رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اندبندنت: ثقافة البذاءة أصابت"جريفوردز"

"إن ثقافة البذاءة والإسفاف والعنف التي تهيمن على الفضاء العام الأمريكي حالياً هي المسئولة عن محاولة قتل النائبة الديمقراطية جابرييل جريفوردز أمس الأول "السبت".

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية اليوم 10 يناير 2011.

 

وأوضحت الصحيفة أنه بعد بضع دقائق من محاولة اغتيال جابرييل جريفوردز، نشر المدونون روابط تشير إلى صفحة إلكترونية نشرها فريق العمل السياسي الخاص بالنائبة سارة بيلين ممثلة حركة حزب الشاي، في مارس الماضي. وتتضمن تلك الصفحة خريطة للولايات المتحدة عليها نقاط تشير إلى المقاعد الديمقراطية بالكونجرس المعرضة للضياع من الحزب الديمقراطي، وكل منها مميزة بخطوط متقاطعة داخل منظار بندقية يتضمن رمزاً لحزب الشاي. ومن بين هذه المقاعد، يوجد مقعد جريفوردز بولاية أريزونا المقاطعة الثامنة. والعنوان المكتوب على هذه الخريطة هو: "لقد شخصنا المشكلة.. فساعدنا على أن نجد لها حلاً".

وربما كانت جابرييل جريفوردز تستبق الأحداث عندما أشارت في برنامج تليفزيوني في مارس 2010، إلى خطورة خريطة بيلين، قائلة: "لقد وضعت سارة بيلين خطوطا في منظار بندقية تشير إلى مقاطعتنا.. وعندما يقوم أهالي المقاطعة بعمل ما طلبته منهم بيلين، سيكتشفون أن هناك عواقب وخيمة لما فعلوه".

وحركة حزب الشاي هي حركة يمينية قريبة من الحزب الجمهوري تعارض بشدة خطة أوباما لتوسعة نظام الرعاية وتقديم المعونات للمتضررين من الأزمة المالية.

وتصر الحركة على إيجاد صلة مفتعلة بين معارضتها الحالية لإصلاح النظام الصحي وحزمة الحوافز وإنقاذ البنوك وللعفو عن المهاجرين غير الشرعيين، من ناحية، وبين الحرب الوطنية التي خاضتها الثورة الأمريكية عام 1770، وهي نوع من المقارنة التاريخية التي صممت لكي تكون جذابة لمن يجهلون التاريخ، ولكي تكون قادرة على استحضار سيل من رموز المقاومة البطولية، وأهمها البنادق بالطبع.

وفي ظل المناخ العسكري الذي أحاط بالانتخابات (وفي بلد أغتيل أربعة من رؤسائه، ونجا الكثيرون منهم من محاولات خطيرة للقتل)، فإن الكلمات المسرفة في العنف يمكن أن تصير أمراً معتاداً، كما أن طلقات الرصاص البلاغية يمكن أن تتحول إلى طلقات رصاص حقيقية.

ففي نوفمبر الماضي، أعيد انتخاب جريفوردز بأغلبية ضئيلة في مواجهة جيسي كيلي مرشح حركة حزب الشاي، وهو رقيب سابق

في مشاة الأسطول "المارينز"، وجد أنه من الطبيعي أن يتعامل مع حملته الانتخابية بلغة ميادين القتال.

وأطلق على بيلين أنها "معتدلة بصورة مسرفة". ويمكن أن نتعرف أكثر على طريقة تفكيره في تصريح أدلى به في مناسبة عامة عقدت يوم 12 يونيو 2010: "علينا أن نركز على الهدف من أجل تحقيق النصر في نوفمبر لكي نساعد في إزاحة جابرييل جيرفوردز من منصبها ونطلق طائرة إف 16 مع جيسي كيلي". كما أن كيلي وجه رسالة لمؤيديه بعد الانتخابات قال فيها: "أشكر آلاف المقاتلين الذين حاربوا معي في هذه الحملة".

وبأخذ خلفية كيلي في الاعتبار، يمكن أن نتفهم أن كيف ينظر رقيب المشاة السابق إلى مؤيديه باعتبارهم "مقاتلين". لكن هذه الكلمة تعكس أيضاً عقلية قادة حركة حزب الشاي، الذين ينظرون للانتخابات باعتبارها حرباً، أو كما قالت سارة بيلين على موقعها الإلكتروني: "أيها المحافظون ومحبو أمريكا: لا تتراجعوا وواصلوا القتال".

وخلصت الصحيفة إلى أنه قد يكون من السخف الآن الادعاء بأن الحل الذي كانت تطلبه بيلين على موقعها الإلكتروني هو قتل الديمقراطيين في الكونجرس، إذ لا يمكن أن نلقي باللوم في محاولة قتل جريفوردز على بيلين أو على كيلي أو على حركة حزب الشاي، فالثلاثة متشبعون بقدر أو بآخر باللغة الوضيعة والمسفة واللاذعة التي تهيمن الآن على الفضاء العام الأمريكي، وهي لغة يتحدثها بطلاقة كل من اليمين واليسار في الولايات المتحدة.