عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسوأ‮.. ‬من برلمان صدقي‮ "‬11‮"

نشعر بالألم والانكسار من كل ما حدث..

كنا نحلم بما هو جديد يعبر بنا إلي مستقبل أفضل.. فإذا بالحكومة تعود بنا إلي الخلف، قرنين كاملين علي الأقل. وكأنك يا أبوزيد.. ما غزيت!!

كنا نتمني برلمانا جديدًا.. مختلفًا.. يقود مصر إلي الأمام فيه أغلبية شرعية ومعارضة شريفة.. فإذا بالحكومة تعبث بإرادة الأمة.. لا بل تلغي إرادة الأمة.. وتعيد إلي الأذهان برلمانًا كان يقول فيه كل مأمور »لقد تركنا الناس تضع رأيها في الصندوق، وارمي يا عسكري هذا الصندوق وهات يا راجل الصندوق بتاعنا«!!

** والمؤلم أنه ليس في مصر الآن ناخب واحد يستطيع أن يدافع عن سلوك الحكومة. ولا حديث الآن بين الناس إلا هذه الفجاجة القذرة التي انحدرت إليها الحكومة وحزبها الحاكم فقضت علي الحلم.. بل قضت علي المستقبل نفسه وبذلك غيرت الحكومة من قاموس الحياة من أنه كل قرن من الزمان، وفي بدايته، تدخل مصر عصرًا جديدًا.. وتقفز فيه إلي الإمام.. فإذا بها تقفز إلي الخلف، بل تنحدر إلي المجهول.

وكنا نشعر فيه بالألم للبرلمان المصري في السنوات الأخيرة.. وكنا نتابع ما يجري في برلمانات العالم كله.

** وكنا نري أن أي برلمان في العالم هو أقوي من الحكومة لأنه قادر علي اسقاط الحكومة.. أما الحكومة فلا تستطيع أن تفعل شيئًا للبرلمان.. بل كنا نري نوابا في هذه البرلمانات أكبر من الحكومات ونري الوزراء - هناك - ينحنون للنواب.. وللبرلمان. أما عندنا فالنواب ينحنون أمام الوزراء لأنهم يطعمون في توقيعاتهم.. وهكذا عندنا انقلبت الآية.. فالسيد عندنا هو الوزير.. والنائب عندنا هو التابع.. فهل قارنا يومًا ما يحدث في برلماننا.. بما يحدث في برلمانات بلاد غيرنا؟! إن أي مقارنة بين ما يحدث عندنا، وما يحدث في بلاد عديدة غيرنا يجعلنا نكفر بالشرعية.. ونترك لهم البلد.. نهجرها ونبحث عن أرض غيرها، ولكن هل نستطيع؟!

** ولكن هل يصلح برلمان.. بلا معارضة؟ إن الدستور ينص علي التعددية الحزبية.. فما يقول كل جهابزة القانون، بل كل ترزية القوانين في هذا الوضع غير الدستوري؟

لقد أصبح البرلمان في ورطة دستورية.. بل كل الوطن أصبح غارقًا في هذه الورطة وهذا المأزق غير الدستوري.. عندما يجد الحزب الوطني نفسه في البرلمان وحيدًا.. ولكن لقد تجبر الحزب الوطني عندما سكت الشعب أمام تزييفه للانتخابات كل مرة.. فجاء هذه المرة أكثر تجبرًا »واستخسر« علي المعارضة أن يكون لها.. هذا التمثيل الهزيل فقرر أن يحرمها حتي من هذا التواجد غير المحسوس.

** ولكن العيب ليس في الحزب الحاكم وحده.. بل هو أيضًا في الشعب وفي كل الأحزاب، فالشعب قبل ألا يذهب إلي الصناديق إلا 15٪ منه وترك 85٪ من بطاقات التصويت فارغة.. لكي يزورها الحزب الحاكم.. والأحزاب لم تقف وقفة رجل واحد تتصدي كجبهة واحدة.. قوية وعنيفة.. توقف الحزب الحاكم عند حده.. وبما يضمن حق الشعب في أن يجد من يمثله في البرلمان.. حق تمثيل.

** إن الشعب لم يتعود

علي انسحاب حزب كبير له كل هذا التاريخ مثل الوفد من البرلمان.. وحتي إسماعيل صدقي باشا عندما زور الانتخابات منذ 80 عاما أسس حزبًا وجعل من نفسه رئيسًا له.. وتحالف مع أحزاب صغيرة.. ليضفي علي حكومته الشرعية المطلوبة.. ولكن أين إسماعيل صدقي بكل تزويراته.. مما يفعله الآن الحزب الحاكم وحكومته فإذا كان إسماعيل صدقي يستحق 9 من 10 في عالم التزوير.. فإن الحزب الحاكم الآن - وحكومته - يستحق 100 من 10 مما فعلت في الانتخابات الأخيرة.

لقد كان إسماعيل صدقي في سنة أولي تزوير.. أما الحزب الحاكم الآن فهو في مرحلة.. الدكتوراه.. ولكن اعذروا إسماعيل صدقي فقد كان في بداية معرفة مصر بالتزوير، وقد قاطع الوفد تلك الانتخابات التي نظمها صدقي عام 1930 هو وحزب الأحرار الدستوريين وإن دخلتها أحزاب قزمية منها حزبا الشعب والاتحاد بجانب الحزب الوطني»!!«

** ولقد نال صدقي الثمن.. ولكن بالعكس فلم يظل في رئاسة الحكومة عدة شهور بعد إجراء هذه الانتخابات.. وبالمناسبة كان صدقي يصر علي أن يحتفظ بوزارتين مع الرئاسة هما الداخلية والمالية.

تري هل سيحصل رئيس الحكومة الحالية، التي أجرت الانتخابات الأخيرة علي نفس الثمن.. بعد شهور قليلة.. أم يكتفي بشرف أنه أخرج لمصر أكثر البرلمانات تزويرًا في التاريخ.. ففاقت شهرته شهرة أحمد باشا زيوار الذي كان أول من زور الانتخابات وشهرة إسماعيل صدقي.

** مصر الآن في مأزق خطير.. لا نعرف كيف تعبره مصر.. نقول ذلك لأن ما جري ضد الشعب ومن تعمد اسقاط مرشحي الوفد إنما هو اهانة لكرامة الوفد.. وتاريخ الوفد.. والاهانة الأكبر أن يقبل الوفد هذه الاهانة.

** إنها ليست المرة الأولي أن ينسحب الوفد من الانتخابات.. ولكن الاهانة الأكبر أن يصمت الشعب.. وأن يعطي ظهره للنظام كله.. ولا نعتقد أن الشعب سيقبل هذه الاهانة.

ولكن نقول للحكومة: اتق الله يا حكومة.. واتق غضبة الشعب وغضب الشعب عظيم.

** ويكفي أن الحكومة دخلت التاريخ من.. أقذر أبوابه.