رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النزاع في جنوب السودان يوشك أن يقذف بالبلاد إلى الهاوية

بوابة الوفد الإلكترونية

بمناسبة مرور عام على النزاع في جنوب السودان، أطلق تحالف واسع يضم 8 منظمات محلية وعدد من النشطاء تحذيرًا من أن العالم إذا ما استمر في الوقوف بلا حراك، قد يسقط بلدهم في هاوية لن يستطيع التعافي منها إلا بعد عقود طويلة.

  من جوبا، التي اندلع فيها النزاع يوم 15 ديسمبر منذ عام، قال تحالف مجموعات المجتمع المدني إن الكارثة قد استحكمت حلقاتها باجتماع العنف المفرط، إلى تنامي الجوع، وانهيار نظام التعليم.
وصرح إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، بقوله: "يصعب علينا أن نصدق أننا أصبحنا في وضع حالك بدرجة أكبر بكثير مما كنا عليه قبل الاستقلال. سيحتاج جنوب السودان إلى عقود للتعافي وتضميد الجراح، ولكن أول شيء ينبغي أن يحدث هو وقف القتال، فالسلام لا يأتي عبر فوهات البنادق، والحل الوحيد للأزمة هو الحل السياسي."
  كذلك أكد التحالف أن هناك تجاهلًا لشعب جنوب السودان خلال هذا النزاع، رغم أنه يشكل الغالبية العظمى من ضحاياه.
وعلقت آنييث دئاول من مشروع الجذور على الوضع بقولها: "لا أحد يقوم حتى بتسجيل أعداد رسمية للقتلى، ولكن بعض الناس يحتفظون بقوائم خاصة، وربما يكون في تلاوتنا الآن للأسماء التي استطعنا جمعها، في الإذاعة بعضًا من التذكير والتكريم لآلاف الأبرياء من رجال ونساء وأطفال، ما كان لهم أن يغادروا عالمنا."
على أن الكثيرين من أبناء جنوب السودان وجدوا بارقة أمل في لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الإفريقي، والتي انتهت، مؤخرًا، من تحقيقها في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها طرفا النزاع.
وحول هذا التقرير، علق واني ماثياس من جمعية القانونيين بجنوب السودان بقوله: "نأمل أن يشتمل تقرير اللجنة على توصيات قوية فيما يتعلق بالعدالة، والمساءلة، والمصالحة، والاستشفاء، جنوب السودان في حاجة ماسة لوقف دورات العنف والبدء في معالجة أسبابها الجذرية حتى ننعم بسلام دائم."
إن وضع الأمن الغذائي قد زاده النزاع سوءًا على سوء، حيث دُفع أكثر من مليوني إنسان إلى الفرار من منازلهم مذعورين. هؤلاء – معظمهم من النساء والأطفال – تقطعت بهم الآن سبل الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم التي كانت عماد حياتهم. هذا فضلاً عن أن استمرار القتال يمنع وصول وكالات الإغاثة إليهم بالاستجابة المناسبة لما قد يتحول إلى أزمة غذاء هائلة في أوائل 2015.
هذا الوضع قال عنه القس بوث ريث لوانج: "إذا استمرت الحرب، سنصبح على حافة المجاعة، حتى إن صغارنا، إذا لم يختطفهم القتال، فربما حصدت أزمة الغذاء أرواحهم. المجاعة سوف تقذف بنا إلى الهاوية، ليس بوسعنا احتمال عام آخر من الحرب، وإراقة

الدماء، والجوع، لا نريد إلا أن نرعى أسرنا في سلام وأمن، كان حلمنا أن يجلبهما الاستقلال إلينا."
وطالب التحالف المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط على طرفي النزاع لإجبارهما على إنهاء القتال قبل أن تحل أضرار لا سبيل لإصلاحها.
كذلك استشهد التحالف بتقرير لليونيسيف أظهر أن نحو 400,000 طفل خرجوا من المدارس نتيجة القتال، ليحذر من أن جيل من الأطفال تفلت منه الآن فرصة التعليم.
  وأوضح لوني ريوت من Standard Action Liaison Focus أنه: "بدون وقف فوري للحرب، فهناك خطر حقيقي أن ينشأ جيل من الأميين. فقادة الغد سيأتون من بين أطفال اليوم في جنوب السودان، الذين كان يجب أن يكونوا في مدارسهم الآن. وليس بالخفي علينا أن أي أمة تحرم أطفالها من الحق في التعليم ستعاني كثيرًا غدًا."
  كذلك لفت التحالف الانتباه إلى الثمن الفادح الذي تدفعه النساء والفتيات في النزاع.
وهو ما علقت عليه لونا جيمس، من صوت التغيير، بقولها: "إن مستويات العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في هذه الحرب صادمة. لقد شهد جنوب السودان الكثير من العنف على امتداد أجيال، ولكنه لم يصل أبدًا إلى هذا الحجم من الحدة. لم تعد المرأة آمنة في أي مكان – ولا حتى داخل مجمعات الأمم المتحدة. يجب أن نوقف هذه الوحشية ونبدأ في تضميد جراح مجتمعاتنا."
ودعا القس جيمس نينرو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب جنوب السودان، حيث قال: "اثنا عشر شهرًا مضت على اندلاع هذه الحرب، ويصعب علينا كثيرًا أن نتخيل أن الأسوأ لم يأت بعد. نحتاج إلى وقوف أصدقائنا معنا، كما وقفوا معنا في السابق، وأن يشاركونا الاقتناع بأن إراقة الدماء يجب أن تتوقف، وأن تتوقف إلى الأبد."