيظل يدرس إلي أن يذهب مع أول تعديل وزاري. ولا ندري هل يحتاج إنشاء جهاز جديد للشرطة لكل هذا الوقت.. أم فعلا يريد من كل المصريين أن يركعوا وهم يطلبون المغفرة علي ما بدر منهم في حق. جهاز الشرطة القديم..

** أم أوجه الرسالة إلي عزيز مصر الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء.. وما أدراكم ما هو رئيس وزراء مصر.. هل استصرخه كما استصرخني صديقي البورسعيدي.. هل اهتف به مستنجدًا مستغيثًا صارخًا: واعصاماه.. واعصاماه.. كما هتفت السيدة المسلمة وامعتصماه.. وامعتصماه.. فنجدها المعتصم بالله من أيدي جند الرومان.. أم مازال الدكتور عصام يعالج الأمور بنفس هدوئه وحكمته وطريقته مع أبناء قنا، في أزمة محافظها الذي رفضته قنا.. فوافق عزيز مصر، ولن أقول نزل علي إرادة القناوية.. فذهبت هيبة الحكومة.. بل سقطت هيبة الحكومة..

** أم ألجأ لرئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير طنطاوي الحاكم الأعلي الذي يملك ـ وحده ـ القدرة علي التحرك لحماية مصر والدفاع عن كل المصريين.

لقد رأيت كرامة وطن تنهار ـ كما روي صديقي ـ فمتي تعود الشرطة. أقصد متي تعود السلطة لبر مصر يا سادة؟!