رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلطنة عُمان تُسابق الزمن لتحقيق أهداف "رؤية 2040"

توجيهات مستمرة ومتابعة
توجيهات مستمرة ومتابعة دقيقة من السلطان هيثم بن طارق سلطان

خارطة طريق لتنفيذ 430 برنامجاً استراتيجياً حتى عام 2025م

"التخطيط بالنتائج" لربط الأهداف بمخرجات يشعر بها المواطن ومجتمع الأعمال

 

تُسابق سلطنة عُمان الزمن لتنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التى انطلقت مطلع العام الجارى وتستمر لمدة 20 عاماً وفقاً لخطط تنموية خمسية كل 5 سنوات، وبتحقيق الرؤية ستُصبح عُمان فى مصاف الدول العالمية المتقدمة، حيث تستهدف تحقيق نمو اقتصادى مستدام بمعدل 4% - 5% سنوياً وزيادة متوسط دخل الفرد بنسبة تصل إلى 90% فى عام 2040م، وكذلك انخفاض مساهمة القطاعات النفطية فى الناتج المحلى الإجمالى إلى 7% بنهاية الرؤية.

وتعمل كافة القطاعات العُمانية كخلية نحل وتبذل أقصى الجهود الممكنة لتحقيق أهداف رؤية 2040، وفقاً لتوجيهات مستمرة ومتابعة دقيقة من السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، الذى أكد فى أكثر من مناسبة أن نجاح الرؤية المستقبلية مسئولية جميع أبناء الوطن دون استثناء وكل فى موقعه وفى حدود إمكاناته ومسئولياته وفى إطار دعم قدرة الحكومة على القيام بمتطلبات تحقيق الرؤية.

 

برامج استراتيجية

وكانت سلطنة عُمان على موعد الأسبوع الماضى مع إطلاق النسخة الإلكترونية من مجلد البرامج الاستراتيجية لخطة التنمية الخمسية العاشرة (2021/2025م)، عملاً بأحكام المرسوم رقم (1/2021) باعتماد هذه الخطة، التى تُعد المرحلة الأولى من رؤية 2040، وجاء المجلد كإحدى وثائق الخطة متضمناً البرامج التى تستهدف تحديد آليات المساهمة فى تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية خلال السنوات الخمس القادمة.

وقد أتاحت وزارة الاقتصاد العُمانية نسخة المجلد الإلكترونية الثلاثاء الماضى، الذى يتضمن 430 برنامجاً استراتيجياً لرسم خارطة طريق لتحقيق أهداف رؤية 2040، وتم توزيع البرامج فى إطار المحاور الأربعة التى جاءت بها الرؤية وتمت ترجمتها فى هذه الخطة إلى 14 أولوية وطنية تعكس ضرورات المرحلة، حيث يستهدف المجلد وضع آلية تنفيذية للأهداف الاستراتيجية للرؤية ولخطة التنمية الخمسية العاشرة معاً، بحيث يتضمن المحور الأول للرؤية «الإنسان والمجتمع» 156 برنامجاً، أما محور «اقتصاد بنيته تنافسية» فيتضمن 165 برنامجاً، ويشمل كلاً من محور «بيئة مستدامة» ومحور «دولة أجهزتها مسئولة» 56 و53 برنامجاً، على التوالى.

 

خبرة كبيرة

وتم إعداد المجلد من خلال منهجية معتمدة من وزارة الاقتصاد العُمانية وقامت مجموعات العمل لخطة التنمية الخمسية العاشرة بتنفيذها، وأظهرت التجربة الطويلة للسلطنة فى مجال التخطيط الاستراتيجى وجود خبرة كبيرة لدى الجهات المختلفة بآليات ومنهجيات إعداد الخطط الاستراتيجية طويلة ومتوسطة المدى.

فقد تمت صياغة البرامج المُضمنة فى المجلد، وفق استمارات مخصصة بُنيت على النهج التشاركى الذى قامت به مجموعات العمل لكل أولوية من أولويات الخطة، لتعكس مضامينها أولويات المرحلة فى صيغة برامج تركز على تطوير الإطار التشريعى والمؤسسى والتنظيمى، وأخرى تركز على حوكمة وإدارة قطاع معين تستهدف الاستدامة المالية ومصادر التمويل وتنمية القدرات وتطوير نظم العمل.

واستخدمت مجموعات العمل فى فريق إعداد الخطة، 3 استمارات لتشخيص الوضع الراهن ولتحديد التحديات التى تواجه تحقيق الأهداف طويلة المدى وترتيبها، بحيث يتم وضع الحلول أو البرامج التى تتغلب على هذه التحديات فى الأجل القصير، ودون إضافة أعباء مالية على الموازنة العامة للدولة مع إعطاء أولوية للبرامج منخفضة التكلفة أو تلك التى تمول من مصادر تمويل مختلفة، بشرط أن تكون هذه البرامج ذات تأثير كبير فى التعامل مع التحديات المختلفة.

 

التخطيط بالنتائج

وتبنت وزارة اقتصاد السلطنة ومجموعات عمل الخطة، منهجية «التخطيط بالنتائج» لضمان ربط الأهداف الاستراتيجية للرؤية طويلة المدى وخطة التنمية متوسطة المدى، بمخرجات محددة وملموسة، يشعر بها المواطن من خلال الخدمات العامة التى تؤدى إلى تحسن مستوى معيشته، ويشعر بها أيضاً مجتمع الأعمال من خلال مناخ أكثر جاذبية للاستثمار وممارسة الأعمال وتنافسية أعلى للاقتصاد محلياً وعالمياً وكذلك فرص عمل للعُمانيين، كما تؤدى هذه المخرجات إلى الحفاظ على البيئة والحماية من التغيرات المناخية وتحفز الاستخدام المستدام للموارد، وتؤدى أيضاً إلى تطوير إدارى ومؤسسى وتشريعى محفز للعمل والإنتاج والمشاركة والحوكمة الرشيدة.

 

منهج المشاركة

وأولت وزارة الاقتصاد ومجموعات العمل، اهتماماً بتطبيق منهج «التخطيط بالمشاركة» مع توسيع قاعدة المشاركة، لتشمل عدداً أكبر من المشاركين فى إعداد الخطة وتمثيل كافة الجهات الحكومية المعنية ذات الصلة، وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدنى، وبالتالى تصبح

كافة الأطراف مالكة ومعنية بتنفيذ البرامج الاستراتيجية وتحقيق أهدافها وبتوفير كافة الموارد اللازمة لتحقيق البرامج والتعامل مع التحديات التى قد تواجه التنفيذ، وبالفعل عقد فريق عمل الخطة عدداً من ورش العمل والاجتماعات التنسيقية والتشاورية واجتماعات المتابعة ومجموعات التركيز، والتى بلغ إجمالى عددها 195 فعالية شارك فيها 1900 مشارك من كافة الجهات المعنية ذات الصلة.

وقد أعد فريق عمل خطة التنمية الخمسية العاشرة، نموذجاً لإعداد البرامج الاستراتيجية باستخدام أفضل المناهج والممارسات العالمية فى إعداد الخطط الاستراتيجية المختلفة، وتضمن هذا النموذج اختيار الهدف المعنى من أهداف أولويات رؤية 2040، الذى يسعى البرنامج على المساهمة فى تحقيقه خلال سنوات الخطة الخمس، ثم يتم تحديد وصف مبسط للبرنامج ولأهم عناصره والتى تمثل آليات أو خطوات التنفيذ، كما يحدد النموذج الجهة الرئيسية المسئولة عن تنفيذ البرنامج والجهات المساندة والتى تشارك فى تنفيذ البرنامج، وأخيراً يوضح النموذج التكلفة التقديرية للبرنامج والمدى الزمنى اللازم لتنفيذه، ما يوضح أن إتاحة هذه البيانات تعزز من قواعد الحوكمة الرشيدة فى إدارة الخطة والموارد المخصصة لتنفيذ البرامج.

ويمثل إعداد هذا المجلد خطوة مهمة أيضاً للتحول نحو «موازنة وخطة البرامج والأداء»، التى تستهدف ربط التمويل المتاح سواء التمويل الجارى أو التمويل الإنمائى بمخرجات واضحة ونتائج ملموسة، وربط تقويم أداء الجهاز الإدارى للدولة سواء الفردى أو المؤسسى ببرامج ونتائج محددة وفعلية.

 

المتابعة والتقييم

وتعمل وزارة الاقتصاد العُمانية حالياً على مراجعة آلية «المتابعة والتقييم» وإصدار الوثيقة التى تتضمن مؤشرات قياس الأداء التى تساعد فى متابعة تنفيذ البرامج الاستراتيجية بشكل دورى وتقييم نتائجها فى المستقبل القريب، بالإضافة إلى الآلية المؤسسية للمتابعة والتقييم، وتولى الوزارة وفريق عمل الخطة اهتماماً كبيراً بالمتابعة والتقييم للتأكد من تنفيذ البرامج على النحو المخطط له من خلال مؤشرات محددة للمدخلات والمخرجات، وتحقق أهداف البرامج من خلال مؤشرات تقييم النتائج التى تقيس تحقق الأثر النهائى للبرامج الاستراتيجية اعتماداً على مؤشرات رؤية عُمان 2040.

كما قامت وزارة الاقتصاد بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووحدة متابعة تنفيذ رؤية 2040، بإعداد منهجية مبسطة لمساعدة الوزارات والجهات المعنية ذات الصلة فى السلطنة على تحويل البرامج الاستراتيجية إلى خطط سنوية ومشاريع محددة تساهم فى تنفيذ هذه البرامج.

 

برنامج طموح

وتقود الحكومة العُمانية فعلياً، برنامجاً طموحاً لتطوير منظومة التخطيط الاستراتيجى من خلال اعتماد منهجية (التخطيط بالنتائج والتحول التدريجى نحو موازنة البرامج والأداء والتركيز على المتابعة والتقييم)، إضافة إلى دمج هذه العناصر فى «منظومة إلكترونية للتخطيط والمتابعة والتقييم» فى إطار جهود الدولة للتحول الرقمى، بهدف رفع كفاءة الإنفاق العام، والارتقاء بالخدمات والمرافق العامة، وتحسين الإدارة والقيادة الاقتصادية لموارد الدولة، وتدعيم مبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة والمحاسبة، لتصبح عُمان فى مصاف الدول المتقدمة.