عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نصير العروبة يسطر تاريخاً عريقاً من الإنجازات

بوابة الوفد الإلكترونية

يحتفل الكويتيون والعالمان العربى والإسلامى يوم الأربعاء المقبل، بالذكرى الرابعة عشرة لتولى الشيخ صباح الأحمد، مقاليد الحكم فى الكويت. وللشيخ صباح الأحمد الحاكم الـ15 لدولة الكويت مكانة خاصة جداً فى جميع المحافل الخليجية والعربية والإقليمية والدولية لما له من بصمات واضحة، وجهود بارزة، ومشاركات إيجابية فى جميع القضايا التى تواجه الأمتان العربية والإسلامية. كما ان لسموه دوراً كبيراً فى خدمة القضايا الإنسانية وحل الخلافات بين الأشقاء. والمتابع لدور الكويت السياسى إقليميا وعالميا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، نجاح سياسة الشيخ صباح الأحمد، الدبلوماسية فى نصرة القضايا العادلة للشعوب وحماية الدولة من أى تأثير، يهدد كيانها والوصول بها إلى بر الأمان فى ظل محيط مضطرب بالمشاكل والتهديدات.

 

تأييد

وبعد وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، حظى الشيخ صباح الاحمد بتأييد شعبى ورسمى كبير وتمت مبايعته بالإجماع من قبل أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية فى 29 يناير 2006 ليصبح أول أمير منذ عام 1965 يؤدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة. والشيخ صباح الأحمد هو الابن الرابع لأمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذى توسم فى نجله الفطنة والذكاء منذ صغر سنه فأدخله المدرسة المباركية ومن ثم أوفده إلى بعض الدول ولاسيما الأجنبية منها للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية التى ساعدته فى ممارسة العمل بالشأن العام، منذ أن عين بادئ الأمر عام 1954 عضواً فى اللجنة التنفيذية العليا التى عهد إليها آنذاك مهمة تنظيم مصالح الحكومة ودوائرها الرسمية.

وبدأت مسيرة الشيخ صباح الاحمد منذ عام 1955 مع توليه منصب رئيس دائرة الشئون الاجتماعية والعمل فقد عمل على تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل خصوصاً فى ظل تدفق الهجرات الخارجية من الدول العربية والأجنبية للعمل فى الكويت واستحداث مراكز التدريب الفنى والمهنى للشباب ورعاية الطفولة والأمومة والمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة وتشجيع قيام الجمعيات النسائية والاهتمام بالرياضة وإنشاء الأندية الرياضية.

 

ثقافة وفنون

وأولى الشيخ صباح فى بداية حياته العملية اهتماما كبيرا بكثير من القضايا التى تؤكد النظرة الثاقبة له ومنها الفنون وعلى رأسها المسرح فقد أنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية فى الكويت عام1956. وفى عام 1957 أضيفت الى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت (الكويت اليوم) وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات ووقتها تم إصدار مجلة العربى التى أصبحت فيما بعد سفير الكويت الثقافى فى الدول العربية والإسلامية. وأبدى الشيخ صباح الأحمد اهتماما بارزا بإحياء التراث العربى وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة وتشكيل لجنة خاصة لمشروع (كتابة تاريخ الكويت) وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذى كان له دور مميز فى ان تحقق الصحافة الكويتية مكانة مرموقة بين مثيلاتها فى الدول العربية لما تتصف به من حرية واتزان.

 

مسيرة عطاء

وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين عضواً فى المجلس التأسيسى الذى عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد ثم عين فى أول تشكيل وزارى عام 1962 وزيراً للإرشاد والأنباء.

وفى 28 يناير 1963 وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة عين الشيخ صباح الأحمد وزيراً للخارجية لتبدأ مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات العربية والدولية ومع العمل السياسى الخارجى والدبلوماسية التى برع فيها استحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين فى العالم بعد أن قضى أربعين عاماً على رأس تلك الوزارة المهمة قائداً لسفينتها فى أصعب الظروف والمواقف السياسية التى مرت على دولة الكويت. ويستذكر الكويتيون بكل فخر الدور الكبير للشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للخارجية حين رفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولها عضوا فيها فى 11 مايو 1963.

 

توازن

ولعل ما رسمه الشيخ صباح الأحمد منذ نحو 5 عقود للسياسة الخارجية لدولة الكويت استطاع أن يتخطى بالكويت مراحل حرجة فى تاريخها من خلال انتهاج مبدأ التوازن فى التعامل مع القضايا السياسية بأنواعها ومن أبرزها الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 وما نتج عنها من تداعيات أثرت على أمن الكويت واستقرارها داخلياً وخارجياً. وبذل الشيخ صباح طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية جهدا كبيرا فى تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم وخصوصا الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن. وشهدت البلاد نتيجة ذلك استقرارا فى سياستها الخارجية وثباتا اتضحت ثماره فى الثانى من أغسطس عام 1990 عندما وقف العالم أجمع مناصرا للحق الكويتى فى وجه العدوان العراقى والذى أثمر صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 الذى أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية ضد العراق ما لم يسحب قواته من الكويت.

وفى 14 فبراير 2001 أسندت إلى الشيخ صباح الاحمد مهمة تشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه بسبب ظروفه الصحية وفى 13 يوليو 2003 صدر مرسوم أميرى بتعيين سمو الشيخ صباح الأحمد رئيسا لمجلس الوزراء. ولم يقتصر نجاح الشيخ صباح عند السياسة الخارجية فقط وإنما استمر هذا العطاء والنجاح عند توليه قيادة دفة السياسة الداخلية للبلاد فقد حرص منذ اللحظات الأولى لتوليه منصب رئاسة الوزراء على تبنى رؤية شاملة وعميقة للتنمية فى الكويت تطول مختلف قطاعات الدولة وعلى رأسها القطاع الاقتصادى فقام سموه بتشجيع القطاع الخاص وفتح فرص العمل الحر أمام الشباب الذين يضعهم سموه فى مقدمة اهتماماته ورعايته من خلال دعم المشروعات الصغيرة.

 

مبايعة

واستمر فى مسيرة العطاء رئيسا للحكومة الكويتية حتى يناير عام 2006 عندما اجتمع مجلس الوزراء واتخذ قراراً بالإجماع بتزكية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964. ومنذ ذلك اليوم التاريخى بدأت أسطر جديدة تكتب فى تاريخ الكويت وفى مسيرة سموه فى قيادة الوطن العزيز حيث استمر فى تكريس رؤيته الثاقبة فى الاهتمام بالاقتصاد لأنه عصب التنمية والتطور فى أى مجتمع.

وعلى مدى 14 عاماً من تولى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد نهضة تنموية شاملة مرتكزة على مجموعة من المشاريع الضخمة من أبرزها مدينة (صباح الأحمد البحرية) التى تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملا ما يدل على تشجيعه على إعطاء القطاع الخاص دورا أكبر فى المساهمة فى تنمية الكويت وتنشيط عجلة الاقتصاد.

وخلال عام 2018 افتتح عددا من المشاريع المهمة فى البلاد من أبرزها (مركز عبدالله السالم الثقافى) و(مدينة الكويت لرياضة المحركات) و(مدينة الجهراء الطبية) و(مبنى الركاب الجديد) رقم (4) فى مطار الكويت الدولى بالإضافة إلى تصدير أول شحنة نفط خفيف و(مستشفى جابر الأحمد).

 

 

بناء المجتمع

ولم يغفل امير الكويت عن إدراك أهمية بناء المجتمع الكويتى من الداخل والحفاظ على وحدته وتماسكه فى ظل التحديات التى تعصف بالمنطقة من حين لآخر. وعلى الصعيد الخارجى فقد تبوأت الكويت - نتيجة لسياسات الشيخ صباح الاحمد ورؤيته الحكيمة القائمة على تولى زمام المبادرات فى العمل الخيرى الإنسانى - مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية استحقت عليه أن يتم اختيارها من قبل الأمم المتحدة (مركزا للعمل الإنسانى) وتسمية الشيخ صباح الأحمد (قائدا للعمل الإنسانى) خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولى للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا لثلاث دورات متتالية على أرضها معلنة تبرعها السخى بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين فى دول الجوار لسوريا.

 

القضية الفلسطينية

ولم تنس الكويت القضية الفلسطينية التى اعتبرتها قضيتها العربية الأولى منذ بدايتها وحتى اليوم فاستمر الدعم الكويتى للفلسطينيين وازدادت وتيرته فى عهد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ففى يناير 2009 أعلنت الكويت تبرعها ب 34 مليون دولار لمصلحة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تبعها فى شهر مارس من العام ذاته تقديم الكويت مبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية تدفع على مدى 5 سنوات ضمن برنامج إعادة إعمار غزة وفى نوفمبر 2012 وقعت الكويت اتفاقية مع البنك الدولى تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطينى للإصلاح والتنمية الذى يشرف عليه البنك.

واستضافت الكويت فى عهد الشيخ صباح الأحمد (القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية) الأولى فى يناير 2009 التى شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها أمير الكويت متمثلة بإنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة فى الدول العربية برأسمال قدره مليارا دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.

 

إعمار العراق

كما شهد فى فبراير 2018 افتتاح (مؤتمر الكويت الدولى لإعادة إعمار العراق) عقب تحرير مدن العراق من براثن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابى ووصلت قيمة التعهدات الدولية إلى 30 مليار دولار. ومازال امير الكويت يحرص على مواصلة دوره الفاعل فى حل الخلاف بين الأشقاء ورأب الصدع فى البيت الخليجى الواحد وسط تأييد من الدول الشقيقة ودول العالم أجمع وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لإعلان الكويت فى أكثر من مناسبة وترحيبها باستضافة محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين.

 

مصر العزيزة

ولمصر مكانتها المميزة لدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولدى الكويتيين ككل، وهى المكانة الممتدة عبر العلاقة الوطيدة التى رسخها حكام الكويت بين مصر والكويت، الا ان هذه العلاقة ازدادت رسوخا ومتانة خلال السنوات الاخيرة تحت حكم الشيخ صباح الأحمد والذى دعم مصر بكل ما أوتى من قوة على كل المستويات وفى مختلف المجالات. وجاءت لغة الجسد فى الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت خلال شهر أغسطس الماضى لتعبر بصدق شديد عما يكنه الشيخ صباح الأحمد لمصر ولرئيسها. حيث تحدثت تلك اللغة عن الحميمية الكبيرة التى تربط بين الشعبين فى شخص الزعيمين العربيين الشيخ صباح الأحمد والرئيس عبدالفتاح السيسى.

 

موقف مبدئي

ومنذ ثورة يناير 2011 أعلنت الكويت عن موقفها الداعم لخيارات الشعب المصرى، واتبعت ذلك بتدفقات مالية وزيارات رسمية للتأكيد على دعمها للمرحلة الجديدة فى مصر وظلت على موقفها المساند للشعب المصرى طوال الفترة اللاحقة فتضاعف عدد المصريين العاملين فى الكويت ما كان يمثل دعما غير مباشر للاقتصاد المصرى كما قدمت العديد من المنح والقروض وبرامج المساعدات.

وتكرر الموقف نفسه عقب ثورة 30 يونيه التصحيحية، ووجه الشيخ صباح بتقديم حزمة مساعدات متكاملة لمصر بقــيمة 4 مليارات دولار عبارة عن وديعة فى البنك المركزى ومساعدة مباشرة ومشتقات نفطية ما ساهم فى دعم قدرة مصر على تجاوز المرحلة الانتقالية وتنفيذ خريطة الطريق دون معوقات اقتصادية خطيرة.

وعندما دعت مصر إلى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى مارس 2015 كان الشيخ صباح من أوائل الحاضرين والملبين لنداء الواجب تجاه الشقيقة الكبرى، وكان القرار بتقديم حزمة استثمارات جديدة بقيمة 4 مليارات دولار عبارة عن وديعة ومشروعات استثمارية فضلا توقيع العديد من التعاقدات المتعلقة بالمشروعات الصناعية بتمويل من المستثمرين الكويتيين، وعدد من المشروعات الممولة عن طريق الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية فى مؤشر واضح يكشف عن مدى مساندة الكويت لمصر، وهو ما حرص الشيخ صباح الاحمد على تأكيده خلال مشاركته وكلمته فى المؤتمر حيث شدد على استمرار دعم بلاده لمصر وعلى متانة العلاقات المصرية الكويتية وتعاون البلدين الشقيقين فى شتى المجالات.