عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تايم: مقتل بن لادن مفتاح فوز أوباما بانتخابات 2012

اعتبر المحلل الأمريكي مايكل كراولي أن مقتل بن لادن سيكون محور الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 2012، لما له من قدرة على إثارة إعجاب الأمريكيين بالرئيس أوباما باعتباره بطلاً أسطورياً وصائداً للوحوش.

واستدرك المحلل أنه على الرغم من ذلك، فإن نجاح أتباع بن لادن في شن هجوم كبير على الولايات المتحدة في الفترة القليلة المقبلة، سيؤدي إلى قلب الطاولة رأساً على عقب في وجه أوباما.

وشبه كراولي في صحيفة تايم الأمريكية اليوم، لحظة مقتل بن لادن بلحظة قيام الجنود الأمريكيين بجر صدام حسين من الكهف الذي كان مختبئاً فيه في ديسمبر 2003؛ مشيراً إلى أن النتائج السياسية المترتبة على هذا الحدث بدت –في ذلك الوقت- بالغة الضخامة، ومن بينها: توقف الانتقادات الموجهة للرئيس جورج بوش بخصوص قرار غزو العراق، وضمان إعادة انتخابه في عام 2004. لكن في النهاية، لم يكن للقبض على صدام حسين هذه النتائج الكبيرة، صحيح أن بوش أُعيد انتخابه، لكن تم ذلك بصعوبة شديدة، كما أن الانتقادات الموجهة له لم تتوقف، فضلاً عن أن مسار الحرب في العراق سار من سيئ إلى أسوأ.

وأضاف كراولي أن تلك الفرضية تشير إلى أنه من الخطأ أن نبني الكثير من التصورات على إعلان أوباما عن مقتل بن لادن. فمن السهولة بمكان أن نعدد الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن تلك اللحظة لن تترك وراءها تأثيرات سياسية كبيرة، ومن بين هذه الأسباب: إن أوباما قد كشف بالفعل عن أوراق اعتماده كواحد من الصقور عندما أصدر أوامره بزيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، وزيادة الهجمات على باكستان باستخدام الطائرات بدون طيار. وبحلول انتخابات نوفمبر عام 2012، يبدو أن الناخبين سيميلون أكثر للتصويت حسب الوضع الاقتصادي في البلاد وليس بحسب اللحظة الحالية التي سيكون قد مرت عليها ثمانية عشر شهراً. فلم يمر وقت طويل بعد أن تمكن جورج بوش الأب من طرد قوات صدام حسين من الكويت، قبل أن يطيح به بل كلينتون في انتخابات 1992 بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة في تلك الفترة. وأيضاً، مثل صدام حسين في العراق بعد الغزو وقبل القبض عليه، ليس لـ بن لادن تأثير يذكر على الأحداث اليومية في أفغانستان؛ فحركة طالبان ستواصل قتالها للقوات الأمريكية.

واستدرك كروالي أن الأمور يمكن أن تكون مختلفة في هذه الأيام، فصدام حسين كان له حضور بارز في مخيلة الأمريكيين، لكنه لا يقارن على الإطلاق بما لدى بن لادن من حضور كخطر لا مثيل له منذ أدولف هتلر. فحجم الشر الذي مثله والقدرة على المراوغة

التي تحلى بها، جعلت بن لادن شخصية جبارة بحق. وموت بن لادن هو أيضاً بمثابة علاج ناجح لبلد يعاني جراح حربين طويلتين داميتين وغير مقبولتين شعبياً، وتدخل حديث في ليبيا، واقتصاد تعصف به الأنواء.

هذا هو السبب في أن أوباما قد تغيرت صورته في أعين الأمريكيين إلى صائد للوحوش وبطل أسطوري، على النحو الذي سيكون له تأثير هائل على اتجاهات الناخبين، رغم أنه استفاد بوضوح من الحظ ومن ثمار العمل الذي كان يتم على المستوى الفيدرالي، بينما كان لا يزال سياسياً محلياً في شيكاغو.

فإنجاز مثل مقتل بن لادن سيكون في متناول الأيدي أثناء لحظات الضعف التي قد تمر بها حملة إعادة انتخاب أوباما في عام 2012. ففي الأحاديث والمسيرات والمناظرات يمكن أن يكون الحديث عنه سبباً في تصفيق الحضور. وذلك هو السبب في أنه على المرشحين الجمهوريين في انتخابات 2012 أن يعلموا أن مهمتهم صارت أكثر صعوبة. وأن التحدي الذي سيواجهونه الآن هو أن يظهروا حسهم الوطني عن طريق تهنئة الرئيس والاحتفال بموت بن لادن، بينما يحاولون من ناحية أخرى إدارة دفة الحوار سريعاً نحو التهديد المستمر الذي تمثله القاعدة والضعف الذي يرونه في سياسات أوباما. وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق.

وتوصل المحلل في النهاية إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تدعونا للاعتقاد بأن اللحظة الحالية شديدة الأهمية في مسيرة أوباما في البيت الأبيض. فوقوع هجوم إرهابي ضد الولايات المتحدة -وخصوصاً من النوع الذي يكون ناتجاً عن هفوة لا يمكن تجنبها- يمكن أن يقلب المعادلة المذكورة رأساً على عقب. فإذا تمكن أتباع بن لادن الباقون شن مثل هذا الهجوم، فإنه سيكون بمثابة انتقام بن لادن من باراك أوباما.