رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سقطة "مرسى" و"مشعل" فى تركيا

محمد مرسى وخالد مشعل
محمد مرسى وخالد مشعل

كشف المؤتمر العام السنوى لحزب "العدالة والتنمية" التركى عن حقائق، لعل أهمها أن جماعة الإخوان المسلمين تعلى مصالحها الخاصة والأيدلوجية فوق كل اعتبار، بما فى ذلك الاعتبارات القومية والوطنية.

فقد حرص الحزب الحاكم فى تركيا على دعوة قادة وممثلى أفرع جماعة الإخوان المسلمين فى العديد من الدول، وكان أبرز الحاضرين فى المؤتمر الرئيس المصرى "محمد مرسى" الذى شارك فى المؤتمر وكأنه رئيس لحزب "الحرية والعدالة" فى مصر وليس رئيسا للجمهورية، فمن المفترض أنه عندما يزور "مرسى" تركيا ويركب طائرة الرئاسة ويتم استقباله على أنه رئيس لجمهورية مصر العربية، يتصرف على هذا الأساس، وليس على أساس أنه ممثل لجماعة الاخوان المسلمين الذى ينتمى لها الحزب الحاكم فى تركيا.

رئيس دولة أم رئيس حزب

فقد شارك "مرسى" فى فعاليات المؤتمر وألقى كلمة، وهو بهذا التصرف جعل زيارته لتركيا، زيارة خاصة لهذا الحزب وليس لدولة تركيا التى تضم العديد من الاحزاب والفعاليات، وتصرف وكأنه ممثل لحزب الحرية والعدالة فى مصر، فمرسى رئيس الجمهورية عندما يزور تركيا، يجب أن تتركز لقاءاته مع رئيس جمهورية تركيا وليس مع رئيس وزرائها "رجب طيب أردوجان" الذى يرأس حزب العدالة والتنمية الحاكم.

الغنوشى

والسؤال هل يصح شكلا لرئيس جمهورية أن يشارك فى فعاليات حزب فى دولة أخرى؟ وهل إذا عقد حزب الشعب الجمهورى المعارض فى تركيا مؤتمره السنوى سيشارك "مرسى"؟!! ... الحقيقة أنه حتى الدول التى يسيطر فيها الاخوان المسلمون على الحكم مثل تونس لم تشارك فى مؤتمر الحزب الإخوانى التركى على مستوى رئيس الدولة، حيث شارك "راشد الغنوشى" زعيم حزب النهضة التونسى الإخوانى وهذا حقه كرئيس حزب، كما شارك "خالد مشعل "رئيس الجناح السياسى لحركة "حماس" الإخوانية الفلسطينية، وحتى أمير قطر الذى تم دعوته باعتباره حامى حمى الإخوان فى العالم والممول الأكبر لتحركاتهم، لم يحضر ولم يكن هناك من رؤساء الدول الاخوانية الاسلامية سوى "مرسى" الذى يتصرف باعتباره رئيس حزب الإخوان فى مصر.

تركيا ليست قدوة نموذجية

وإذا كان "مرسى" يرى هو وحزبه فى النموذج التركى القدوة والمثل الاعلى، فعليه أن يتصرف باعتباره رئيس دولة تمثل اطيافا مختلفة، وليس كرئيس حزب ينتمى لنفس التيار الذى ينتمى له الحزب التركى، كما أن هناك العديد من السقطات والإخفاقات لهذا الحزب التركى الذى باع تركيا لأمريكا والغرب، وأصبح المشرف على تنفيذ الأجندة الغربية فى المنطقة، وأدخل تركيا فى عداءات مع كل دول  الجوار بما فى ذلك إيران وقبرص واليونان وسوريا والعراق، كما

انه ينتهك حقوق الانسان والحريات فى تعامله مع القضية الكردية ويسعى لتدمير سوريا من اجل عيون إسرائيل وأمريكا ومن أجل المشروع العالمى للإخوان المسلمين، وكأنه يرغب فى عودة الامبراطورية العثمانية مرة اخرى.

" مشعل" نسى جميل سوريا

واذا كانت هناك ملاحظات على مشاركة "مرسى" فى مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركى، ومجاملته للاتراك فى موقفهم من سوريا وتصريحاته غير المحسوبة التى يكرر فيها ما يردده الفرنسيون والأمريكيون بضرورة تنحى رئيس سوريا وتغيير النظام، فإن الانتقاد الاكبر لهذا الـ"مشعل" الذى جلس منتشيا فى مؤتمر الحزب التركى، بل إنه سمح له بإلقاء خطاب، وصدق من قال "لا دين لمن لاعهد له"، فقد انتقد "مشعل" النظام السورى وهاجمه بضراوة وكرر ما يردده "مرسى" بضرورة التخلص من نظام "الاسد"، هذا النظام الذى أوى وحمى "مشعل" وأعوانه عقودا طويلة فى دمشق وتحمل ويتحمل تبعات هذا الإيواء حتى الآن، عندما رفضه ورده من يحتمى بهم حاليا من "إخوان" تركيا والعرب، بما فى ذلك قطر ونظام "حسنى مبارك" فى مصر، ولم يجد سوى إيران وسوريا اللتين فتحتا له ولحركته الابواب والخزائن ووفرت لهم المأوى والمأكل والمشرب والمسكن والملاذ.

ما أن شعر بأن النظام فى سوريا يعانى، غادر إلى أنصاره الجدد، دون ان يوجه كلمة شكر لهؤلاء الذين نصروه فى ساعة الشدة، ولم يحفظ الجميل، ورأى ان المشروع الاخوانى العالمى أهم بكثير من القومية والعروبية والقضية الفلسطينية، وارتمى فى حضن تركيا ومصر الإخوانية ومن خلفهم حامى حمى الاخوان، قطر وامريكا والسعودية، لينطبق عليه قول "لادين لمن لاعهد له" .. حقا إن هذا المؤتمر التركى كشف الحقائق وأسقط الأقنعة الإخوانية.