عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدعم المالي للأحزاب.. وفلول النظام »1«

 

كلام كثير قيل، ويقال، عن النظام الجديد لتكوين الأحزاب.. وأعترف أن كثيرًا مما طالبنا به لإطلاق حرية تكوين الأحزاب قد جاء في النظام الجديد.. أبسطه هو أن الحزب يقوم بمجرد إخطار الجهة المختصة بأوراق قيامه.. بينما كانت اللجنة السابقة تصنع من القيود ما يجعل نشوء الأحزاب يستغرق أعوامًا وأعوامًا بسبب التعقيدات والقيود.. أي علي هوي النظام يمنع هذا ويسمح بذاك، أي حسب هوية القائمين علي فكرة الحزب الجديد أو توجهاتهم.

 

ولكن - ورغم ما في النظام الجديد - فإنه أفضل بكثير من سابقه ولنا فيه وحوله آراء وآراء، ربما لأننا نحلم بعصر الحرية الكاملة بعد أن عشنا عصرًا من القيود الكاملة.

** مثلاً فكرة الدعم المالي الذي كان يقدم لكل حزب في النظام القديم، لم يأخذ به النظام الجديد.. حقيقة هناك كثير من الدول الديمقراطية في أوروبا تأخذ بفكرة الدعم لعل أبرزها ألمانيا التي تقدم دعمًا للأحزاب، حتي تقوي علي ممارسة نشاطها، أو لمواجهة نقطة الضعف المالي لهذا الحزب أو ذاك.. ولكن إذا كانت الفكرة جيدة إلا أن النظام - في مصر - استخدم فكرة دعم الأحزاب فرصة للعطاء.. أو عقوبة للحرمان.. كل حسب موقفه السياسي وهنا أتذكر مقولة فؤاد باشا سراج الدين الذي أعاد حزب الوفد للحياة السياسية بعد أكثر من ربع قرن.. قال إن من يستطيع المنح - أي تقديم المساعدات المالية للحزب - يستطيع المنع.. أي يستطيع حرمان الحزب من أموال الدولة.. وبالتالي فإن الحزب إذا خرج علي النظام.. حرمه النظام من نعمة منحة النظام.. والعكس صحيح.

** لهذا فإن التاريخ يسجل أن حزب الوفد - بناء علي فلسفة رئيسه وزعيمه التاريخي في دور نشأته الثانية - رفض قبول هذه المنحة أي الدعم المالي.. بل رفض أيضًا أن تقبل جريدته، جريدة الوفد، أي دعم مالي.. بينما هناك من حصل علي الدعم المالي لحزبه.. وحصل علي الدعم المالي لجريدته.

وليس سرًا أننا وجدنا في مصر أحزابا تقام أو تنشأ لمجرد أن تحصل علي دعم الحكومة، وأن تنعم بالحياة في رغد هذا الدعم، حتي وجدنا من يهزأ بالفكرة ويقول إن هناك من تزوج بأموال هذا الدعم، أو اشتري السيارات.. بينما الأصل هو أن تنفق هذه المنحة علي النشاط السياسي والحزبي.

وبالمناسبة هناك من يتندر بالدعم الذي قدمته الحكومة لمن ترشح من هذه الأحزاب في الانتخابات الرئاسية عام 2005.. بأن أحد هؤلاء قبض الدعم.. ثم أدلي بصوته لصالح الرئيس!!

** وعن فكرة الدعم نقول إن العمل السياسي أو الحزبي في الأساس قام علي العمل التطوعي.. وعرف تاريخ الأحزاب والعمل السياسي في مصر من كان ينفق علي نشاطه الحزبي من ماله

الخاص، بل من أنفق كل ماله علي هذا النشاط السياسي حتي أضاع كل شيء.. وربما كان أبرز مثل علي ذلك هو الزعيم الراحل محمد بك فريد اليد اليمني للزعيم مصطفي كامل، وخليفته في زعامة الحزب الوطني القديم الذي أضاع كل ثروته علي العمل من أجل القضية الوطنية.

ومن المؤكد أن الزعيم مصطفي النحاس خليفة سعد زغلول في زعامة الوفد هو النموذج الحي لمن أعطي العمل السياسي.. حتي إنه عاش كل عمره في شقق أو بيوت بالايجار.. بل أنه أضطر إلي استبدال جزء من معاشه حتي يستطيع أن يجهز بيت الزوجية عندما اقترن برفيقة حياته زينب هانم الوكيل.. وهذا الزعيم النادر عجز عن سداد ثمن الدواء الذي كان يتناوله فكان بعض أثرياء الوفد يدفعون عنه هذا الثمن، دون أن يقولوا له.. بينما كان يمكنه لو استمر في منصبه القضائي أن يعيش حياة رغدة.

** وقد يقال إن الدعم المالي لا يقدم الآن بأسعار هذا الزمان. شقة مقعولة بالايجار لتصبح مقرًا للحزب.. واننا سنجد من فلول الحزب الوطني من يتكفل بتغطية أعباء أي حزب جديد، من تلك الأموال التي نهبوها من الشعب.. ولكننا علي يقين من أن الشعب قادر علي أن يكشف كل هؤلاء.

نقول ذلك لأننا علي يقين أننا سوف نفاجأ في ظل النظام الجديد لتكوين الأحزاب بعشرات من مشروعات الأحزاب تتقدم، ونحن علي يقين أنها كلها ستخرج من عباءة الحزب الوطني.. ولن يعدم رجاله من تقديم العون والمنح المالية حتي يقوي هذا الحزب أو ذاك.. ونتوقع عشرات الأحزاب حتي لو تم كشف واحد منها.. يبقي الآخر بل الأخري في الساحة تعمل بأموال الشعب التي نهبوها.

** علي أمل أن يستعيدوا يومًا عصرهم المشئوم.. ليعودوا ليستكملوا نهب ما لم ينهبوه في السابق.

ونواصل