حصاد 2021| الصفيح الأمريكي الساخن.. اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في واشنطن
شهد عام 2021 العديد من المواضيع التي أثارت الجدل والرأي العام، كما شهد تصاعد التوترات في أكثر من بُقعة حول العالم، ولعل أبرز هذه الأحداث في الأسبوع الأول من بداية العام وتحديدًا يوم 6 يناير عندما اقتحم أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مبنى الكابيتول لمنع الكونجرس من التصديق على فوز مُنافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، ثم بعدها بأيام وتحديدًا يوم 20 من الشهر ذاته، حدث تنصيب جو بايدن، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية ليُصبح الرئيس رقم 46 في تاريخ أمريكا، وتوالى التنديد من السياسيين الأمريكيين والرؤساء السابقين بهذا الحدث غير المسبوق الذي يُمثل ضربة في الصميم للديمقراطية الأمريكية التي خطط مسارها الآباء المؤسسين.
اقرأ أيضًا.. حصاد 2021| ننشر أبرز مُتحورات كورونا التي أرعبت العالم
وتعود جذور مُظاهرات اقتحام الكونجرس إلى الحركات التي ظهرت على الانترنت بعد يوم من بدء ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، ومنها مجموعة "أوقفوا السرقة' التي أنشأت في 4 نوفمبر للاحتجاج على النتائج الأولية وأغلقتها فيسبوك بسرعة بسبب نشرها معلومات مُضللة وتحريضًا على العنف ونظريات المؤامرة، لكن عددًا من قيادييها، كالناشط اليميني علي أليكساندر، نشطوا في الدعوة لمُظاهرات يوم 6 يناير.
وأدى الاقتحام إلى عمليات إخلاء وإغلاق لمبنى الكابيتول، وعطل جلسة مُشتركة للكونجرس لفرز الأصوات الانتخابية وإضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن الانتخابي، وتجمع المُتظاهرون لدعم مزاعم الرئيس ترامب المُستمرة والكاذبة بأن انتخابات 2020 قد "سُرقت منه"، والتي كانت جزءًا من جهوده المُستمرة مُنذ أشهر لإلغاء هزيمته الانتخابية.
وفي الفترة من 5 إلى 6 يناير 2021، اجتمع أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة واشنطن للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ودعم مُطالبة ترامب لنائب الرئيس مايك بنس والكونجرس برفض فوز الرئيس المُنتخب جو بايدن.
في البداية، تجمع المُتظاهرون في مسيرة "أنقذوا أمريكا"، وهو حدث مُخطط له في "ذا إيلابس" مُتنزه الرئيس الجنوبي حيث استمع الحاضرون إلى خطابات من ترامب ورودي جولياني، قبل انتهاء الخطابات، سار حشد من المُتظاهرين إلى الكونجرس واقتحموا المبنى، كان الكونجرس مُنعقدًا في ذلك الوقت، حيث أجرى فرز أصوات الهيئة الانتخابية ومُناقشتها بعد أن اعترض السناتور تيد كروز من تكساس، وعضو الكونجرس بول جوسار من الدائرة الرابعة للكونجرس في أريزونا على فرز أصوات الهيئة الانتخابية في ولاية أريزونا.
أُخليت العديد من المباني في مجمع الكابيتول الأمريكي، واخترق المُتظاهرون الأمن لدخول مبنى الكابيتول، بما في ذلك قاعة التماثيل الوطنية، وأغلق في وقت لاحق جميع المباني في مجمع الكابيتول، وكانت هناك مُواجهة مُسلحة عند أبواب غرف مجلس النواب، وأفادت وسائل إعلام أمريكية بإطلاق النار
وفي وقت مُبكر من ظهر يوم 6 يناير، اتهم ترامب بنس بأنه فشل في القيام بما كان يجب القيام به لحماية بلادنا ودستورنا، على الرغم من أن بنس ليس لديه السُلطة لرفض فوز بايدن، وفي الساعة الرابعة مساءً، خاطب ترامب المُتظاهرين عودوا إلى دياركم بسلام ووصفهم بأنهم وطنيون ومميزون جدًا، وقال لهم إنه يحبهم، وفي ذلك المساء، أغلق تويتر حساب الرئيس دونالد ترامب لمُدة 12 ساعة، وأزال 3 من تغريداته لانتهاك سياسة النزاهة المدنية بعد أن نشر منشورات تتغاضى علانية عن المؤيدين الذين اقتحموا الكونجرس.
وفي 7 يناير قال مايكل آر شيروين، وكيل وزارة العدل الأمريكية المؤقت عن العاصمة واشنطن، بإمكانية إدانة مُثيري الشغب بالتآمر لقلب نظام الحكم أو بالتمرد، قائلًا "إن أي ضابط في شرطة الكابيتول تثبت مُساعدته لمُثيري الشغب سيُدان".
وقد أدان جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما، وجورج بوش الابن، وبيل كلينتون، وجيمي كارتر اقتحام مبنى الكابيتول، وعبر حلفاء أمريكا عن صدمتهم، حيث ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بما وصفه بـ"مشاهد مُخزية"، وفي فرنسا، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن ما حصل في واشنطن "ليس أمريكيًا".