رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السودان.. والصيد في الماء العكر!

لم أتوقع أن يحدث ذلك من الأشقاء.. لم أحسب أن يستغل الصديق ظروفنا الحالية من ثورات داخلية رائعة.. لكي يجرفنا هذا الصديق إلي بحور أخري.. ليكسب هو، لأنه استعد لما يريد.. ولكن هل ننسي المقولة المشهورة »اللهم احمني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم«.

ولكن الإخوة في السودان »زودوها« حبتين!! بل نقول بكل صراحة إنهم أرادوا الصيد في الماء العكر.. أي أرادوا استغلال ظروفنا الداخلية الحالية  ليكسبوا، وهم يعتقدون أننا الآن في وضع ضعيف.. فماذا قالوا؟..

قال واحد منهم اسمه موسي محمد أحمد أحمد ويعمل مساعداً للرئيس السوداني عمر البشير وهو رئيس مؤتمر البجا إنه يجب علي مصر إخلاء مثلث حلايب حتي لا يصبح خميرة عكننة بين شعبي البلدين، وشدد ـ لا فض قوه. في حوار بثته قناة الشروق السودانية علي سهولة حسم الملف بعد تنحي حسني مبارك الذي اتهمه بتعمد إثارة الفتنة بين الشعبين، وأعرب عن أمله أن تعالج الحكومة المصرية ما وصفه بأخطاء النظام السابق، ودعا المجلس العسكري الأعلي لإخلاء فوري للمنطقة.

** وبداية أقول لهذا »الزول« ولكل أمثاله ان حسني مبارك عندما أعاد السيادة المصرية إلي هذا المثلث أو أعاد المثلث للسيادة المصرية لم يكن يفعل ذلك باتجاه شخصي.. ولا علاقة له بمحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا وأن تشدد مبارك انما جاء غضباً من هذه المحاولة.. إذ تشهد صفحات جريدة الوفد عشرات المقالات والدراسات كتبتها بنفسي ونشرتها طوال شهور عدة قبيل هذه الحادثة.. إلي أن اتصل بي مسئول كبير في الدولة وقتها وقال لي:  خلاص ياسيدي.. القوات المسلحة المصرية دخلت اليوم إلي أرض مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد ووصلت إلي خط عرض 22 شمالاً، الذي هو يمثل خط الحدود السيادي الجنوبي لمصر.. ووقتها قلت ذلك.. وتوقفت بعد أن طالبت بوضع برنامج شامل للنهوض بهذه المنطقة وتوفير الخدمات لسكانه المصريين من العبابدة والبشارية.. ولا مانع من تقديم الخدمات للزوار.. وأن نعوض السكان المصريين كل ما ضاع عليهم بسبب إهمال الإدارة السودانية سواء منذ عام 1899 أو منذ استقلال السودان 1956.

وقد كان.. وتحقق الكثير للمصريين هناك. وليس سراً أن الجيب العسكري السوداني علي شاطئ حلايب يحصل علي كامل تموينه وطعامه من القوات المسلحة المصرية..

** وأقول لكل السودانيين ـ وهذا الزول أولهم: ان حسني مبارك كان ينفذ سياسة مصرية.. ويحفظ الأمن القومي المصري علي حدودنا الجنوبية ولم يفعل ذلك غضباً علي ما حدث له في أديس أبابا.. وبالتالي نرجوهم ألا يستغلوا الأوضاع المصرية الآن، لأننا لن نسمح بأن تعود الإدارة السودانية لهذا المثلث الذي أهملته 90 عاماً.. حتي ولو تحت دعاوي مشروعات مشتركة تحت لافتة التكامل المصري ـ السوداني.. فنحن لم نعد نثق في أي حكومة سودانية، وبالذات الحكومات التي جاءت

بها سلسلة الانقلابات العسكرية المتتالية.

** ويهمني أن أقول للزول موسي محمد أحمد أحمد مساعد البشير، كان عليكم أن تحافظوا علي أرض سودانية أصيلة بدلاً من أن تصبحوا بأرض غيركم، وما حدث في جنوب السودان ـ الذي انفصل بالفعل ـ وما سوف يحدث في غرب السودان ـ من انفصال  مرتقب في دارفور.. وما هو مخطط لانفصال شرق السودان، كل هذا خير دليل علي أنكم أضعتم ملايين الكيلو مترات في الجنوب والغرب.. وكانت حقاً لكم.. فهل تطالبون اليوم بعدة كيلومترات هي بالفعل أرض مصرية، وتحت يدي خرائط ومستندات تؤكد مصريتها، سواء قبل إعادة فتح السودان عام 1899، أو بعد ذلك.. وسواء قبل الاستقلال، أو بعد الاستقلال.

** وأول أمس وخلال لقائي الأول بالفريق أحمد شفيق كرئيس للوزراء استبشرت خيراً.. وجدت الرجل يستمع جيداً.. بل يصغي باهتمام شديد لكل ما نقول وفي هذا اللقاء الذي تم بمقر مجلس الوزراء المواجه لمجلس الشعب.. وفي القصر الذي أهدته الأميرة شيوه كار مطلقة أحمد فؤاد، الذي صار سلطاناً ثم ملكاً علي مصر، عقب استقلال مصر ليكون مقراً لمجلس الوزراء بعد ثورة 1919 والاستقلال، في هذا اللقاء كنت أول السائلين لرئيس الوزراء.. وقلت له: أضيف إلي همومكم المصرية الحالية هماً آخر يهم ويخص الأمن القومي المصري.. وشرحت له تخوفي من المطالب السودانية سيئة النية.. وطالبت بأن يصدر بصفته رئيس حكومة مصرالعربية بياناً شديد اللهجة يرفض فيه الادعاءات السودانية.. بل وأن يوجه إنذاراً بهذا المعني الي حكومة البشير التي تبحث عن قضية خارجية ليلتف حولها الشعب.. فمثل هذه القضايا الخارجية هي التي تحدث الأثر المطلوب..

** ووعدني الفريق احمد شفيق مشكوراً بأنه سيدرس هذا الملف جيداً ثم يطلعني علي ما سيجري.. وبما يحفظ سيادة مصر علي كل أراضيها..

واللهمَّ احمني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم.