رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهود لتوحيد المعارضة لإسقاط نظام البشير بالسودان

الصادق المهدي
الصادق المهدي

شرعت إحدي دول الجوار عبر سفارتها بالخرطوم في اتصالات مع القوى السياسية السودانية من أجل توحيدها لاغتنام موجة الغضب الحالية وعدم تفويت الفرصة التى لاحت حسب وصفها للإطاحة بنظام البشير.

ووجه زعيم حزب الأمة القومى الصادق المهدي الذى يواجه عاصفة من الانتقادات لموقفه الموصوف بأنه سلبي من الاحتجاجات الاخيرة مجموعة من الرسائل المبطنة لحلفائه في المعارضة ، ملوحاً بتظاهرات واعتصامات داخل السودان وخارجة لاسقاط النظام الذى قال إنه يمضي إلى أيامه الأخيرة غير أنه لم يحدد كعادته تاريخا لانطلاق الاعتصامات المفترضة.
ووسط اجراءات أمنية مشددة ، تجمع المئات من السودانيين بدار حزب الأمة مساء أمس الثلاثاء للمشاركة فى تأبين ضحايا الاحتجاجات الأخيرة التى شهدتها العاصمة السودانية ، وردد الحاضرون هتافات تدعو لإسقاط النظام الحاكم وتمجد ذكرى ثورة أكتوبر .
وحاصرت عشرات من سيارات الأمن والشرطة المدججة بالرجال والسلاح دار الحزب وحالت دون وصول العشرات للدار الكائنة بأم درمان ، بينما أعلن تحالف المعارضة مقاطعته لحفل التأبين الذي نظمه حزب الأمة القومي لقتلى الاحتجاجات.
في وقت لم يحل الانتشار الأمني الكثيف دون خروج مجموعات من الأهالي في تظاهرات محدودة تطالب بإسقاط البشير ، وبدأت ضاحية بري تشكل ملامح اعتصام دائم في الميدان المقابل لمنزل قتيلها صلاح مدثر السنهوري الذى تحول إلى رمز للثورة باعتباره القتيل الأول الذى سقط في تظاهرات لم تصاحبها أعمال شغب.
وتجمع ليلة الثلاثاء المئات من المواطنين في الميدان مرددين شعارات تطالب برحيل البشير ، وتدعو إلى سحل "الكيزان" وهو الاسم المتعارف عليه في السودان لمنسوبي جماعة الإخوان ، بينما واصلت طالبات جامعة الأحفاد تظاهرتهن لليوم الثالث على التوالي .
وشهدت ضاحية الكلاكلة وقفة احتجاجية ضمت العشرات من الرجال والنساء أمام مركزا للشرطة ورفعت شعارات مناوئة للحكومة داعية إلى رحيلها فورا ، إلى جانب محاسبة الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين، ووعدت نساء شاركن في التظاهرة باستمرارها بشكل يومي حتى لاتظن الحكومة أن جذوة الثورة انطفأت .
وبينما واصل المسؤولون الحكوميين إنكارهم لوجود مظاهرات في الخرطوم والولايات الأخرى ، شهدت كلية الطب جامعة الخرطوم خروج المئات من الطلاب منددين بالعنف الذى استخدمته الحكومة ضد المتظاهرين وحاول الطلاب الخروج للشارع غير أن قوات مكافحة الشغب استخدمت معهم الغاز المسيل للدموع وأجبرتهم للعودة إلى داخل مقر الكلية الواقع بالقرب من السوق العربي أكبر أسواق العاصمة الخرطوم.
من ناحيته أم زعيم حزب الـأمة الصادق المهدى الحضور في صلاة الغائب على ضحايا الاحتجاجات وتصاعدت الهتافات مع صعود المهدى إلى المنصة بدار الحزب وطالبه المئات بإعلان موقف واضح من الثورة وقوطع غير مرة من تلك الأصوات أثناء كلمته مما اضطره لمطالبة الحضور بالتهدئة .
ووصف المهدى النظام الحاكم بأنه استبدادى وقمعي وفاسد وكشف عن حصر حزبه لأكثر من مائه شهيد برصاص الأمن وناشد المهدى القوات المسلحة والشرطة بعدم الإنجرار وراء الحزب الحاكم والتزام الحيادية والوقوف

فى صف الشعب.
وأكد أن الحراك الذي شهده الشارع السوداني لم ينتهي ، ودعا القوي السياسية المعارضة والهيئات والمنظمات الوطنية للاتفاق على نظام بديل مقترحا للمعارضة التوافق على ما أسماه (جبهة الميثاق الوطني) واتخاذ العمل السلمي وسيلة لتغيير النظام.
وحذر المهدى من تدخل دولي يشابه ما جرى في دارفور ما لم تتم محاسبة الجناة في ضحايا التظاهرات ، وقال انه سيعلن قريباً عن اعتصامات جماهيرية فى الميادين داخل السودان وأمام سفارات السودان فى الخارج.
وقال المهدي إنهم يحملون خبرة طويلة في السياسة والعمل الجماهيري وأن حزبه سيحسم المعركة مع النظام ، بنزوله في مظاهرات واعتصامات ، وصفا ما جرى خلال الأيام الماضيات بأنه يشوبه القصور وعدم التمرس في العمل الجماهيري.
وفي الاثناء أبلغ قيادي رفيع في المعارضة السودانية " سودان تربيون" أن دولة شقيقة وجارة للسودان شرعت في اتصالات حثيثة بقوى المعارضة هادفة إلى توحيدها بغرض الإطاحة بنظام البشير ، وقال القيادي الذي فضل حجب اسمه إن مستشاراً بسفارة تلك الدولة التقاه وأبلغه عن رغبة بلاده في السعي بين الطيف السياسي السوداني بغرض توحيدهم .
وقال القيادي إن المستشار يرى أن الموقف المتباعد بين الصادق المهدي وتحالف المعارضة يشل حركة التغيير وأنه لابد من الالتقاء بين جميع الأطراف على برنامج حد أدنى يتلخص في التخلص من نظام "الإخوان" ومن ثم الاحتكام لصندوق الانتخابات ليحدد من هو الذى يحق له الحكم بعدها.
وأبان القيادي أن الدبلوماسي يرى ضرورة منح المهدي الضمانات الكافية لجره من حضن الحكومة لسوح النضال لإسقاط البشير.
ولفت الدبلوماسي طبقا للمصدر إلى أن العالم الحر يتطلع كله إلى هذه الفرصة التي لاحت لإزاحة النظام في السودان ولا يرغب في تفويتها ، وطمأن الدبلوماسي بأن العالم لن يسمح لحكومة الخرطوم بتحويل السودان إلى سوريا أخرى وأردف بإمكان العالم النزول في القيادة العامة وإلقاء القبض على البشير وتقديمه للجنائية الدولية إن دعا الأمر.