رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تايم: فضائح شتراوس نموذج لعنصرية فرنسا

تساءلت مجلة تايم الأمريكية في مقال عن السبب في عدم افتضاح أمر شتراوس كان، مدير عام صندوق النقد الدولي، في فرنسا –موطنه الأصلي- إذ كان معتاداً سلوكه المشين بالتحرش بالنساء دون رغبتهن،

كما فعل في مدينة نيويورك مؤخراً عندما منع عاملة بفندق منهاتن سوفيتيل من مغادرة جناحه الفاخر ليجبرها على ممارسة الجنس الفموي معه، وهو ما أثار فضيحة مدوية.

وتوصل بروس كراملي، كاتب المقال، إلى أن السبب في ذلك هو قيام شتراوس بانتقاء ضحاياه من نوعين من النساء: الأول هن المهاجرات اللاتي تعملن في مهن متواضعة وتخشين من ثم ألا يتم الالتفات لشكواهن من جانب السلطات أو من انتقام شتراوس، والثاني هو زميلاته في الحزب الاشتراكي أو المؤيدات له اللاتي تخشين على مستقبلهن السياسي.

وأشار الكاتب إلى أن فرنسا تشهد حالياً هيمنة ازدواجية المعايير والتفرقة العنصرية التي تتصاعد بصورة مطردة، واستدل على ذلك بمحاولة الصحافة الفرنسية التخفيف من وقع الصدمة بالتمييز بين المغازلة والاغتصاب، حتى يكون ما فعله شتراوس كان مجرد مغازلة للمرأة وليس عنفاً ضدها. كما نقل تأكيد أحد رموز العمل المدني في فرنسا أن هذه القضية لو كانت في فرنسا لتغافلت عنها السلطات لا لشيء إلا لأن المرأة سوداء وعاملة بينما شتراوس غني وذو نفوذ.

لكن الأهم، كما يقول الكاتب، هو أن روخايا ديالو، رئيس جمعية المتحدين (وهي جمعية تدعم التنوع في فرنسا) قد أكد على أن سياسة فرنسا مزدوجة المعايير في هذا الأمر، إذ يصر المسؤولون أن هذا كان مجرد مغازلة من جانب شتراوس كان للنساء. وربما كان الذي يشجع شتراوس كان على ذلك أن معظم من تحرش بهن إما من الحزب الاشتراكي أو من مناصريه أو اليساريين بوجه عام، وبالتالي كن يخفن أن يتأذى الحزب بانهيار أحد رموزه المرشحة بقوة للرئاسة.

اللافت هنا هو قول ديالو: إنه لا يستطيع نقل القضية إلى فرنسا لأن كون هذه المرأة التي رفعت ضده القضية في نيويورك عاملة وسوداء ومن المهاجرين ربما يجعل كلامها غير مصدق من قبل السلطات الفرنسية سيما وأن المدعى عليه رجل غني وذو سلطة قوية. فالعنصرية كما يقول ديالو في صعود هنا في فرنسا، والتمييز الطبقي لم يتنه بعد."

وأشار الكاتب إلى شهادة المحامية إيمانويل بيرات التي كانت إحدى موكلاتها من ضحايا شتراوس كان، والتي جاءت إليها منذ أكثر من خمس سنوات وترددت في إكمال إجراءات رفع الدعوى ضده حتى لا يتسبب الإعلام في الضغط عليها والتشهير بها خاصة وأنه من الشخصيات العامة.

كما ذكرت بيرات أيضا أن لها صديقة أخرى حكت لها عن تعرضها لنفس السلوك من شتراوس كان. بل لقد حكت إحدى المسؤولات الإقليميات في الحزب الاشتراكي يوم الاثنين أن ابنتها قد تعرضت لتحرش جنسي من جانب شتراوس أثناء مقابلة معه في

2002 وكررت المسؤولة وهي آن مانسوري الأقوال التي قالتها ابنتها تريستين بانون في برنامج تليفزيوني في 2007 عن كيف أن سياسيا معروفا (تم التشويش صوتيا على اسم شتراوس كان) قد حاول معانقتها والتحرش بها.

ويتساءل الكاتب لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تدعم مانسوري كلام ابنتها وتصرح باسم شتراوس كان؟ وكانت إجابتها للتليفزيون الفرنسي أنها حاولت إقناع ابنتها بالعدول عن رفع دعوى لأن شتراوس كان في الطريق إلى المجد، ومن ثم فإن الوقوف في طريق زميل بالحزب الاشتراكي سيكون أمرا سيئا.

 

كما نقل الكاتب عن محام في باريس متخصص في الدفاع عن النساء من ضحايا العنف الجنسي قوله: إن لديه كومة من الشكاوى من نساء تعرضن لتحرش من جانب شتراوس كان. وكلهن قد تعرضن للتحرش بنفس الطريقة والعنف بينما تصر هيئة الدفاع عنه أن الأمر لم يتعد حدود المداعبات. لكن الحقيقة كما يقول هذا المحامي هي أن شتراوس مدمن للتحرش بالنساء حتى لو لم تُرفع دعوى تحرش واحدة ضده في فرنسا. وقد تحرش شتراوس كان بمرؤوسته في صندوق النقد الدولي الاقتصادية بيروسكا ناجي التي اعتذر لها فيما بعد، وكان هناك المزيد من الأشخاص في فرنسا يرغبون في فتح ملفه الجنسي لكن هذا كان يتم على سبيل التندر فقط. كما اعترفت البرلمانية الاشتراكية أوريلي فيليبيتي لإحدى الصحف أنها قد تعرضت لمغازلة عنيفة من شتراوس، وكانت تخشاه، وتساءلت ممثلة فرنسية في برنامج إذاعي: "من التي لم يتحرش بها شتراوس كان؟!"

وذكر الكاتب أن عضو الحزب الاشتراكي ونائب الرئيس الوطني السابق للشؤون الاشتراكية مالك بوتيه قد أعلن عن نيته دعم منافس شتراوس كان في انتخابات الحزب الرئاسية 2012 فرانسوا هولاند، والذي كان من المتوقع أن يهزمه شتراوس كان لولا فضيحته الجنسية. ويؤكد الكاتب نقلا عما سمعه من شهود كثيرين أنه لا دخان بلا نار.