رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم خسرت مصر كرامتها‮»‬12‮«‬

 

سؤال يلح علينا كثيراً: من هي اليد الخبيثة التي تعبث بحاضر مصر ومستقبلها؟ بل من هو هذا الذي يقود البلاد إلي الدمار..

وهل هناك فعلاً - من ابنائها - من يعمل علي خراب مصر.. ثم هل عدنا إلي عصر كنا نؤمم فيه كل شيء.. حتي محلات بيع الاحذية.. والدليل ان الحزب الحاكم يؤمم الان رأي الشعب.. ولا يأبه بخطأ فكرة التأميم.. ثم: هل يجرؤ الحزب الوطني علي التحدث عن الديمقراطية بعد الان.. أم اننا نخشي الان ان تعود التنظيمات السرية لتتحكم في مصير الوطن كله.. بعد ان اصبح المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي مهيئاً لذلك.. وبعد ان فقدنا كل فرص الاصلاح بالشرعية.. أي بالانتخابات ووجود برلماني قوي يتصدي لأي خطأ.. لقد كنا نحلم بالتغيير من خلال صناديق الانتخابات.. ولكن ها هو الحزب الحاكم يؤمم هذا الحلم.. ويقتل فينا أي رغبة في العمل السياسي السلمي..

** وكنا بعد قرن ونصف من الزمان - أي منذ برلمان 1866 أيام الخديو اسماعيل نؤمن بالفصل بين السلطات.. وكنا نحلم حقيقة بوجود سلطة تنفيذية تملكها الحكومة.. وسلطة تشريعية تملكها الأمة وسلطة قضائية تحقق العدالة بينهما.. فاذا بالنظام يؤمم السلطة التشريعية.. ويحولها إلي سلطة تنفيذية تملك من خلالها أن تصدر ما تشاء من تشريعات.. واصبحت الحكومة هي التي تضع التشريعات.. وما علي البرلمان إلا أن يوافق عليها.. وبالتالي ضاع الأمل في وجود سلطة برلمانية تراقب وتحاسب السلطة التنفيذية.. وإلا كيف يحاسبها وهي التي جاءت به في يوم اسود هو يوم الاحد الماضي؟! وبعد هذه المهزلة: هل يجرؤ الحزب الحاكم ان يتحدث عن الديمقراطية، وهو يملك الان السلطات الثلاث: التنفيذية.. والتشريعية.. بل والقضائىة ايضا..

** والطريف أن الحكومة تبدو في الصورة وكأنها لم ترتكب أي جريمة.. فهي الصامت الذي لا ينطق.. حتي تبدو وكأنها لا تسمع ولا تتكلم.. ولا تري، بينما هي فاعل أصلي هي والحزب الحاكم الذي تركنا أموره يديرها من لا يفكر في مستقبل الوطن.. دون أن يراعي هؤلاء.. أراء عقلاء هذا الحزب الذين خبروا الدنيا.. فأصبح الصغار يسيرون الأمور بعيداً عن أي قواعد للعمل السياسي السليم.

** ولقد كنا نتحدث ونعرف برلمانات وانتخابات كنا نطلق عليها اسم: أسوأ انتخابات في تاريخ مصر.. كنا نتحدث عن انتخابات أحمد زيوار باشا في العشرينيات وانتخابات اسماعيل صدقي في الثلاثينيات وانتخابات النبوي اسماعيل عام 1979.. وكنا نراها الأسوأ في تاريخ مصر.. ولكننا أصبحنا نتحدث عن انتخابات لا تقل تزويراً عنها هي انتخابات كمال الشاذلي.. والآن انتخابات احمد عز.. فهل كتب علينا ان نري السيئ والاسوأ.. في كل عصر!!

ولكن نسي احمد عز وبطانته، ومن

يعمل من أجلهم كباراً أو صغاراً أن احمد زيوار باشا انتهي الي مزبلة التاريخ رغم جسده المترهل الضخم.. وان اسماعيل صدقي باشا لفظه الملك فؤاد والقصر الملكي بعد شهور قليلة من تزويره الانتخابات لمصلحة الملك.. بل اعتدي علي الدستور فالغاه عام 1930 واصطنع دستوراً بديلاً أعاد للملك كل السلطات التي كان دستور 23 قد سلبها منه..

ذهب زيوار وصدقي إلي مزبلة التاريخ.. والي نفس المصير سوف يذهب احمد عز أحدث مزور في تاريخ انتخابات مصر.. حتي ولو صنع حصنة من كل حديد ينتجه مصانعه، والتي يمتص بها دماء كل البناة!!

** وكنا نتندر علي حكاية: مدارس لم ينجح أحد.. فأصابونا حاليا بمجلس لم ينجح فيه أحد.. وكنا نتهم مدراء هذه المدارس بعدم الخبرة.. حتي فوجئنا بحزب حاكم كنا نعتقد أن فيه شخصيات اصلاحية.. فاذا بهذا الحزب يسيطر عليه هؤلاء الصغار الذين لم يتعلموا من التاريخ.. اللهم إلا اذا كانت الصقور فيه قد تغلبت علي الحمائم.. ولكن الصقور الجدد الان في هذا الحزب الحاكم كبرت انيابهما وتحولت إلي جوارح انقضت علي الحزب فاستولت عليه..

ولهذا نقول: توقعوا ما هو اسوأ في السنوات القادمة حتي وان اسكرتهم النتائج الاولية.. ولكن هل يكفي الذهول الذي يسيطر الان علي الناس.. من هول ما حدث يوم الاحد الاسود..

واذا كان كمال الشاذلي - رحمة الله عليه - يحرك البرلمان بأصبعه ولكن بالحنكة والخبرة التي اكتسبها طوال عمره البرلماني.. فأننا سنجد من يحرك النواب الجدد بالحاجب والعين.. وبالتالي سندخل عصر برلمان لا يهش ولا ينش بعد أن غيبوا عنه كل من يستطيع أن يتصدي أو يعترض.. وآلاف من يمكنه الاعتراض وقد سيطر رأس المال علي البرلمان الجديد؟!

** وهنيئاً للنظام ببرلمان لم ينجح فيه أحد..