ك.مونيتور:اقتصاد مصريترنح وثورة وشيكة للجياع
قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن مصر تمر حاليا بأصعب مرحلة فى تاريخها الحديث فى ظل الاضطرابات السياسية غير المسبوقة منذ خمسينيات القرن الماضى عندما قام الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" بحشد جماهير مصر وجماهير الامة العربية.
وذلك نحو مشروع القومية العربية ومقاومة الاستعمار. وقالت الصحيفة إن الثورة فى مصر لم تكتمل، ومازالت المظاهرات فى الشارع، بينما يترنح الاقتصاد المصرى ويتجه نحو حالة من الركود القاتل، فى حين انشغل السياسيون بمعاركهم الخاصة، وانقسمت البلاد الى معئسكرين احدهما اسلامى والآخر مناهض للاسلاميين ويدعمه المجلس العسكرى الحاكم والعلمانيين. ورأت الصحيفة انه اذا كان الغموض هو سيد الموقف على كل المستويات فى مصر حاليا، فإن الشىء الوحيد المؤكد هو ان الاقتصاد المصرى اصبح فى وضع مخزٍ. فقد توقع صندوق النقد الدولى هذا الاسبوع، ألا يزيد معدل النمو الاقتصادى فى مصر هذا العام على 1,5%، وان يصل معدل التضخم الى 9,5%، وان يضاف مليون شخص الى طابور البطالة. وأضافت الصحيفة ان المشاكل الاقتصادية يمكن ان تعرقل سير برنامج التحول الديمقراطى فى مصر وتحول دون حدوث الاستقرار المنشود. وأكدت الصحيفة ان السياسيين فى مصر لا يملكون سوى الوعود، والتى ينظر إليها العديد من المصريين على أنها مجرد كلام . ورأت الصحيفة انه اذا لم يحدث تطور حقيقى فى أداء الاقتصاد، فإن البلاد يمكن ان تنجرف الى حالة من الغضب الشعبى, الذى سيفوق بمراحل فى شكله ومضمونه واهدافه ووسائله ما حدث فى ميدان التحرير العام الماضى. واضافت ان الثورة القادمة فى مصر لن تكن ثورة سياسية، بل ستكون ثورة جياع. واشارت الى ان الوضع الاقليمى المتأزم يلقى بظلاله على الوضع فى مصر، بينما لا تزال دول المنطقة الاخرى التى لم يصلها الربيع العربى تترقب ما يحدث فى البلدان الأخرى، وهى حائرة بين دعم التغيير الذى حدث او السعى من اجل الاستقرار، فى الوقت نفسه لم تقم امريكا، الداعم الاكبر للتغيير، بواجبها المطلوب تجاه تلك البلدان . وقالت الصحيفة إنه فى ظل تراجع الاستثمارات الاجنبية ودخل السياحة واستمرار نزيف النقد الاجنبى، فإن الامور تنتقل من سيئ الى أسوأ. واضافت الصحيفة انه حتى القرض الذى يتفاوض عليه المجلس العسكرى المصرى مع صندوق النقد الدولى البالغ 3.2 مليار دولار، لن يحل المشكلة، ونقلت الصحيفة ما قالته المديرة الادارية للصندوق" كريستين لاجارد" اليوم للصحفيين قبيل اجتماع البنك الدولى والصندوق فى واشنطن "بأنه حتى اذا حصلت مصر على القرض فإن ذلك لن يكون كافيا، وان الكل يعرف جيدا ان مصر تحتاج الى مساعدات من مصادر أخرى. وقالت الصحيفة إنه حتى اذا حدثت التغيرات السياسية، فإن المناخ العام للاستثمار فى مصر مازال سيئا، بل إنه يسير الى الأسوأ بسبب استمرار الفساد والبيروقراطية. وقالت إن الجنيه المصرى لايزال متماسكا امام الدولار، رغم الاضطرابات المتتالية خلال العام الماضى وحتى الآن، الا ان الضغوط على العملة المحلية متواصلة فى ظل استمرار