خبراء: النمسا مرتابين من دعوة إنشاء جيش أوروبي

اهتمت وسائل الإعلام النمساوية، الصادرة اليوم الأحد، بتصريح لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، طالب فيه بإنشاء جيش أوروبي جماعي، يجعل من أوروبا أكثر مصداقية في استجابتها إزاء تهديدات السلام في الدول الأعضاء أو الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي.

ونقلت الصحف عن يونكر، تأكيده أن اتخاذ مثل هذه الخطوة، من شأنه أن يعطي روسيا انطباعًا واضحًا، مفاده أن دول الاتحاد الأوروبي جادة في الدفاع عن معايير المشروع الأوروبي المشترك، مع التأكيد على عدم استخدام الجيش الأوروبي المقترح بشكل فوري، كما يرى أن تشكيل الجيش الأوروبي المشترك له قيمة رمزية كبيرة مفادها أنه "لن تكون هناك حرب مستقبلاً بين دول الاتحاد الأوروبي".
وأوضح يونكر أن الجيش الأوروبي لن يكون في موقع المنافسة مع حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ولكن سيجعل أوروبا تتحمل مسؤولياتها على مستوى العالم، لافتًا إلى أن" أوروبا فقدت كثيرًا من هيبتها"، كما أن"سياستها الخارجية لا تؤخذ على محمل الجد"، وسلط الضوء على فوائد فكرة إنشاء جيش أوروبي مشترك، مؤكدًا أنها ستؤدي إلى توثيق التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي في مجالات التطوير وشراء المعدات العسكرية، مما سيؤدي إلى

تقليص النفقات بشكل كبير.
وينظر خبراء ومحللون في النمسا إلى فكرة إنشاء جيش أوروبي مشترك بعين الشك، ظانين أن وجود قوة عسكرية أوروبية مشتركة، هو أمر من شأنه أن يشجع على خوض مغامرات عسكرية قد تؤدي إلى انزلاق المنطقة مرة أخرى في مواجهات عسكرية دامية على مستوى واسع، وهو القلق الذي جعل من قادة دول الاتحاد الأوروبي يستبعدون أي حل عسكري في التعامل مع أزمة النزاع الروسي الأوكراني ، ويترددون في إمداد أوكرانيا بالأسلحة الفعالة، خوفاً من اتساع حجم النزاع العسكري المسلح في أوروبا، خاصة النمسا التي تتبنى سياسة محايدة وترفض الدخول في أي أحلاف عسكرية، كما ترفض مشاركة عناصر من جيشها في مهام خارج أراضيها، باستثناء مهام حفظ السلام الأممية والأوروبية.